الفصل السابع

20.8K 664 21
                                    

رواية المعلِم
الفصل السابع ..
_________________________________________________

سارت ببطءٍ تجر قدميها بثقل، انتبهت لتلك النظرات التي ترمقها بشراهة، لماذا ينظرون إليها هكذا، هل تلك النظرة شفقة أم تشفي، أم شيء آخر لا تعلمه، عادت إلى الفندق بخيبة أمل  لم تكن بالحسبان في هذا اليوم، حقًا ما حدث اليوم قد فاق كل التوقعات.

وجهت حديثها إلى موظف الإستقبال دون أن تنظر إليه بنبرة منكسرة:
_ لو سمحت مفتاح أوضتي رقم ٣٧

حمحم موظف الإستقبال بحرج بائن ورد عليها مستاءً:
_ أنا آسف يا فندم بس حضرتك ممنوعة تقعدي هنا، شنط حضرتك وراكي أهي تقدري تاخديها وتمشي

رفعت عيناها عليه بذهول وتساءلت بعدم فهم:
_ يعني إيه ممنوعة؟ أنا دافعة فلوس إقامتي هنا إيه اللي حصل؟

تنهد الموظف بحرج وردد بإقتضاب:
_ منصور العراقي جه وهددنا اننا لو ملغيناش إقامتك هنا هيقفلنا المكان فلوسمحتي ياريت تمشي من غير شوشرة

اتسعت حدقتاها بصدمة أكبر، ماذا يريد من خلف تصرفاته الحقيرة تلك؟ لماذا يغلق جميع الأبواب في وجهها، ماذا فعلت له حتى يؤذيها بهذا الشكل، أحقًا يخشى منها على ولده؟

تخبطت بين أفكارها التي لم تضيف لها سوى ألم شديد في رأسها، أمسكت بحقائبها وجرتهم خلفها بخيبة أمل أكبر، لا تدري إلى أين تذهب، ليس لها مآوى ولا سُكنة تذهب إليها، إلى من تؤمن على نفسها لديه، تنهدت وقررت آخر اختيار لديها.

ظل ريان مُثبت بصره على ياسر وعقله مشغول بتلك الفتاة التي رفضت زيجتها من ياسر، أيعقل أن ترفض شاب مثله بفرصة تحلم بها أي فتاة غيرها، لقد هداه بمنزل مكتمل لكي يثيرها وتوافق على زيجتها منه لكنها أبت.

أهي لا تكترث حقًا لتلك الأشياء الثمينة أم تتصنع ذلك، تعجب أيضًا من حالة ياسر الذي بدى عليها منذ رفضها له، وكأنها محور للكون، لماذا هو تعيس بهذا الشكل كيف له أن يفيض بمشاعره ولا يخجل، كان يحايلها ويتوسل إليها بألا تتركه، ماذا فعلت له حتى يكون في حالته هذه الآن؟

خرج من شروده عندما رآها تدلف إلى المكتب حاملة حقائبها خلفها، نهض هو وياسر الذي أسرع نحوها بتوجس وهتف متسائلًا:
_ أنتِ هتمشي؟

رمقته بألم وهتفت مرددة بحزن:
_ أنا موافقة نتجوز!

إلتوى ثغر ياسر مشكلًا إبتسامة عريضة، اقترب منها لكنها تراجعت خطوة إلى الخلف، رفعت بندقيتاها اللامعة عليه ثم تسائلت بتوجس:
_ هو أنت هتراعي ربنا فيا؟

شعر بغصة مريرة في حلقه وأجابها بنبرة عذبة:
_  والله العظيم ما هزعلك لحظة

تنهدت وهي تحرك رأسها بقلة حيلة، انسدلت بعض الدموع على مقلتيها متحسرة على حالتها ثم جلست على المقعد بأمر من ياسر وأخذت تقص ما حدث لها في الفندق.

المعلِم ( جاري التعديل ) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن