بارت ٢٦ : من أجل لوكي!

347 24 69
                                    

أتى اليوم الموعود الحزين، يجر خلفه أحزانا كثيرة، جلست مورانا بين المنتقمين الذين أصروا على حضور محاكمة لوكي و التي قد تقررت بالفعل حتى قبل بدأها، إذ إعترف هو بكل شيء و قال بأنه مستعد لأي عقاب سينزلونه به فلم تكن تلك المحاكمة إلا مجرد شكليات و حسب...

جلست مورانا بجانب ثور و فريغا في الصف الأمامي، كانت ترتدي ثوبها الأسود الذي رآه بها لوكي في آخر موعد لهما معا، بالكاد كانت قادرة على مسك دموعها، عكس فريغا التي إرتمت بين أحضان ثور باكية فيما ربت هو عليها بلطف و عيناه معلقتان بوجه أخيه الذي دخل غرفة المحاكمة توا...

دخل لوكي الغرفة مكبلا بالسلاسل التي أصدرت صوتا غير محبب، صوت كسر الصمت الذي خيم على المكان، رافقه بعض الجنود فما إن وقف أمام القاضي حتى إلتفت نحو عائلته، و إبتسم...

"لوكي إبن لافي..." تحدث القاضي قبل أن يجيبه لوكي... "بل إبن فريغا، لا أدين بإقتران إسمي لغير إسمها، ليس أودين... و حتما ليس لافي"

تنهد القاضي ثم أكمل حديثه بغيظ... "لوكي... إبن فريغا، هل تعي التهم الموجهة لك؟"
"نعم" يجيب لوكي فيما هز رأسه موافقا
"هل تقر بها؟"
"نعم"

"لقد أصدرت المحكمة، بالتشاور مع شيلد و المنتقمين و أعضاء هيئة المحلفين عقوبة الإعدام شنقا حتى الموت ضد المتهم لوكي... إبن فريغا"

رفع لوكي رأسه عاليا يحاول أن يبدو و كأن ذلك لم يؤثر فيه البتة، حتى حين سمع أصواتا إمتدت من بين الضجيج الذي ساد القاعة، أصواتا تصفه بأنه وحش و بأنه يستحق الموت...

أمسك الجنديان بذراعي لوكي و سحلاه خارجا فيما تعلقت عيناه بوجه أولئك الذين جلسوا في الصف الأمامي، أخوه، والدته و مورانا التي لم تستطع إمساك دموعها فإنهارت باكية أمام الجميع...

"سيكون كل شيء بخير" يصرخ لوكي مبتسما من بين دموعه يلتفت وراءه نحوها...

إقتضى الحكم بشنق لوكي حتى الموت و أذاعت شيلد ذلك الخبر عبر الصحف كما لو كان فوزا ما، كنوع من المهدئات التي تناولتها عيون الغاضبين فبدأوا بالهدوء حين علموا بأنه سينال جزاءه أخيرا...

"سيعدم لوكي بعد يومين من إصدار الحكم!" تمتم بيتر بصوت منخفض حزين و هو يقرأ العنوان الكبير على الجريدة بين يدي والده...

الزمن غريب و الوقت مخادع مكار، ينسلُّ من بين أيدينا سريعا حين نريده أن يطيل البقاء و كان ذلك ما حدث...

على الرغم من أن مورانا تظاهرت بأن أمره لم يعد يهمها إلا أن قلبها كان يتمزق من الداخل، كانت تموت في كل مرة تتذكر فيها أنه سيغادر هذا العالم إلى الأبد!

لأول مرة منذ عودتها وجدت نفسها قادرة على دخول غرفته ففعلت، وقفت أمام خزانته تشتم عطره الذي لازال عالقا بين ثنايا ثيابه تحتضنها فتطالها دموعها الحارة.

تَوْبَةُ إِلَه _____ A God's repentance (مكتملة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن