02

5.3K 88 20
                                    

وقفت ليسا بضع لحظات أمام الباب، ثم تقدمت بخطوات بطيئة للداخل.

لربما عاد إليها بصيص الأمل، فالمنزل الموجود في السطح كان نظيفا و مرتبا.

رغم أنه صغير قليلا لكنه يكفي لتعيش فيه بعض الوقت.

و حين سمعت الباب يغلق من خلفها و خطوات أقدام ثيو تتقدم إليها، بدأ عقلها يستوعب الوضع التي هي فيه.

لوحدها في بلد لا تملك فيه أي عائلة أو أصدقاء، في بيت صغير فوق سطح إحد المباني المتسخة، و رجل ما زالت لم تحصل على نظرة متمعنة في وجهه.

تنفست بثقل قبل أن تلتفت إليه، و رغم أنه كان بعيدا عنها بمسافة لا بأس بها إلا أنها -لوهلة- شعرت برعشة تمر عبر جسدها.

شعر كثيف أسود و كثيف، عينين رماديتين فريدتين من نوعهما، جسد ضخم و صلب، ليس كشخص يهتم بعضلاته و مظهره، بل كانت عظلات يكتسبها الشخص من نشاطاته اليومية.

بدى طويل القامة، للغاية، رغم أن ليسا راهنت أن رأسها سيصل لصدره إن وقفت قربه لكن هيئة جسده تجعله يبدو عملاقا.

أنامله طويلة و رائعة، كذلك كانت يداه، أما ملامح وجهه فكانت تناسبه تماما.

الرجل أمامها ليس بشخص رائع الجمال أو وسيم حد الخيال، بل يمتلك ذلك النوع من الحظور و الجمال الطبيعي، حيث أنه منذ النظرة الأولة، يمكنك الحزم أن هذا الشخص جميل.

تحمحم ثيو حين لاحظ أن نظراتها ستخترق جسده قريبا إن لم يتحرك "سأُحظِرُ لك ضمادة حتى تلفي بها قدمك، لا بد أنها تؤلمك"

حين قال تلك الجملة و اتجه إلى الغرفة الوحيدة الموجودة في البيت، تذكرت ليسا أن قدمها تؤلمها منذ أن دفعها السارق أرضا في وقت سابق.

جلست على الأريكة الوحيدة الموضوعة أمام تلفاز صغير تتنهد براحة.

و ثيو قَدِم بعد لحظات و بيده علبة الدواء.

جلس على ركبتيه أمامها و قد أمسك قدمها، ليجفل جسد ليسا توقفه "يمكنني وضع الضمادة بنفسي"

رفع ثيو رأسه إليها و هو يبتسم و بيده الأخرى ينزع حذائها "لا بأس، أريد المساعدة"

شيء ما في تلك الإبتسامة جعلها تشعر بعدم الراحة، و مع ذلك هي لم تقاومه و جعلته يضع لها الضماد.

حين انتهى قام بإغلاق العلبة قائلا "ليس لدي ما أعده للعشاء لكن لدي بعض النودلز العلبة، أتكفيك للعشاء اليوم؟"

|𝑺𝒉𝒂𝒎𝒍𝒆𝒔𝒔| +18حيث تعيش القصص. اكتشف الآن