¹²| بصيص أمل و اعوجاج.

133 5 29
                                    

الفصل الثاني عشر، بصيص أمل و اعوجاج.


كانت أفكاري متداخلة كأعصابي تمامًا، لم أستطع معرفة ما خطبي و لماذَا أهتم لأمر الغبي بهذَا القدر، هو فقط بارع في جعلِي أفقد أعصابِي و أطلق غضبي عليه، غادرتُ نحو فيغاس بعدما مررت على منزلي مغيرًا الدراجة و آخذا معي بعضا من الملابِس وما يحتاجه الأهوج لأنّه في حالة ميروس منها كل هذا بسبب ذكائه الخارق.

لم أتحدّث كثيرا مع أمي وما أعطيتهَا تبريرات كافية لأننِي و الوقتُ في رهان صعب، الوصول إلى لاس فيغاس ليس مهمة سهلة كما يتصورها العقل كما أنّه وحيد من دون هاتف أو نقود في مكان الرب وحده عليم بما يوجد به، كُنت جاهزًا لكل أنواع العرقلات و العوائق و أولهم ماسون و رأسه الحجري، كُنت أقود السيارة بسرعة بينما أحاول الاتصال به من الرقم الذي تواصل به مع رايفن لكنّه لا يرد ليزداد غضبي و يتضاعف جاعلاً من الرعشة تسري بكامل خلايا جسدي.

« اللعنة لما لا ترد على الهاتف؟ ماسون هل هذا وقت العبث؟ هل أنت جاد؟»

لم أستطع تمالك أعصابي و صرخت إلى أن صارت حنجرتي توخز كالإبر، جل ما وصلني من نوبة الصراخ التي انتابتني عندما رفعت السماعة هو صوت تنفسه السريع لأتنهد أشد قبضتاي حول عجلة القيادة ثمّ تنفستُ عميقا قبل أن أخاطبه مرة أخرى بنبرة أهدء ن الأولى.

«ما الأمر؟ هل أنت بخير؟»

صمتَ قليلاً ثمّ تحدّث أخيرا لأشعر بنفسي الذي كنت أمسك به مسبقا يُطلق صراحه.

«بعد كل هذا الصراخ لا أظن ذلك».

لم اعجب بما قاله لأقلب عيناي لحديثه ونبرته المُستفزة لكنه تحدث مرة أخرى.

«لا تقلب عيناك علي أعلم جيّدا أي نوع من التعابير التّي تبديها الآن رايان».

«اخرس رجاءًا».

بكل وقاحة أغلق الخط بوجهي ليتركتي ملجم اللسان، أحدق بالطريق أمامِي بذهول سوف يدفع الثمن غاليًا أقسم، حركت رأسي بمعنى سيرى ثمّ رمقت الهاتف الموصول بجهاز السيارة بحدّة قبل أن أعيد تركيزي للمسار أمامِي و أتجاهل الاتصال به مرة أخرى، واضعا هدفا نصب عيناي وهو تحطيم رأسه الحجري ليتعلم الدرس جيّدًا، كانت قيادتِي سريعة لخصت المدة إلى منتصفها ثمّ اتبعت تعليماته الفاشلة لأحاول الوصول إلى المكان الذي يحتحز نفسه به، كان نزلاً رثًا من الخارج به حانة موصولة في الطابق الأرضي، نظرًا لوصولي خلال أولى ساعات الفجر لازال المكان يعج بالأشخاص وصوت الموسيقى يصم الآذان، كمشت ملامحي لعدم اعجابي بالمكان و المناظر التّي تلتقطها عيناي ثم توجهت إلى الداخل بعدما ركنتُ سيارتي في الخارج، بنظرة واحدة مني ابتعدت كل النظرات المتربصة نحوي، هيئتي و هالتي لا تسمح لأي مخلوق في أن يقترب مني لأنني لا أمارس الألاعيب و لستُ من هوّاتها، حملتُ حقيبة اللوازم التّي جلبتها معي ثمّ توجهت إلى بوابة الحانة و أدخل هناك دون تردد أو عائق، سألتُ أحد السقات هناك ليساعدنِي بعد أن هددت بتحطيم وجهه إن استمر في اللف و الدوران الغير مجدِي ثمّ وجهني نحو الغرفة التّي يجلس فيها الأحمق ماسون.

Red flames ; War of loveحيث تعيش القصص. اكتشف الآن