الفصل الخامِس عشر، مُقاومَة و استياء.مر أسبوع على حادثة رايفِن و والديه، وقد كان في حالة سيئَة طوال هذه الفترَة بالرغم من محاولاتنا في إخراجه من مزاجِه السيّء و تشوّشِه إلاّ أن المحاولة باءت بالفشَل، ساعدناه في الانتقال إلى شقته الجديدَة بعد أن انهى كل الإجراءات القانونية مع محاميه وبعض من الأمور العالقة بينه وبين ما كان يقدمه له والده، العلاقة بينهما متدهورة، و الآن ما كان بوسعِي سوى البقاء إلى جانِبه و محاولة التخفيف عنه لأنّ التغيير الذي بدأ يظهر عليه جعلني أشعر بالقلق عليه، لم يعد رايفن الشاب الوقح و الغير مكترث و الحيوي الذي لطالما التقط انتباهي منذ وقت طويل، شُعلته بدأت تنطفىء ببطىء و هذا وحده مريب و مثير للقلق، كما أنّ حالته النفسية حاليًا جعلت من قرار إخباره بحالتي الخاصّة يؤجل إلى وقت لاحق، شيء آخر جعلني أقلق عليه هو محاولته الانسحاب من منافسة التايكواندو لولاَ تدخلي و ماسون لفعل ذلك دون التفكير مرة ثانِية.
كان اليوم باردًا كسائر الأيام السابِقة بينمَا الجو السائد بالشقة فقد كان هادئا و خانِقًا، كُنت أستلقي بينما أنظر للسقف بصمت أمَا رايفن فقد كان نائِما بعمق بين ذراعاي، منذ انتقاله من منزله أصرّ على بقائي رفقته و ما كنت رافضًا للفكرة بل رحبت بها بكل رحابة صدر، أمس لم ينم حتّى وقت متأخر جدًا بسبب تفكيره المستمر و أفكَاره المتلاشية لذا لم أرغب في إيقاضه بل تركته يأخذ القدر الذي يحتاجه من النوم، رايفن مرهق.
نظرتُ إلى ملامحه النائمة و الهادِئة ثم ابتسمت بحزن لأننِي لم أستطع فرز تعابير وجهه وقد شعرتُ كما لو كنت أنظر إلى هذا الوجه للمرّة الأولى، لطالمَا كنت خائِفًا من ردة فعله حيال الأمر و إن كان رافضًا أن يرتبط بشخص ناقصٍ مثلِي، كل هذه الأفكار ما توقفت عن مطاردتِي حتّى في أوّج لحظاتِي بهجة رفقته، أراه كالنجم الساطِع الذي لن أتمكن من الوصول إليه مهمَا حاولتُ و تحركتُ نحوه.
حطّت أناملِي تداعب وجنته الظاهرة بنعومة ثمّ شعرتُ به يتحرك ضد جسدي بخمول لأبتسم دون وعي منّي و أقبل جبينه محتضنا جسده إلي و أجعله يغوص بين ذراعاي و الأغطية المحيطة بنَا، أنا فقط متيّم به و لا أستطيع تخيّل يومِي من دونِه، تمامًا كالآن كل شيء متعلق به يجعلنِي هائمًا و غير قادر على مقاومتِه، تواجده بالقرب مني، عسليتاه التّي دومًا ما كانت مصدر هدوئي و محلّ آمنٍ لي، ابتسامته و التّي اشتقتُ إلى حضرتِها، روحه المفعمة بالحيوية، لمسته و أنفاسُه التي تداعب أديمِي بخجل كلّما احتضنني جسده و كان قريبًا منّي، كنت هائمًا للحد الذي جعلنِي غير مركز مع حديثه.
«غرايسون لماذا لم توقضنِي؟ لقد تأخرنَا حقا اليوم».
ابتسمتُ غير مكترث للنهوض بل أمسكتُ بذراعه ثمّ جعلته يفترش صدرِي و أجيبَ مقبلاً شفتيه بلُطف.
أنت تقرأ
Red flames ; War of love
Ficción General. . . . RAVEN MAXIMILIAN DAVIS . GRAYSON ALARIC GRACIA .