انتحار --

101 3 3
                                    


- اندهشت لما أراه ، أيعقل أن هناك من يشاركني هذا القدر المميت !!، بنفس اليوم ، نفس الساعة ، كذا الدقيقة فالثانية ، هناك من يقابلني من قبيلة آرديلا و سيفرِّط بروحه ، كنت حقاً اعتقد ان الحياة هناك احسن و اسهل ، لكني كنت خائبة اذن حسب المنظر الذي يقابلني ، أيعقل لكتلة الوسامة تلك أن ترمي نفسها من هذا العلو الشاهق ؟، لأكن صريحة ، لم أكن أبداً من الفتيات الجريئات أبداً ، حتى أنني لم أتغزل بأحدهم من قبل ، لا أنكر أنني أحببت ، أحببت بقدر ذرات الاوكسجين التي استهلكتها ، و فقط هذا التعبير المبالغ فيه من يقدر وصف صدق مشاعري ، لكني في الهوى وحيدة ، لم أعجب بأحد قبله ، و لعل ذلك ما جعل الفراق صعباً ، لكني بالقدر الذي تفاجئت به أن الغريب امامي مُقْدِمٌ على الانتحار مثلي تماماً ، أنا بالقدر ذاته مندهشة من جماله الخلاب ، المسافة ليست ببعيدة حقا ، لكن قدراتنا كمستئذبين تسمح لنا باستعمال حواسنا بشكل اقوى من باقي المخلوقات ، و رغم أن ذئبتي غائبة عني منذ عدة شهور ، لا تتواصل معي و لربما خاصمتني ، انا متعودة على خصاماتها وتذمُّرها المستمر ، لكن هذه المرة مختلفة ، فلم يسبق ان غابت علي لمدة طويلة كهذه ، ولعلني ارتكبت خطيئة لا تغتفر ، لو فقط عاندت كما فعلت في كل شيء عداه ، لكن هذا الخطأ كلفني الكثير ، كرامتي ، كبريائي ، مشاعري التي استنفذت ، ثم ذئبتي التي حظرتني ، حتى و انا استدعيها لم تجبني ، و حتى في اكثر المواقف التي احتجت فيها الى التحول لم تأت، علمت حينها انها تألمت ، شغل التفكير بالي لدرجة انني انفصلت عن العالم الخارجي ، و اخر ما رأيته كان ذلك الكيان الوسيم الذي يحمل تعابير القلق في وجهه قبل ان تعيق الدموع رأيتي ، وفجأة ، اللحظة التي انتظرتها منذ شهور ، لقد حضرت "هالي " ، ذئبتي المظلمة أنا حقاً أحبك ، و ممتنة لوجودك معي ، احببت ظلامك مهما أهانوه ، بل حتى بدى لي مميزاً ، انتظرت حظورك بفارغ الصبر ، و كنت سأموت فرحاً في وضع غير الذي انا فيه حالياً ، لكن حقاً مابالك تظهرين الان و انا على حافة الموت ؟ ، مابالك مشوشة ؟ ، ما الذي تهذين به داخل عقلي ؟ ، اعلم انني الان ألقي بكلينا لمرارة الموت لكن حقاً ليس لي خيار غير هذا ، ثم القيت باخر نظرة للذي يقف امامي من الجهة المقابلة للحافة ، و استسلمت لشعور البرد الذي يعانق جسدي بتلك السرعة التي سافقد بها روحي و ساموت كذكرى لن تذكر بعد الان ، اخر ما احتفظت به عيناي هو وسيم ارديلا ، مرحبة بالموت ، الوداع.................................

*رفيق*
*رفيقي ، توقفي و اللعنة هالينا * وفقط عندما نطقت ذئبتي بذلك ، انتعشت حواسي بتلك الرائحة العطرة ، ليس لها مثيل حقا ، مميزة و فريدة من نوعها ، جذابة تثير غرائزي ، لكن حقا هذه المرة فات الاوان ، لأنني ارتطمت بقسوة ولم ارى بعد ذلك سوى الظلام ..

End pov ...

- بعيداً عن متهورتنا ، يقبع ذلك الشاب ، أو كما لقبته هالينا : وسيم آرديلا ، بجسمه الصلب الذي يصرخ بالهيبة و الرجولة ، و لا يبدو أن هذه المثالية في الجسد بمحض الصدفة ، بملامحه الباردة المتصنمة ، يراقب تلك الهشة المُطِلَّة من الجهة المقابلة للحافة ، أو لنغير المفهوم ، تلك "الغريبة " التي تبدو كمن استُحْوِذ على جسدها و باتت بلا روح ، و لا يبدو حقاً انها تكترث لما حولها ، هي حتى لم تلاحظ تلك الأعين التي تراقبها بحذر ، و من غيره ، إنه ويليام ، شخصيتنا هذه فريدة من نوعها ، باردٌ للحد الذي يجعلك تفِرُّ منه ، لكن بالوقت نفسه رفيق بأحِبَّته للحد الذي يجعلك تقعُ له ، وحشي لكل من يحاول المساس بعائلته و قطيعه ، ثم نفسه الذي لا يؤدي نملة ، هو بالفعل تمثال للاخلاق مع الصالحين ، و شيطان مع الطالحين

Wiliam' s Pov :

- كالعادة ، لا يمكنني أن أرتاح و أتمتع بالطمأنينة ، إلا إذا تفقدت الحدود بنفسي ، حتى أرصد هل من خطر ، ليس و كأن أحدهم سيجرأ على تعدي حدود قطيعنا ، لكن لا بأس ببعض الحيطة ، و على العكس من أفراد آرديلا ، لا يسوقني الفضول أبداً لمعرفة ما يجري في القطيع المجاور لنا ، لطالما تجنبت الأحاديث حول بلاير ، و حكايات الأجداد لنا حولهم و نحن صغار ، لا أعلم لما لكني لم أصر كثيراً بالتكلم عنهم و تخيل حياتهم ، أنا حقاً ممتن لانتمائي ، مقتنع بكل ما أعطتني آلهة القمر سيلين من قوة و هالة تخضع كل من يواجهني ، و تفرض وجودي ، صحيح أن ذئبي عنيد ، و عندما أقولها فأنا حقاً أقصدها ، حتى أنه ذات مرة تجرأ و عضَّ فتاة حاولت التقرب منا ، حينها أحسست حقا أنه جرو لا ذئب ، هو يرفض و بشدة أيَّ فتاة غير فتاتي و رفيقتي المقدرة ، ليس و كأني انتظرت حتى نمى شيب رأسي ، حسناً بالغت في ذلك ، لكن صدقاً كل من هم في سني قد وجدوا رفيقاتهم منذ سنوات ، و لست غافلاً عن شفقتهم علي َّ وا لتي ليست في محلها ، فحقاً دائماً ما كنت واثقاً أنني سأجدها يوماً وستستحق عناء انتظارها لسنوات ، لا أنكر أنني قبلت زيارات للقطعان الأخرى من المستئذبين فقط لإيجادها ، عدى قطيع بلاير ، لأني صراحة لا أحبذ التواجد هناك ، بالفعل لم أحاول من قبل ، و لا أريد ، ليس و كأن رفيقتي المقدرة ستترك كل القطعان و تزداد هناك !! ، الغابة لطالما كانت متنفسي الوحيد ، و بما أني وصلت للحافة ، فيمكنني إذن العودة ، أتخيل من الآن ملمس السرير الحريري ، و قيلولة تنسيني حتى اسمي عند الاستيقاظ ، التفت مغادراً بعد أن تفقدت المكان ، مهلاً ، ماذا تفعل تلك الحمقاء هناك ، لا يمكن أن تكون جريئة لتلك الدرجة ، صدقاً أليست غريبة الأطوار ؟! ، لا أنكر أنها جميلة حد اللعنة
* لا تتغزل بها و إلا قطعت رأسك * احم ، تدخل بسيط من ذئبي العنيد ، او لنقل تهديد بسيط ، سيكون ملائما أكثر ، الم اقل لكم انه يرفض اي فتاة غيرها ، حتى انه دائما ما كان يهددني هكذا تماماً ، و صراحة حتى انا لم اكن لاتغزل باحداهن ابداً ، لانهن لسن بالجمال الذي سأشيد به ، لكني فقط اجد ان هذه الصغيرة متناقضة الى حد ما ، كيف لفتاة ان تكون بنصف شعر اشقر ، و نصف اخر اسود ، سمعت انه في عالم البشر يمكنهم تغيير لون شعرهم ببساطة ، لكن هنا لا توجد امثال هذه الاستكشافات ، لذا فالامر حقاً غريب ، ليس و كأن بشرية ستتواجد هنا ، بما ان عالم الخوارق محمي بتعويذة ، تُعْجِزُ البشر عن رؤية هذا العالم المخفي ، تبدو شاردة ، و اللعنة ، انها مقدمة على الانتحار ، و فقط بنظرة ، بنظرة واحدة منها قلبت كياني ، سرعان ما تعرف عليها "دارك " ذئبي العنيد ، و ظل يعوي بفرح في عقلي ، و لا انكر انه دفعني للابتسام قليلاً ، ثم الهدوء ، لقد شعرت بالهدوء لتلك الرائحة المسكرة المنبعثة من بعيد ، بمجرد ان تلاقت اعيننا غزاني شعور لم اجربه من قبل، صحيح عيوني ، كيف لا استطيع رؤية اي شيء ؟! ، انني لا ارى سوى الظلام ، لكن .. ، نعم لقد نسيت فتح اعيني ، لا تآخذوني حقا ً ، فهذا الكم المحبب من المشاعر ، ثم هذيان دارك افقداني كل ذرة منطق و تركيز بعقلي ، و ما ان فرقت جفناي كانت قد اختفت ، مستحيل !!! ، ليس قبل ان اعانقها ، ليس قبل ان اتعرف عليها ، ليس قبل ان تحظى بوسمي و علامتي على عنقها العاجي ، ا كان هذا حلماً لكثرة تفكيري في الامر مؤخراً ؟ ، لكني حقاً رايتها بأم عيني ، أريدها لي ، ملكي وحدي ، لست قادراً على العيش مع فراغي الداخلي مرة أخرى ، ليس بعد ان تلاقينا .......

سنوات الضياع Where stories live. Discover now