⁰⁶| رعشَة وانفلات.

234 5 40
                                    

_____

الفصل السادس، رعشَة و انفلات.

مر اليوم كالسراب، بشكل ضبابي وغير مريح البتّة خصوصًا بعد أن غدت تصرفاته غريبة عند طاولة الفطور، لم يرغب في البقاء بل ألّح على المغادرة دون ممَاطلة لأشعر أنّ ما حدث قبل لحظات مُجرّد عبث خاطىء، مجرّد التفكير بالأمر جعل من انزعاجِي يتضاعف، يفتقر غرايسون للتواصل والبوح بما يغطِي تفكيرَه، تذكرت حديثه أمس عندما أخبرنِي أن الأمر فائق لقدرته ليفتح بابا آخر من الحيرة.

تنهدّت مُمددا جسدي فوق الأريكة لأنني لم أفكر في الذهاب للمدرسة اليوم أما مونيكَا فقد كانت رافضة لفكرة مغادرتي المنزل بشكل نهائي، كانت تتحدّث عبر الهاتف ثمّ قررت الجلوس معِي، لم أحرك نفسي أو فكرت في تفادي كفها الذي حطّ فوق جبيني تتفقد حرارتي، لاحظتُ نظراتها القلقة لأزم شفتاي وأقلب عيناي لردود أفعالها المُبالغة، أنا بخير و بأحسن حال الآن.

«إذا هو غرايسون الشاب الذي ما توقف ماسون عن الحديث عنه كلما سنحت له الفرصة وازعاجك به».

أومأت لتبتسم بوسع وابتلع أنا ببطء أعلم جيدا ما الذي ستتفوه به بعد هذه البسمة، امسكت بكلتا يداي ثمّ راحت تربت هناك بروية تُحدّثني.

«يبدو شابًا لطيفا عكس هالته ومظهره، كما أنّه يهتم لأمرك أعتقد».

نظرت إليها من تحت شعري المبعثر ثمّ رددت حديثها بأكثر نبرة هادئة أمتلكها، لا أريد منها أن تلتقط حماسي تجاه ما قالته الآن.

«نحن أصدقاء مونيكا، بالتأكيد سيهتم لأمري لأنني سأفعل ذات الشيء إن هو واجه نفس العائق».

رمقتني بنظرة ماكرة قبل أن تجيبني بسخرية جعلت من حرارة جسمي ترتفع بضع درجات.

« لكنني رأيت العكس رفقة ماسون».

«مونيكا بالله عليكِ!»

صرخت أحاول إبعاد يداي عن قبضتها لتبتسم وتضحك ملء صوتها، مونيكا الماكرة تستطيع قراءتي وفهمي مهما حاولت التمثيل أو التكابر، لم ترد الضغط علي بشكل أكبر لتحمل نفسها وتغادر وأبقى بمفردي في تلك الغرفة الواسعة والباردة، تنهدّت بعمق أنظر للسقف بجمود أحاول تذكر متى كانت آخر مرّة التقيت فيها بمن أعتبرهم والداي، ربما شهران!

عبست بشدّة أتذكر آخر تجمع حدث بيننا والذي ما اكتمل بشكل مرغوب، ما كان يحدث وقتها غير قابل للتحمل والتصديق وما كنت أرغب به هو مجرد اهتمام ضئيل لكن لا حياة لمن تنادي، لا أدري ما الهدف من هذا القصر الشاسع وكل تلك السيارات والممتلكات إن كُنت سأدفع الثمن بهذا الشكل، أن أكون مجرّد وسيلة تفاخر ليس إلاّ، شعرتُ بالعبرة تُؤلم حلقي وقد كانت على وشك الإنفلات لكنني استدرت أقابل ظهر الأريكة مخفيا ملامحِي المنهارة و أحاول صرف انتباهي إلى شيء آخر لم تكن ثوان فقط وها أنا ذا أستسلم لجولة أخرى في عالم اللاوعي.

Red flames ; War of loveحيث تعيش القصص. اكتشف الآن