الجزء ٢ : رد الجميل

579 32 11
                                    


مرت أيام قليلة على لقاء مورانا بإله الخداع تحت المطر، مرت الذكرى بلطف دون ترك أثر و سرعان ما توارت فلم تعد تكاد تذكر منها شيئا.

مرت فترة الإمتحانات و كأنها دهر و ليس مجرد أسبوع أو أقل فأصبح بإمكانها أخيرا التنفس مجددا.

كانت تجلس بمفردها على أحد الطاولات في المكتبة الشبه فارغة التي كانت تتواجد وسط المدينة...

"سنغلق بعد عشر دقائق" أتاها الصوت من مكبر الصوت المعلق في الزاوية يعلن إقتراب موعد رحيلها عن هناك، ألقت نظرها على المكان لثوان تراقب الأروقة الفارغة المظلمة فتسلل إلى داخلها شعور بالخوف الذي نما حالما سمعت خطوات سريعة تقترب منها قبل أن تشعر بيد تطبق على كتفها، إرتج كل جسمها خوفا و إلتفتت على الفور لتجد صديقتها تقف هناك و إبتسامة عريضة تعلو وجهها...

"أنتِ مختفية منذ أيام يا فتاة، كنت أتصل بك لساعات... على أي حال، لقد علمت أنني سأجدك هنا" أخذت الفتاة تتلفت حولها تتفقد المكان لبرهة قبل أن تعيد و تركز بصرها على مورانا التي أخذت تتفحص هاتفها لتجد 20 مكالمة فائتة من صديقتها...

"هل إحترق المعهد أو ما شابه؟! " قالت مازحة تشير إلى ضجرها من الدراسة و تعبها لتبادرها صديقتها إيميلي ضاحكة... " بل أفضل حتى! لدي خبر سيسعدك ... إن السيد توني ستارك نشر البارحة على صفحته أنه يبحث عن مساعد له في المختبر"
"حقا؟! " قالت مورانا غير مصدقة في حين راحت تبحث عن الخبر لتراه بأم عينيها و ما إن تأكدت من صحة الامر حتى عادت تنظر إلى إيميلي التي بدت أكثر حماسا حتى...

" ليس هذا أفضل ما في الأمر حتى... إن العرض يأتي مع أجر ليس بالسيء، كما أنه ذكر أنه سيتكفل بمشاريع المساعد إذا كان يملك واحدة... يمكنك أخيرا إنهاء إختراعك!! "
" أراهن أن المعهد بأكمله سيتقدم للمنصب... لن تكون لدي فرصة" بدا صوتها محبطا، لكن إيميلي شجعتها و أخبرتها أنها أذكى شخص تعرفه و طمأنتها أن الأمر سيمشي لصالحها، كل ما كان عليها فعله الآن هو إرسال سيرتها الذاتية إلى سكرتيرته...

فعلت مورانا ما طلبته منها إيميلي، لم لا؟ قد تكون هذه فرصتها لتحقيق حلمها بالعمل مع شيلد و المنتقمين. كان ذلك، منذ يوم... يومين... ثلاثة أيام.

مرت ثلاثة أيام و لم يأتها رد بعد، تراقب هاتفها طوال اليوم و تعض أظافرها من شدة توترها...
أيعقل أن يأخذ منهم دراسة ملفات المتقدمين كل ذلك الوقت؟ كم كان عددهم على أي حال؟ لا بد أنهم بالآف!

رمت مورانا الهاتف على السرير و رمت بنفسها بجانبه ثم أخذت تحدق به بطرف عينها آملة أن تضيء شاشته، لكنها لم تفعل و ظلت تنظر إلى السقف بحسرة قبل أن تتذكره... تذكرتها للدخول إلى برج ستارك.

إلتقطت مورانا هاتفها و أخذت تبحث في هاتفها وسط رسائلها القصيرة إلا أن حوارهما لم يكن هناك... لقد قامت بمسحه! عاد الإحباط يغازلها و يرسم معالمه على وجهها لكنها نفضته عنها حين تذكرت أنها إتصلت به...
بحثت في سجل إتصالاتها لتجد رقمه مدفونا وسط البقية، أضاء وجهها مبستما و تبدد الحزن بعيدا عن ملامحها، ضغطت على زر الإتصال بسرعة قبل أن تغير رأيها و يصيبها بعض الجبن فتتراجع، ما إن سمعته يرن في الجهة الأخرى حتى أخذ قلبها ينبض بعنف...

تَوْبَةُ إِلَه _____ A God's repentance (مكتملة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن