⁰⁸| جمُوح و حلاوَة.

201 6 17
                                    

_______
الفصل الثامِن، جمُوح و حلاوَة.

كانت الساعة تشير إلى السابعة والنصف مساءًا عندما كنت أقود نحو منزل رايفن، كُنت شارد الذهن وما كان يشغل تفكيري سوى أمر يتيم عملتُ على دفنه في مؤخرة رأسي لكنني لم أفلح، أشعر بالتوتر حيال ردة فعله إن أنا أخبرته بما أعانِي منه، صحيح نحن قريبان من بعضنا الآن لكنني أشعر كما لو أنّه سيدير ظهره نحوي في أية لحظة إن أنا أعلمته وهذا ما زاد من حالة قلقي تفاقمًا وسوءًا، لستُ متأكدًا منه ومن طريقة تفكيره بعد لذا سأعمل على أن أتصرف بطريقة أكثر اعتيادية و أتفادى الوقوع في مواقف تثير الشك و الإرتياب، سأعمل على طمس قلقي مثلمَا اعتدت  وعلى ارتداء ثوب الفراغ كما كانت العادة.

بعد قيادة صامتة مثيرة للأعصاب والقلق وصلت إلى منزله أخيرًا ثمّ توجهت نحو بابه بعدما ترجلتُ من سيارتِي، كانت لحظات قليلة ليتم نقلي إلى الداخل ثم التقيت بتلك السيدة من المرة السابقة، إسمها مونيكَا على ما أعتقد، حافظتُ على برود مشاعري وتعابير وجهي قدر المستطاع لكنّها كانت تطالعني بشكل غريب ما استطعت تحديد ملامحها بالتحدِيد لكنّها سرعان ما ابتسمت وحيّتني بلطف.

«مساء الخير بني أخبرني رايفن أنك ستأتي».

أومأت لأحاول أن أبتسم بلطف ثمّ تحمحمت عندما أخبرتني أنّها ستوجهني إلى حيث رايفن يقبع الآن، لحقت بها بصمت لكنّها نظرت إلي من فوق كتفها وتحدّثت على مضض.

«في البداية شعرت بالتوتر عندما رأيتك و رايفن في تلك الحالة، شكلك ما كان مشجعًا للأمانة لكن بعد رؤيتي لاهتمامك الصادق نحوه و لوثوقه الكامل بك، شعرتُ بالراحة والامتنان، شكرا لك لاعتنائك به في المرة السابقة».

ابتسمت بلطف نحوها وما انزعجت من حديثها لأنني معتاد على نظرات الآخرين الخاطئة نحوي بسبب هيئتي و هالتي المظلمة المحيطة بي لكنني لم أتكبد عناء التبرير أو التغير لأنها هذه هي ذاتي و ما أنا عليه، اعجبت بما قالته فيما بعد كونه يثق بي ويشعر بالارتياح من جهتِي وهذا الأمر الوحيد الذي أحتاجه، طرقت مونيكَا الباب لتنادي بصوت مرتفع للقابع خلف هذه الجدران.

«رايفن لديك رفقة هنا».

لم يرد لذا أخبرتني أن أدخل و أبحث عنه في الداخل، لأفعل ذلك دون تردد وما قابلني هو صمت كامل، مررت على غرفة الجلوس ثم نظرت في الارجاء لألج إلى غرفته ويصلني صوت المياه من الحمام، نظرت حول الغرفة لألاحظ ترتيبها  وألتقط جدار الأوسمة والكؤوس الذي أراه للمرة الأولى، سابقا كنت مركزا معه ومع حلاوته فقط، تقدمتُ هناك ببطء إلى أن غدوت أقف مقابلا للجدارية الزجاجية العملاقة، كانت تحتوي على أوسمة شرف مختلفة وميداليات، كؤوس وصور تعود إليه على طول السنوات الماضية، أمعنت النظر فيها واحدة بواحدة محاولا التعرف على الوجوه المتواجدة هناك، حطت يدي فوق أحد الأوسمة الذهبية ثم قرأت اسمه المنقوش هناك بصوت خفيض.

Red flames ; War of loveحيث تعيش القصص. اكتشف الآن