حلقة خاصة
المعلِم
( ٣ )***
انتبهت على رنين الهاتف فأسرعت في إغلاق الموسيقى لتجيب على عزيزها الغالي، بدأن الفتيات في الهتاف بمزاح على تصرفها العفوي فمنهم من أصدرت صافرات بفمها وأخريات ألقين الدعابات مثل:
الله يسهلوا
أيوة بقا يا عروسة
يا بختهومنهن من أطلقت ضحكات بميوعة شديدة وهي تردد:
كلها يوم وتبقوا مع بعض يا عريس مستعجل على إيه؟رمقتهن هالة بغيظ ثم انسحبت من بينهن وولجت لغرفتها، أوصدت الباب خلفها مانعة أي دخيلة من التطفل عليها ثم بنبرة حماسية حدثته:
وحشتني يا يويابلطاقة أردف يحيى:
وأنتِ كمان، بتعملي إيه؟أخبرته هالة بما تفعله ساخرة:
برقص هكون بعمل إيه يعني؟مازحها يحيى بقوله:
طب ابقي سيبي لي شوية_ قهقهت هالة عالياً وأجابته بدلع:
الدلع كله متقلقش_ حك يحيى مؤخرة رأسه ثم أردف:
ماشي لما نشوف ؛ المهم ريان باعت واجبات وحلويات العربية كلها خمس دقايق اتلمي أنتِ وصحابك ومتظهريش لغاية ما يحطوا الحاجة ويمشوا، طنط اللي تقابلهم فاهمة!_ ابتهجت هالة من غيرته الواضحة ورددت بسعادة مبالغة:
فاهمة_ صغت إلى رنين الباب فهتفت بتلهف:
شكلهم وصلوا، اقفل لما ألحق البنات قبل ما يفتحوا، سلام_ أغلقت الهاتف وخرجت راكضة لكي تمنعهم من فتح الباب بتلك الحالة التي جميعهن عليها، لكنها لم تلحق بهن وقد فتحت إحداهن، تنهدت براحة حين رأتها هاجر شقيقة يحيى.
_ تقوس ثغرها بإبتسامة تلقائية فور رؤيتها، اقتربت منها ورحبت بها بحفاوة شديدة ثم عاتبتها بلُطف:
ما بدري لسه جاية يا هانم؟_ أخذت هاجر تضبط من أنفاسها المتهدجة ثم أردفت:
أنتِ عارفة عندنا مدراس وحوارات، كويس إني جيت_ انضمت إليهم عنود ورحبت بها فلقد إشتاقت إليها كثيراً:
وحشتيني يا جوجة أوي_ لكزتها هاجر بخفة في كتفها ورددت مستاءة:
يا ندلة يلي معتيش بتسألي فيا_ زمت عنود شفتيها بندم وبندم قالت:
انا كنت معتزلة العالم كله، بجد حالتي كانت حالة_ تدخلت هالة مانعة أي نقاش قد يطول الحديث به قائلة:
لا مفيش النهاردة كلام فيه رقص وبسوجهت نظرها إلى هاجر وغمزت إليها بمرح:
يلا ادخلي نقي لك بدلة رقص واخرجيكادت أن تعارضها هاجر إلا أن هالة منعت أي سبيل للرفض أمامها فاضطرت هاجر إلى الموافقة تحت ضغط هالة عليها، سارت نحو دينا حين لمحتها ورحبت بها وكذلك سألتها عن أحوالها ثم انسحبت إلى غرفة هالة لكي تبدل ثيابها.
أنت تقرأ
المعلِم ( جاري التعديل )
Misteri / Thrillerهي تلك المراهقة الصغيرة التي انقلبت حياتها رأسًا على عقب لفجعة وفاة أبويها، أزهر جوفها بأملًا جديد وإزداد حنينها إلى العودة لأرض الوطن لعلها تجد دفئ شعور ما إفتقدته مؤخرًا.. هو ذلك الرجل الجامد في مشاعره، عنفواني الطباع، خسر أحلامه في صغره لم يشعر ب...