ساعة رملية

99 2 4
                                    

Halina's  Pov :
- أراقب تلك الرمال التي تنحذر ببطء ، و معها ينهدر الوقت ، و لعلها ساعتين لا أكثر ، لكنها حقا تبدو كدقيقتين، بالفعل هي حصتي الخامسة ، و هي بالفعل تنتظر مني ما  يشبع فضولها ، او حتى ما يقربها إليَّ ، حتى تستطيع معالجة جراح ماضيَّ ، أو لربما العودة بي و تصحيح مشاعري بالطريقة التي لن تخزني مؤثرة على مستقبلي ، لكن  ما عساي أقول ؟ من أنا ؟ و لما أنا هنا من الأساس ؟ ، و لعل الصمت منقذي ، التزمته طيلة  حياتي ، غير أني الان احاول اختراق هذا الجدار ، أريد ان اتكلم ، اريد ان اعبر عن مشاعرٍ لربما ليست لي ، لكني بطريقة ما أحُسِّ بها

" انتهت حصتنا لليوم ، اراك غداً "
حدثتني بينما تجمع مذكرتها التي دائماً ما تحملها صحبة قلم حبرها المميز بلونه الذهبي و شكله الرفيع ، تسجل بينما لم أقل حتى جملة مفيدة لتسجلها ؟ ما هذا الهراء ؟! ، حسناً هالينا يمكنكي فعل ذلك

" أنحن حقاً موجودون ؟ "
لم أكلِّمها قط ،و عندما فعلت بدأت بهرائي ، لكني دائماً ما تسائلت ، و يبدو أن هذه الطبيبة النفسية لها أجوبة لكل أسئلتي

" نصف ساعة إضافية إذن ؟"
أجابت بينما تبتسم لي بخفة ، فأومئت لها ببطء ، و لربما ليس لأنها تتوق لرؤيتي أو الحديث معي ، انها مسألة واجبٍ فقط ، لربما لأن أخي وليام من يتولى مسألة علاجي

" لعل ديكارت قال في فلسفته : أنا أفكر إذن أنا موجود ، ثم بعد ذلك توالت الاقوال ، بين انا ابدع اذن انا موجود ، ثم انا ابتكر ، انا اتنفس ، بينما أنا سأدعوك بفلسفتي الخاصة الى الانصات لقلبك هالينا "
سمعت كلامها ، لكن ما ان انتهت حتى تكونت علامات الاستفهام بوجهي ، ابتسمت برقة ، ربما لانها اول مرة استجيب لكلامها

" ما أقصده ، انه ان استطاع احدهم لمس قلبك ، فذلك تلقائياً يثبت وجودك ، سواء بسوء او بخير ، الالم الذي احسسته لا يمكن ان يتواجد إلاَّ بوجودك انت بالاصل "
أردفت مفسرة ، و لعل كلامها فتح موضوعاً يثير انتباهي ، لربما كان هدفها هو دفعي للتحدث عن طريق مواضيع تجذبني

سنوات الضياع Where stories live. Discover now