الجزء ١٩ : سقوط حر

307 21 64
                                    

أين قد يهرب المرء من قدره المُسَطَّر؟ من مستقبل مكتوب قبل قدومه إلى هذا العالم حتى!

"أعلم أننا كنا نخطط للرحيل قريبا... الآن قد رحلت رومانوف، روجرز و بارنز، و مع ظهور ثانوس هذا كما يدعي لوكي... هل سيكون بمقدورنا الرحيل الآن؟"

هزت واندا رأسه يمينا و يسارا تعض شفتها بحسرة فيما تعلقت يدها بذراع فيجن تشد على قميصه...

"أشعر أنه من واجبنا البقاء هنا و الدفاع عن الأرض... لكن ثانوس هذا... إنه يبحث عن حجر العقل الذي تملكه، أشعر بالخوف يا فيز... ربما علينا الهرب قبل أن يأتي!" تقول واندا خائفة، فيبتسم لها فيجن يطمئنها، يزيح بأطراف أصابعه شعرها الذي عبثت به الرياح فتشابكت خصلاته الطويلة و ما إن تشعر هي بلمسته حتى تغلق عينيها تشعر بالأمان، يغادرها الخوف حين يحضنها فيجن يعتصرها بين يديه...
غريب كيف يمكن لمساحة صغيرة بحجم صدره أن تشعرها بكل ذلك الأمان!

كان فيجن مثلها خائفا على حياته، لكنه يحرص دائما على أن لا يظر لها خوفه و إن كانت تجيد قراءته، لا يعلم هو عن ثانوس شيئا غير بعض المعلومات القليلة التي إستطاع جمعها عنه، يعلم أنه قوي و كذلك الأحجار الأزلية، لكن فكرة الهرب و تركهم يواجهون مصيرهم بمفردهم بدت جبانة و غير عادلة...

كيف يواجه المرء حقيقة بتلك الحجم و بذلك الألم؟ بل كيف يلقيها على مسمع الآخرين حتى؟ خاصة إن كانوا أحباءه؟

"حين يصل الوقت المناسب و حين يؤول الأمر إلى ذلك و لربما سيفعل، فأنا... أريدك أن تدمري حجر العقل"
"ماذا؟ سيقتلك ذلك يا فيز!" تقول مبتسمة بألم تحاول إقناع نفسها بأن فيجن يمازحها، لكن وجهه ظل جادا مشدود الملامح...
"واندا..." يهمس فيجن بإسمها فتهز رأسها نافية ليمسك به بين كفيه، يجبرها على النظر في عينيه... "أنت الشخص الوحيد القوي كفاية لفعل ذلك! عديني... عديني بأنك ستفعلين كل ما يلزم لإيقاقه! حتى لو كان ذلك يعني..." يقول فيجن فتضع واندا يدها على فمه تخرسه...
"لا... لا، توقف عن التحدث و حسب، لن تصل الأمور إلى ذلك الحد" تحاول واندا الإبتسام من بين دموعها...
إن فيجن جزء منها، تشعر به كما لو كان كذلك! فكرة أنها ستخسره بدت مؤلمة غير صائبة، حتى و لو كان ذلك في سبيل إنقاذ الكون! كيف عساها تقتله بيديها؟ إنها حتى لا تستطيع التفكير في ذلك! إن طلبه ذلك منها يشبه سؤالها أن تقتلع قلبها من صدرها بيديها، أن تدوس عليه أو تمزقه! سيقتلها ذلك، سيحطمها و لن تستطيع مسامحة نفسها ما حيت!

                 ______________________

"إذا... كيف فعلتِ ذلك؟" قال لوكي و هو يعتدل في جلوسه على الكرسي مقابلها...

"حظيت بقليل من المساعدة" أجابته مبتسمة فيما أخذ هو يتفقد المكان...
بالفعل قد ساعدها في ذلك بيتر، ثور و ناتاشا، أخبرتهم أنها تريد مصالحته و كانت تريد أن تفعل ذلك في المكان الذي إلتقته فيه أول مرة...
قدم توني مساعدة أيضا، إذ قام بكراء الساحة بأكملها حتى لا يزعجهما المارة بفضولهم أو ضجيجهم، لم يكن الأمر يسيرا... لكن قليلا من المال حل المشكلة و جعل محافظ المدينة يقبل ذلك!

تَوْبَةُ إِلَه _____ A God's repentance (مكتملة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن