01

8K 97 18
                                    

وسط مدينة لا تعرف عنها شيئا سوى إسمها، بين الأزقة و الشوارع المظلمة الفارغة، شعرت ليسا بالراحة.

بعد أن حصلت على الطلاق من زوجها الذي إكتشفت أنه كان يخونها طوال الخمس سنوات التي عاشتها معه مع إمرأة أخرى و له معها طفلان، إعتقدت أن حياتها تحطمت.

رغم أنها إكتشفت عدم قدرتها على الإنجاب بعد سنتين من الزواج، لم تعتقد أبدا أن زوجها سيأخد هذا الأمر الذي يؤلمها أكثر من أي شيء آخر كعذر لخيانته.

منذ أن فتحت عينيها في هذا العالم، وجدت نفسها إبنة عائلة غنية راقية، و تزوجت من رجل من نفس طبقتها معتقدة أن هناك حبا و احتراما سيجمعهما إلى الأبد.

لكنه ضرب كل محاولاتها عرض الحائط، لذا أقسمت أنها ستأخد حقوقها بأكملها منه قبل الطلاق.

و بالفعل، بعد ستة أشهر من الجري بين المحاكم و القضاة، تمكنت من سلبه نصف ممتلكاته، و الكثير من المبالغ للتعويض.

أصبحت سيدة مطلقة غنية في عمر الثلاثين.

ليسا نظرت للجانب المشرق: هي مطلقة، نعم. لكنها غنية، و هذا شيء جيد.

إنتقلت من البلد دون تفكير، و اتجهت لأبعد مكان حتى تؤسس حياتها من جديد.

بحقيبة واحدة، و علبة علكة في جيبها، مع معطف طويل يقيها برد الليل.

لربما قد أضاعت الطريق، رغم أن سائق الأجرى الذي من المفروض أن يوصلها إلى أحد الفنادق حتى تنام أخبرها أن تمر من هذا الشارع حتى تصل وجهتها.

لكن الطريق بدى طويلا، و كلما تعمقت به ازداد ظلمة.

سمعت خطوات أقدام خفيفة تقترب منها، و قبل أن تتمكن من الإلتفات، تم سحب حقيبتها منها.

أخد منها الأمر ثانية واحدة حتى تفهم أنها تعرضت للسرقة، فجرت تحاول اللحاق بمن سلبها حقيبتها.

كلما جرت أكثر، يزداد الزقاق إنارة، لتعلم أنها اقتربت من المخرج.

مرت بسرعة من قرب شخص ما يستمع للموسيقى غير منتبه لما يحصل.

و حين علمت أنها لن تلحق بالسارق في الوقت المناسب، توقفت أمام الرجل تنزع سماعات أذنه بصراخ "ألا ترى أني تعرضتُ للسرقة؟ على الأقل كن مفيدا و ساعدني"

لم تتمكن من رؤية وجهه جيدا بسبب الظلام، لكنها لمحت عينيه التي كانت تنظر مباشرة لخاصتها بصدمة.

غير أنه سرعان ما أعطاها حقيبته صارخا "أمسكي الحقيبة حتى أعود"

لحق الرجل بالسارق الهارب حتى إختفى من مجال رؤيتها، لتتنفس بضيق و حزن، كأنها كانت تعلم أن الأمور لن تسير أبدا كما أرادت.

|𝑺𝒉𝒂𝒎𝒍𝒆𝒔𝒔| +18حيث تعيش القصص. اكتشف الآن