"ماييڤا "

74 2 1
                                    

قررت حينها الغوص فيهما بنظرة مستكشفة ، حينها نسيت توتري ، عزلت عن كل المؤشرات الخارجية..... لا ليس شعور الأمان مرة أخرى

أغلق سحاب معطفي بينما يدخل شعري المتمرد داخل السترة ثم أردف بعد ان ابتعد بخطوات قليلة :

" يا لك من طفلة حقاً ، ألا يمكنك الانتباه قليلاً لصحتك !! "
عاتب بحنية ، بينما مشاعري كلها تبعثرت لمجرد النظر لعيناه ، ربما أتوهـم ، ربما ليست بذلك الجمال ، ربما هو ايضا لا يهتم بي ، او لربما كل هذه الاحداث ليست سوى من نسج خيالي ، كنت لا أزال أسمِّمُ أفكاري ، الى ان قاطعها ويليام حينما أمسك بكفي و هو يسحبني وراءه

أتعلمون كان دائما ما يمسك يداي ، ربما كانت هذه طريقته ، لكن ما كان حقاً يزعجني هو الاحساس الذي يصاحب فعله ، ليس لاني انزعج ، بل الغريب ان الامر حقا يعجبني ، و إعجابي بالأمر هو ما يسبب لي الازعاج

أعلم أني حقاً متناقضة ، و أكره كوني كذلك ، لكن ما عساي أفعل ؟ ، الأمر فقط أني مبعثرة ، أفكاري  كأنما مرَّ بها إعصار و لم يترك لي سوى الحطام ، حينما لممته لم أجد سوى التناقض ، علمت حينها أني انتهيت

ما عدت أثق بأحدهم ، أنا أريد بالفعل لكن لما اتفق الجميع على خذلي ؟ ، ليت مشاعري لم تكن بالعمق التي هي عليه ، ليتها كانت سطحية كباقي أقراني

لم أستمتع قط بطفولتي ، و لا عشت تهور مراهقتي ، كان لابد لي أن أكون هالينا العاقلة في كل زمان و مكان ، أحقا يمكن ان يكون الناس بذلك السوء ؟ ، أن يخذلو ثقتك كأن الأمر آخر همومهم ، و الامر انه حقا لا يحتسب حتى من همومهم ، سواءاً اخرها و لا حتى اولها ، لما علىينا ان نكون بهذه القسوة ، لما الحرب و ليس السلام ؟

نحن حتى لم نبلغ السلام الداخلي ، فكيف نقرره مع بعضنا ؟ ، كنت غافلة عن اين يقودني ذاك الذي يمسك بكفي ، وذلك لأني كنت أتحارب مع أفكاري المتزاحمة ، إلى أن وجدت نفسي داخل إطار للوحة فنية من إبداع الخالق ، أقل ما يقال عليها خاطفة للأنفاس ، مثالية حقاً ، نهرٌ كبير نبثت على ضفتيه أزهار برية مختلفة الألوان تريح العين ، اتحدت بجسر يربط بين الضفتين

" أظن أن المكان نال إعجابك كما توقعت "
استفسر بينما يضع على وجهه ابتسامته الدافئة المعتادة

" أظن ذلك أيضا "
أجبت و أنا أحدق بانبهار في المكان ، لقد مر بالفعل شهر على تواجدي بآرديلا ، لكني لا ازال في كل مرة أدهش لروعة مناظرهم الطبيعية

سنوات الضياع Where stories live. Discover now