|𝑺𝒉𝒂𝒎𝒍𝒆𝒔𝒔| +18

09

في الصباح، وجدت ليسا نفسها تحمل حقيبتها المليئة بالملابس و كل ما تحتاجه من أجل الرحلة التي ما زالت لم تفهم كيف وافقت عليها.

جلست على إحدى الكراسي قرب ثيو ينتظران القطار في صمت، و ليسا شعرت كأن حياتها أصبحت ثقيلة فجأة.

كأنها تدور في دائرة في الحيرة، الأفكار تترامى في رأسها من اليمين و الشمال و من كل جهة.

و كأن العديد من الدوائر ترسم في عقلها، و تأخد كل زاوية من تفكيرها، لترسم أفكارا لا علاقة لها بواقعها.

ربث ثيو على كتفها يوقضها من شرودها، لتلتفت له بتعابير وجه منطفئة كأن عقلها سيتوقف عن العمل في أي لحظة.

كشر ثيو وجهه "إستمتعي بالرحلة و توقفي عن إرهاق عقلك، ستتبخرين"

أمسكت ليسا حقيبتها تقوم من مكانها لتتجه للقطار الذي وصل "إن لم ترد من عقلي أن يتبخر من شدة التفكير أخبرني أين إلتقينا"

رفع ثيو سبابته في وجهها ينفي بضحكة "إستمتعي بالرحلة و انسي الأمر، أعدك أني سأخبرك بعد أسبوع"

قلبت ليسا عينيها لتسترخي على الكرسي، لكنها قامت سريعا بعينين متوسعتين و قد جعلت ثيو يرتعد للحظة.

زفر الهواء بخوف "ماذا الآن؟"

إلتقت عينيها بخاصته لتسأل "هل حجزتَ الغرف مسبقا؟"

نفى ثيو باستغراب "لا، لكننا سنجد غرفا في النزل، لا أحد يذهب لذلك المكان في هذا الوقت"

أصدرت ليسا صوتا غريبا كأنها على وشك البكاء و هي تعبث بشعرها "لم أعد أثق في تصرفاتك، أشك أنه حين سنصل سنجد غرفة واحدة بسرير واحد كما يحدث في جميع القصص و الأفلام"

عض ثيو شفته السفلى ليحبس ضحكته "كنتُ أخطط لحجز غرفة بـسريرين"

كشرت ليسا وجهها، ثم حملت حقيبتها التي كانت تعانقها لصدرها تحاول مغادرة القطار.

ضحك ثيو بقوة و هو يجذبها من معصمها حتى تجلس مكانها "نحن نسكن في نفس المنزل، لن يشكل ذلك فرقا، كم أني لا أملك المال الكافي للحجز لمدة أسبوع بغرفتين"

جلست ليسا مكانها و قد إقتنعت بكلامه، لكنها رفعت سبابتها في وجهه تهديدا "إن حاولت لمسي أعدك أني سأقطع الشيء الذي يجعل منك رجلا"

إبتسم ثيو بمرح و قد أمسك سبابتها وسط قبضته "لم أحاول لمسكِ طوال المدة التي كنا بها معا، ما الذي سيتغير الآن؟"