الجزء ١٦ : فراق

357 20 32
                                    

فتحت مورانا باب غرفتها لتجد لوكي يقف أمامها، كان مبتلا بالكامل، و غير قادر على الوقوف بشكل سوي و قد إنتبهت لذلك ما إن فتحت الباب فكاد يسقط عليها إذ كان متكئا عليه...
علمت أنه قد شرب أكثر من اللازم، كانت تفوح منه رائحة الشراب، ذات الرائحة التي كانت تفوح من والدها معظم الليالي.
ما إن رأته حتى تذكرت منظره المخيف فإبتعدت عن الباب ليتقدم هو...
"أنا أخيفك؟! أنا؟ الشخص الذي قد يبيع كل شيء لأجلك؟ هل تخافينني؟" سألها بنبرة حزينة فهزت رأسها نافية فأراها شكله الحقيقي و إقتربت منه ببطىء، حاولت لمس وجهه لكنه أمسك بذراعها يحدق بها، بلعت مورانا رمقها تبادله التحديق فيما أكملت تقترب من وجهه بيدها...
كان وجهه شديد البرودة، شعرت بحرقة في كفها و آلمها ذلك لكنها لم تبعد يدها عنه حتى عاد شكله الآدمي ليفتح عينيه و ينظر إليها بعينيه الخضراواتان...

"متى؟ متى كنت تخططين لإخباري، ها؟ هل كنتِ تنتظرين حتى ترقدي على فراش الموت؟ أو ربما حتى تموتي؟ ربما كنتِ تخططين لترك رسالة تخبرينني فيها بسبب موتك حين أجدك ميتة فجأة؟" بادر يسألها بنبرة غاضبة فكادت تبكي...
"إن هذا ليس عادلا!" قالت بلهجة باكية تصف كلامه ذلك...
"أتعرفين ما هو الغير عادل يا مورانا؟ أنني كنت أخطط لمستقبل تكونين أنتِ فيه، بينما كنتِ أنت تخفين عني شيئا كهذا! أتظنين هذا عادلا؟".

لم تجبه هي و ظلت تنظر إليه من خلف دموعها فصرخ فيها "أخبريني! هل يبدو لكِ هذا عادلا؟". إهتز جسمها خوفا فشعر بالذنب لذلك لكنه لم يعتذر لذلك، أرادها أن تشعر بالسوء، تماما كما جعلته يشعر هو!
لا تنكر مورانا أنها كانت خائفة منه نوعا ما، كيف يمكن لشخص أن يحب شخصا ما و يخاف منه في نفس الوقت؟ أن يشعر بالأمان معه لكنه يخافه؟

"لوكي" همست مورانا بإسمه فيما إنسابت دموعها فوقف يحدق بها يحاول جاهدا إبقاء ملامحه جادة غاضبة...

أخبرها لوكي بعد ذلك بأنه كان في الملهى قبل ساعات قليلة رفقة بيتر فعاتبته... "هل جننت؟ إنه مجرد طفل!" تقول غاضبة منه فيكاد يبتسم، يحب منظرها حين تكون غاضبة هكذا، تتحدث بيديها و تكاد تشتمه!

قاطع لوكي عتابها فجأة يخبرها بأنه يشتاق إليها، كيف خرج ذلك الكلام من بين شفتيه؟ ليس يدري! سكتت هي و لم تدر بما تجيبه، فضحك لوكي على نفسه خائبا لإعترافه ذلك، لم يخطط بقول مثل ذلك، أراد أن يأتي إلى غرفتها حتى يعاتبها و يزيح بعض الغضب عن صدره، لربما يخبرها كم هي أنانية و بغيضة و كيف أنه ما عاد يحبها و بأن تخطاها بالفعل... لكنه إستسلم أمامها دون أدنى مجهود منها.

إقترب منها لوكي بخطى متثاقلة فأوقفته بكلامها...

"لا يمكننا فعل هذا يا لوكي... أنت تعلم كيف سينتهي الأمر!" قالت و هي تحاول تذكيره بالسبب الذي جعله يبتعد عنها فيهز رأسه كما لو كان لا يصدق الأمر، يحاول نفي حقيقة تقف أمامه، تقف بينه و بينها و تحيله من الوصول إليها...

تَوْبَةُ إِلَه _____ A God's repentance (مكتملة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن