الفصل عشرون، حقِيقة و ابتسامة.كانت حيَاتي دائمَة السواد، مشبعة بالتوتر و محاولة إرضاء من هم حولِي غير مكترث لنفسِي أو ما ترضاه روحي، كُنت ذاك الشخص المثير للشفقة الذي يحاول دائمًا إخفاء خيبات أمله و جُبنه بغطرسته، تكبره و تفكيره أنّه محور الكون، كانت تفكيري مريض المنبت، شحيح المبادئ لكنني لم أكترث إلى أن انهار عالمِي وفقدت كل شيء ببطء مؤلم.
لم أفكر يومًا أنني سوف أعانِي من تصرفاتي، كلماتِي وطريقتي في إنهاء الأمور سوى عندمَا أفسدت كل شيء و انهار عالمي بين عيناي، لم أكن يومًا في مثل هذا الوضع المؤلم و المثير للشفقة و ما وصلتُ إليه سوى ناتج من عدم مسؤوليتي و طفوليتي المبالغ فيها، كنت أفكر في نفسي فقط و في مدى شعوري بالألم و التشتت غير مكترث لما يدور حولِي، لم أشعر بمدى أهمية وجود غرايسون في حياتِي سوى بعدما حطمت له قلبه و جعلت وجدانَه ينزف، لقد آلمته و تخطيتُ حدودًا ما كان يجدر بي تخطيهَا، لذا سوف أعمل على محاولة تسوية الأمور بيننَا لأنني من دونه لا شيء.
كان الطريق نحو ملكية منزلهم خاليًا و ما كان يوجد سوى سيارتِي تمضي في منتصف الطريق بسرعة متوسطة، بينما الجو فقد كان باردًا و غائمًا كالعادة إلا أن الرطوبة مرتفعة، لم أكن منتبهًا لما يحدث من حولي سوى للطريق أمامِي و محاولة فرز أفكاري و كيف سوف أتحدث معه، كنت خائِفًا و مرتعبا من فكرة إبعادي من قبله مرة أخرى لكنني لن ألومه لأنني من جلبت كل هذه الفوضى بتصرقاتي و لسانِي البذيء، بعد عشر دقائق من القيادة الصامتة و المتوترة مرة من الجهة المعاكسة سيارة رباعية الدفع بسرعة غريبة، لم أكن مهتمًا بها سوى عندما رأيتها خلفي بعد برهة من الوقت، نظرت للزجاج الأمامِي لألتقط أضواءها الأمامية تنار و تطفىء بتتابع لكنني لم أهتم، لم يكن السائق معجبا بعدم تجاوبي معه لذا تجاوزني و قام بغلق الطريق أمامِي بسيارته.
دفعت قدمي المكابح بقوة لتزعق عجلات سيارتي و تتوقف بشكل جعلني أتحرك للأمام ثمّ أعود للخلف ناظرا إلى السيارة الضخمة بعينين متوسعتين، من يظن نفسه؟ شعرت بالغضب يتصاعد بدواخلي و الحرارة تنبعث من كامل جسدي لأنزع عني حزام الأمان و اترجل من سيارتي، أطلقت ضحكة مستفزة عندما حطت عيناي نحو رايان الذي ترجل من سيارته هو الآخر لينظر إلى بطرف عينه قبل أن يصفع باب السيارة ويتحرك نحوي بخطوات ثقيلة و هادئة، زممت شفتاي مكتفا ذراعاي و أتحدث غير مكترث للسهام التي كانت تبعثها حدقتيه.
«ما الذي كنت تفكر فيه عندما أغلقت الطريق بتلك الطريقة المجنونة؟ »
لم يجب بل زم شفتيه و قد لاحظت برودة ملامحه وفراغها، هناك شيء غريب التقطته من النظرة في عينيه لكنني تجاهلت ذلك مرة أخرى لأرفع إحدى حاجباي نحوه من كان يطالعني بصمت جعل من روحي تختنق ببطء ثمّ أجابني بنبر جاف و ثخين.
أنت تقرأ
Red flames ; War of love
Fiction générale. . . . RAVEN MAXIMILIAN DAVIS . GRAYSON ALARIC GRACIA .