_____
الفصل السادس عشر، استياء و ألم.كانت لحظات مجنونَة و خانِقة، كُنت أشعر كما لو كُنت أركض في حلقات مفرغَة دون توقف، كانت ملامح غرايسون فارغَة لكن النظرة بعينيه كانت غريبَة وقتها كُنت غاضِبًا، لا أرى سوى الأحمر بين عيناي و ماكنتُ على علم بما كانت شفتاي تتفوه به، كُنت أطالعه بحدّة غير مكترث لمن يحيط بِنَا.
« غرايسون ما مشكلتك؟ هل لأنني لم أتحدث معك خلال الساعات الأخيرة قررت تجاهلِي بتلك الطريقَة؟ »
كنت أتحدّث بسرعة و صوت مرتفِع جُلّ ما كنت أركز به هو عينيه و اهتزازهما، زمّ شفتيه قبل أن يجيب ببطىء محاولاً تمالك أعصابِه، أهو غاضب! رائع .
«لما قد أتجاهلك رايفن، أنا فقط مشوش الفكر ما استطعت الانتباه لك».
كانت إجابته كضرب من الجنون وما زاد سوى الطيب بلّة، لقد استفز كل ذرّة من نفسي، ضحكت باستهجان تحت وقع نظراته الباردة أو التي خيّل لي وقتها أنَّها مستفزّة و لستُ أدري السبب لذا اقتربت خطوة نحوه من لم يحرك ساكنًا، رفعت عيناي لتقع بعينيه ثمّ هسهستُ رافعا إحدى حاجباي.
«هل أنت أعمى؟ لم تنتبه لي ونحن قد تصادفنا في الرواق اللعين، غرايسون هل أنت جاد؟»
كنت فاقدًا لاعصابي و جل ما كان يعاد في مخيلتي هو لحظة مروره في الرواق و تجاهله التام لي أمام الجميع، لم أشعر بهذا الكم من الإحراج بحياتي حتى الآن و هاهو ذا الآن يحاول اقناعي أنّه ما انتبه إلي، أنا الذي لوحتُ له ليتجاهلنِي كأننّي غير مرئي، لم أكلّف نفسي عناء التركيز في ملامحه أو سلوكه و تصرفاته بل كنت غاضبًا، حانقًا، محرجًا حد اللعنة كونَه جعلني أبدو الأحمق أمام الجمِيع.
«انتظر رايفن يمكنني أن أشرح لك صدقنِـ..».
«و اللعنة لا اريد سماع أعذارك التافهة غرايسون، كيف سوّلت لك نفسك؟ تتجاهلني بتلك الطريقة هل تعلم كمّ الاحراج الذي شعرت به حينهَا عندما رحلت دون حتىّ أن تتكبد عناء الابتسام نحوي».
كان مستميتًا في محاولة تهدأتي و اعلامي السبب لكنني بدأت أتحدّث بغضب بينما ألوح بيداي هنا و هناك، غير مكترث للرفاق وهم يراقبوننَا عن قرب أو الطلاب الذين وجدوا شيئا مثيرًا لمتابعته كنت فقط مركزًا في محاولة تحطيم صورته المهيبة أمام الجميع.
«هل تعاني من خطب في دماغك؟ مجنون؟ بطيء الاستيعاب لهذه الدرجة أم مريض نفسي أو ماشابه ذلك لأنّ غير هذا لا يمكنك أن تبرر لي ما افتعلته قبل قليل أنت حقًا مجنون».
لحظتها علمت أننِي تخطيت حدًا ما كان علي أن أجتازه لأنّ الشيء الوحيد الذي شعرتُ به بعدهَا هو ارتطام جسدي بالأرض بينما غرايسون فما كان غراي الذي عملتُ على معرفته بل كان شخصًا آخر، لم أستطع حتّى الخروج من ذهولي أو محاولة تفادي لكماتِه القاسية، لم يبتعد إلا بعد تدخل رايان لأنّه الوحيد القادر على مجابهته بينما لازلت محتفظًا بسكوني لأنني كنت ملجمًا أنظر إليه كيف كان يطالعنِي بملامح ما استطعت فهمها، كانت تبدو كملحمَة دامية لأشعر بالغصّة تتجمع بحلقي خصوصًا عندما بدأ يتحدّث بأكثر نبراته قسوة.
أنت تقرأ
Red flames ; War of love
General Fiction. . . . RAVEN MAXIMILIAN DAVIS . GRAYSON ALARIC GRACIA .