|𝑺𝒉𝒂𝒎𝒍𝒆𝒔𝒔| +18

Side 1

بعد سنة:

"لنصنع حساء الكوكتيل"

نطق ثيو و هو يخلع قميصه يرميه وسط خيمته.

رفعت ليسا عينيها من خلف كتابها تنظر إليه "ما هذا؟"

دخل ثيو الخيمة يخرج قميصا آخر يغير به "إنه حساء تقومين بوضع فيه جميع المكونات التي يحبها الشخص الذي تحبينه، لا يمتلك وصفة أساسية أو مذاقا خاص، يعتمد على الحظ و حسب"

منذ أن بدأت تلك العلاقة الغريبة بينهما قبل سنة، لم يتكلم أحدهما عن ماهية مشاعره للآخر.

لم يفارقا بعضهما أبدا، أينما كان ثيو موجودا ستجد ليسا، و أينما كانت ليسا ستجد ثيو معها.

قاما بزيارة العديد من المناطق بالفعل، و رغم أن ليسا وجدت صعوبة في التأقلم في تلك البيئة الغير الثابتة، تشجيع ثيو لها جعلها تتعود شيئا فشيئا.

و الآن، هما ينصبان خيمة وسط الغابة بعد أن فقدا كل أموالهما و يجب أن يجدا عملا جزئيا ليجمعا المال حتى يسافرا إلى مكان آخر.

حتى بعد أن استعادت ليسا أموالها، قررت هي و ثيو وضع ذلك المال في البنك حتى يصبحا عجائز ليقوما ببني نزل أحلامها قرب الأضواء القطبية.

كما أن ثيو يمتلك ثروته أيضا، غير أنه يضعها في حسابه البنكي لإستعمالها في الحالات الطارئة للغاية.

كتلك المرة التي ناما فيها في الشارع لمدة يومين كاملين بعد أن وجدا صعوبة في إيجاد عمل جزئي للحصول على المال من أجل الكراء.

الخبر الجيد هو أنهما صنعا الكثير من الصداقات، و تعلما لغات جديدة، و صفحة ثيو على مواقع التواصل الإجتماعي كمصور حر تحضى بإقبال شديد.

لم تعتقد ليسا أبدا أن هاتفها سيمتلأ بالرسائل من الأصدقاء و الناس الذين تعرفت عليهم، و الآن هي أصبحت تملك العديد من الصديقات رغم الجنسيات و العقائد المختلفة.

و من كل هذا، ليسا لم تسأل ثيو أبدا إن كان يحبها أم لا، حتى بعد مرور عام على إتفاقهما.

فعليا، ثيو أخبرها ذات يوم أنهما يتواعدان رسميا، مع أن ليسا تنكر إخباره لها بذلك، لربما لأنها تريد معرفة مشاعره و مشاعرها أولا.

وضعت كتابها جانبا تقوم من مكانها، أخدت واقي الشمس و وضعت طبقة خفيفة على وجهها، فحتى بعد أن اكتسبت سمرة إلا أن وجهها يبدأ بلسعها إن تعرضت للشمس كثيرا.

أومأت لثيو برأسها "و من أين لنا مكونات هذا الحساء؟"

حرك ثيو رأسه بجهل "من الغابة مثلا، و يمكننا خلطها مع الطعام الذي تبقى لدينا"