الفصل الرابع والعشرون

22.8K 678 24
                                    

رواية المعلِم
الفصل الرابع والعشرون ..
_________________________________________________

_  ترجلت من السيارة ودفعت للسائق نقوده ثم توجهت إلي البناية بخطي هزيلة ، وقفت أمام المصعد قيد انتظار هبوطه من الاعلي ،

_ ولجت بداخله ودموعها لا تتوقف قط ، لا تدري لما تعاملت بتلك الحساسية ربما الأمر لم يكن بحاجة لتلك المبالغة ، حسناً ستعترف بأنه آلام قلبها بنبرته الصارمة الحادة ،

_ هو بمثابة جميع الأشياء اللطيفة في حياتها ، بات خاصاً للغاية ، ربما وقعت في حب عيناه التي تختفي حدتها أمامها ، أو ربما أحبت عنفوانه وجُرأته في امتلاكها فقط ليحمي كرامتها من المُدعين بعائلتها ،

_ أم أحبت الأمان الذي نتج من ضلع عناق صادق في حين افتقادها لشعور الطمئنينة حينها ، لا تدري أيهما الصحيح لكن ما تعلمه جيداً أن قلبها لم ينبض سوي لحروف إسمه ..

_  لم تشعر بتوقف المصعد ، فُتح الباب من قِبل دينا التي قامت بإيقافه ، رفعت عنود بندقيتاها عليها بحزن لا تدري لما شعرت بالضعف أمامها ،

_ فرحانة أنك سرقتيه مني ؟
_  صاحت بهم دينا بنبرة غاضبة بينما شعرت عنود بوخزة قوية في قلبها ، حاولت التماسك لكن لم تستطيع منع ازدراف قطراتها التي هطلت كحبات المطر ..

_ ولجت دينا بداخل المصعد واقتربت منها وتابعت مضيفة :-
_ بتعيطي ؟ اوعي تفكري أنك هتضحكي عليا بدور البت اليتيمة اللي أهلها رفضوها و واحدة واحدة دخلتي بيتي لحد ما اتمكنتي من جوزي يا خطافة الرجالة أنا فرحانة في اللي عمك عملوا فيكي انتي تستاهلي كل اللي جرالك واللي لسه هيجرالك مني ..

_ جهشت عنود في البكاء الشديد ولم تستطيع الرد عليها ، تشتت ذهنها هل هي علي حق ؟ هل هي سارقة إذا هل تنال عقابها الآن ؟!

_ صمت حل فجاءة عندما سمعت كلتاهما صراخ رنا يأتي من الأسفل ، ركضت دينا مهرولة لتعلم ما الخطب ، تبعتها عنود بخُطي مهرولة ، وقفت كلتاهما أمام العم ماهر وهو مُلقي علي الأرض ..

_ لم يصدر لهم صوت لبرهة ثم قطعت حبال ذاك الصمت دينا عندما تسائلت بتوجس :-
_ عمي ماهر حصله ايه ؟

_ هزت رنا رأسها بنفي لا تدري ما خطبه ، تنهدت وأردفت بنبرة مرتبكة :-
_ مش عارفة ، أنا سمعت صوت جامد خرجت لقيته واقع !

_ اقتربت منه دينا قائلة بقلق :-
_  يلهوي ليكون حصله غيبوبة سكر ..

_ ابتلعت رنا ريقها بصعوبة كما ازدادت رجفة جسدها من هول الصدمة ، حاولت دينا إيقاظه بمنادته لكنه لم يستجيب لها ، أزفرت أنفاسها بتوجس شديد وقالت :-
_ حد يتصل بالاسعاف بسرعة ..

_ هرولت رنا الي الداخل تبحث عن هاتفها وما إن وقع بين يديها أسرعت في الإتصال علي الإسعاف وطالبت مساعدتهم ،

المعلِم ( جاري التعديل ) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن