رواية المعلِم
الفصل الثالث عشر ..
__________________________________________________ أسند رأسه علي الجدار ووقف يتابعها في صمت ، مر عشر دقائق علي وضعهم ولم يتغير شئ ، لا يدري كيف لصوتها أن يؤثر به ويشعر بالسكون يعم قلبه ، وكأنما بات الكون خالياً عدا صوتها الناعم الذي تتلو به ، تنهد براحة ثم ولج الي الداخل بعد أن حمحم لكي يثير انتباها ، بينما خطفت عنود نظرة سريعة عليه ومن ثم أغلقت الكتاب ووضعته بجوارها ورفعت بندقيتاها عليه لكن سرعان ما انزلتهم من فرط خجلها منه ، ما الذي حدث لم تكن هكذا منذ دقائق ، حاولت مراراً لكن قدرتها أقل من أن تنظر لعيناه الآن !
_ شعرت بتوتر شديد يعصف بها ، فقط تريد الاختباء منه لا تدري لما لكن حتماً ستنتهي طاقتها علي التماسك ما لم يغادر سريعاً ، سحبت نفساً عميق وأردفت بينما لم تُبعِد نظريها عن يديها التي تفركهم بشدة :-
_ حضرتك عايز حاجة ؟_ جلس ريان علي طرف الفراش وقال بعدما سحب هو أيضا نفسا عميق :-
_ أنا عارف اني اجبرتك علي الجواز كان ممكن تتحل بطريقة تانية بس انا وقتها مقدرتش اشوفهم بيعملوا كده في..._ صمت ريان لبرهة ثم تابع قائلا :-
_ أنا مش بحب أشوف حد بيتأذي قدامي واسكت يمكن لأني في فترة من حياتي احتجت لايد تتمد لي وملقتش أو يمكن دي فِطرة فيا مش عارف بس برده كنت شايف الرفض في عيونك وتصرفاتك علي ياسر ، هتصدقي لو قولتلك كنت عايزك تقوليلي مش عايزاه وانا بنفسي كنت هخلص الموضوع من غير شوشرة بس انتي سكتي ورغم كده كان رفضك بيظهر أكتر في كل ثانية بتمر ، نظرتك ليا لما قولتلك أن المأذون جه حتي لمعة عينك لما أتأخر مش قادر أنساها ويمكن ده كان دافع اني أعمل كده ،_ صمت وهو يرمقها ثم سحب نفساً عميق وهتف وهو يحك ذقنه :-
_ أو مش عارف أنا مش لاقي سبب معين ، عموماً أنا مش عايز أجبرك تاني علي حاجة انتي لو عايزة تمشي ، أنا هطلقك و هساعدك كمان انتي في الآخر في مقام بنت عمي ولو كنت اتجوزت بدري شوية كنت خلفت واحدة قدك !_ ماذا ؟ رفعت عنود بندقيتاها عليه متأثرة بآخر ماا أردفه وعلامات التعجب ظاهرة علي وجهها اهو يراها صغيرة إلي هذا الحد ؟ تنهدت مستاءة ثم سألته بعفوية :-
_ هو حضرتك عندك كام سنة ؟_ ابتسم ريان وأجابها بمزاح :-
_ ٣٤ سنة ، راجل كبير صح !_ هزت رأسها بإنكار وهتفت بعفوية :-
_ لا خالص مش باين عليك_ رفع ريان حاجبيها مُشكلاً إبتسامة علي ثغره وقال :-
_ ماشي هعمل نفسي مصدقك_ صمت كِلاهما ثم قاطعت هذا الصمت عنود بعد أن ازفرت أنفاسها بتردد وأردفت بثقة :-
_ بس حضرتك مأجبرتنيش علي حاجة أنا كان ممكن أرفض وأصمم علي رفضي بس انا بصراحة مش لاقية سبب معين ، بس يمكن النهاردة عرفت !_ ضيق ريان عينيه عليها وتسائل بفضول :-
_ عرفتي ايه ؟_ تنهدت عنود وقالت وهي تفرك أصابعها بخجل وهتفت مختصرة :-
_ تدبير ربنا !
أنت تقرأ
المعلِم ( جاري التعديل )
Mystère / Thrillerهي تلك المراهقة الصغيرة التي انقلبت حياتها رأسًا على عقب لفجعة وفاة أبويها، أزهر جوفها بأملًا جديد وإزداد حنينها إلى العودة لأرض الوطن لعلها تجد دفئ شعور ما إفتقدته مؤخرًا.. هو ذلك الرجل الجامد في مشاعره، عنفواني الطباع، خسر أحلامه في صغره لم يشعر ب...