الفصل الرابع عشر، تشوّش و مقاومَة.كان اليوم غريبا مختلفًا عن سابقِيه ربّما للآخر المستجدات التي وقعت، بسببها شعرتُ أن دواخلي مسلوبَة الألوان، خاوية تمامًا كعقلي، كُنت في حالة غريبة من العزلة، الوحدة، جل ما كنت أشعر به هو أنّ العالم ضدّي و ما عُدت قادرًا على وضع قرار صحيح، كنت أمكث في منزل غرايسون خلال اليومين الماضيين و ما كلفتُ نفسي في الذهاب إلى المدرسة خلال تلك الفترة، متجاهلاً كل شيء خلفي من دروسي إلى تدريباتِي وصولاً إلى البطولة التي غدوةُ أراهَا وحشًا قاتلاً و خانقًا للأنفاس.
لم يفكر غرايسون في محاولة جري للثانوية كما أنّه كان رافضا لفكرة حضور أي أحد من الرفاق لرؤيتي احترامًا لطلبي لأننِي لم أكن في مزاج يسمح لي في أم ألتقي بأي أحد، في الجهة الأخرى كانت مونيكا دائمة الإتصال بي خلال الفترة التي غادرت فيها منزلي بطريقة جنونية، لم استطع تذكر كيف وصلت إلى هنا لأن كل ما التقطته من ذاكرتي الضبابية من ذاك اليوم الكثير من الألم، الدماء، و الكثير من الضياع.
كان الجو ممطرا و باردًا في الخارج و بالرغم من أنها الثالثة مساءًا فقد كان الجو مظلما في الخارج بعض الشيء، بينما أنا فقد كنت أقف بالقرب من شرفة جناحه المُطلة على البحيرة التي دومًا ما كانت تستقطب انتباهي، أطالع المنظر بصمت وعينين مرهقتين لكن رغم حُزن و هدوء الجو السائد كنت أشعر بشيء من الطمأنينَة و الراحة الغريبة، بالمختصر كانت مشاعري مثقلة لكنّها تتغير و تختلف عند كل نفس يغادر حنجرتِي، لم أكن منتبهًا لما يحدث من حولي لكنّي بعد مدّة ليست طويلَة قررت مغادرة أسوار الجناح لأول مرة بعد قدومِي إلى هنا، قبل ذلِك أخذتُ حمامًا سريعًا ثمّ ارتديتُ ثيابي الواسعة آخذًا أحد قمصان غرايسون الفضفاضَة، تنهدتُ بعمق ثمّ أخذتنِي قدماي نحو الدرج.
كنت أشعر ببعض من الغرابة في كل مرّة أتصادف مع أحد الخدَم لكن رغم ذلِك لم يفكر أحدهم في إشعاري بأنني دخِيل، عندمَا بلغتُ نهاية السلالِم بدأت أصوات متداخِلَة لكنني استطعت تمييز صوت اليزابيث و نبرتِها الطفُولِية، شعرت بابتسامتِي تتشكل ببطء عندمَا ظهرت بجسدها الضئيل تجلس فوق أحد الأرائِك تحتظِن دُميتها المحشوة و تغطي قدميها ببطانية قطنية، تصب جل تركيزهَا نحو الشاشَة الواسعة المعلقة بالجدار المقابل لهَا، كانت تشاهد أحد برامجها الكرتونية المفضلة على ما يبدو، هنا تذكرت تحدّث غرايسون عن حبّها الشديد لأميرات ديزنِي و هاهي ذي تشاهد واحدًا من أفلامِها، اقتربت منها إلى أن انتبهت لتواجدِي مما جعل من ابتسامتها الواسعة تظهر و تشير لي بيدها الصغيرة بالقرب من المكان الذي تجلس فيه متحدِثة.
«رايفي تعال و شاهد معِي ريبونزل».
اقتربت لأجلس بالقرب منها ثمّ تحركت لتجلس في حظني مسببة لي التفاجىء، لم أتوقع ذلك لكنَّها لم تبدو رافضة للفكرة بل كانت أكثر مِن سعِيدة، حركت رأسي ثمّ أخذت بطانية قطنية موضوعة بالقرب منها ثمّ فردتها فوقنا لأتحدّث ناظرا في الأرجاء.
أنت تقرأ
Red flames ; War of love
Fiction générale. . . . RAVEN MAXIMILIAN DAVIS . GRAYSON ALARIC GRACIA .