⁰³| خفقة قلب و ابتسامة.

244 7 16
                                    

______

الفصل الثالث، خفقة قلب و ابتسامة.

ماذا قيل عن المشاعر؟ قيل عنها حربُ النفوس و انتفاضة المواطِن الأسرار، المشاعر كالأنثى ناعمَة خفيفة الحُضور تارة لكنّها غجرية دموية تارة أخرى، روحِي فوضى عارمة و ما وجدتُ مخرجًا من دوامتها، كانت الأيام الماضية عادية إلاّ أنها غريبَة، مُثيرة للإهتمام، تحمل لونًا أزرقًا ممزوجًا بالرمادي، همساتُها عميقَة ونغماتها حملت من البحّة ثقلاً، كانت أيامِي منصبة حوله من صار وجوده يتلقطُ انتباهي أمّا تركيزي فهو غائِب الحضور إلا عندما اُسجن بين جدران نادي التدريب، هناك بطولة أضعها نصب عيناي منذ بداية الموسم لذا وجب علي صب كامل تركيزي هناك، بعد حادثة الممر عُوقب هنري لتُسلب منه المشاركة في بداية التصفيات التي ستقام نهاية هذا الأسبوع أما أنا فقد تلقيت إنذارا آخر مهددا بالاستبعاد إن تشاجرت مرة أخرى.

كان اليوم عطلة لذا كُنت مستلقيا فوق سريري أغوص بين الأغطية الثخينة، أما الغرفة فقد كان يخيم بها الظلام ولا يُرى سوى نور خافت منبعث من السقف ، كُنت كسولا للغاية للحد الذي منعني من الاستقامة من مكاني و بداية يومي، كُنت في حالة من الخمول غائبًا عن الوعي وما كنت أشعر به هو غوصي بين الغطاء والوسادات بينمَا خصلاتي فقد كانت تُداعب عيناي تاركة إحساسًا غير محبب كأنها إبرٌ حادة تقوم بوخزي مع ذلك لم أحرك إنشًا واحدا من جسدي وما فكرت في إبعاد شعري المتمرد.

كنت مُحاطًا بالصمت والهدوء لكنّ النعيم ما استمر لفترة طويلة لأنّ غرفتي اقتحمت و كُسر هدوئي بأصوات أصدقائي السفلة، الشيء الوحيد الذي شعرتُ به فيما بعد هو الألم ينتشر بكامل خلايا جسدي وقد رجحت أن عظامي قد تحطمت عندما قفز نيك فوق السرير، بالتحديد فوقي يبدو أنّه لا زال يحتفظ بحرارة تدريباته السابقة لم أستطع الإبتعاد لأنّه وللأمانة وحش ضخم، ثمّ أطلقتُ أنينًا مختنقا بسبب الوزن الجنوني الذي يتسكع فوقي، بدأت حواسي تعود إلى طبيعتها عندما سمعتُ صوت ضحك كل من ماسون و جمل مادي المعاتبة تطالب نيك النهوض والإبتعاد إلا أنّه كان رافضا للأمر لأنّه سجن جسدي بين قبضتيه وضغط بكل قواه مما جعلني أطلق صراخًا متقطعا ومحاولاً الهروب بجلدي.

«نيك! الرحمة».

ضحك المذنب ملء صوته ثمّ رفض مستلقيا على ظهره جاعلا جسدي فوقه لأشتمه بكامل صوتِي، لم أكن في كامل قواي العقلية إلاّ أنّ الشيء الوحيد الذي كنت أشعر به هو احتجازي بين يديه وقدميه، لذا استسلمت حتّى يفكر في اطلاق صراحي بعدما فقدتُ القدرة على قول كلمة واحدة، هذه طبيعة نيك محب للتواصل الجسدي لأنه لا يمتلك مصطلح المساحة الشخصية في قاموسه، لأنّه أهوج ضخم لا يمكن لأحد منا أن يهرب من قبضته حتى وإن كان المستهدف أنا أو ماسون، كمّشتُ جفناي للصداع الذّي شعرت به بشكل مفاجىء لأحدّثه بنبر عميق لنومي وبحة لصراخي السابق عليه.

Red flames ; War of loveحيث تعيش القصص. اكتشف الآن