لا يوجد دراما بعد الآن

25 3 1
                                    

Wiliam's pov :

لم أكن أتوقع أنها ستحلل الأمور هكذا ، أن تشك في حبي لها كان آخر توقعاتي ، لكن من يلمها ؟؟ ، أنا من تركتها ، و الأسوء بلا تبرير ، ليس و كأنني سأبرر الآن ، غير أني أريد طمأنتها على الأقل ، لا أحتمل رؤيتها حزينة و لا حتى رؤية دموعها ، أود فقط لو أمسح تلك القطرات التي يرِّق لها قلبي كلما رأها تنسدل من عيناها ، إنهم خاصتي و لا يمكنها أن تؤديهم بالبكاء ، أود لو أعانقها عناقاً يشرح ما في داخلي من مشاعر الحب و الشوق لها ، لكني أعلم عنادها ، حتماً سترفض  و إن كانت الأكثر حاجة لذلك

Halina's Pov :

أردت فقط المغادرة ، الهروب إلى أبعد مكان ، أنا بالفعل أعلم ، لست بحاجة لأن يشفق علي و لا غيره باستطاعته ذلك ، أنا فقط أرهقتني التراكمات و لست قادرة على حملها بعد الآن ، أنا وحيدة و مفقودة بين ثنايا الاكتئاب ، شاعريتي مكتئبة ، هدوئي ، و حتى كلامي كذلك ، لم أكن بحاجة إلى أحدهم و لست بعد الآن ، أنا فقط كنت قد اعتدت وجوده ، مغادرته لم تبعثرني و حسب بل طردت إحساس الأمان بداخلي ، و إحساس الثقة نحوه ، لا أعلم ربما الأمور ستكون على ما يرام فيما بعد ، أو ربما لن تكون ، لكن ما أعلمه أن ثقتي لن تعود كما كانت، ليس بعد ما قام به ، ليست مغادرته من تخلق مشكلاً ،لكن ما يفعل هو عدم تبريره ، ذهابه بلا سبب مقنع ، و إرساله لرسالة الفراق مختبئاً خلف سطورها لم يكن بالأمر الجيد ، لو فقط عاند كما عاند في كل شيء و تغلب عن كبريائه الذي يدميه أولاً فالآخرين ، مغادرته لقبيلة تحت رآسته لا تبرر سوى انعدام مسؤوليته ، نحن لسنا بأحرار خصوصاً فيما يخص الآخرين ، لنا مساحتنا الخاصة لكن لنا واجبات اتجاه الاخرين لا يمكن اهمالهم ، ما لم نرى الناس كوسائل بل كغايات فلهم حقٌ علينا ، أنا بالفعل اشتقت له ، و لولا تخبط مشاعري لأيقنت أنني منفصمة الشخصية ، لكن صدقاً اشتقت لأن أغلغل أناملي بشعره ، اشتقت لأن أعانقه و اشتم رائحته التي لا تزال تداعب حواسي كأنها ملتصقة بي ، لا زلت أذكر كيف كان إحساس دفء كفيه على خاصتي حينما يجرني ورائه ، لا زلت أحتفظ بنظرته الخجولة إلي و التي تخبرني بالحب القابع بجوارحه ، لكني ما عدت متأكدة من صمودها بقلبه ، لقد عاد كشخص مختلف تماماً ، رأيت في عينيه اليأس و الإرهاق بعدما كانتا مصدر شجاعةٍ و إلهامٍ لي ، و لم يعد سوى شعارًا للكآبة ، ليتني ما أحببته ، ليتني احتفظت بأنانيتي و تَكَتُّمي على الآخرين

كنت بالفعل قد غادرت إلى القصر ، ما إن وصلت حتى تجردت  من فستاني و رميت نفسي بحوض الماء الساخن ، و هاهي الذكريات تهاجمني من جديد ، بذلك اليوم لم تكن السخونة و الحمى من بقائي لساعات بالحمام ، و إنما كانت حمى الحب و لعنته التي لحقتني ، كانت أمي دائماً ما تخبرنا بأن نحب من يصنع لنا عالماً مختلفًا ، بمن يشعرنا أننا استثنائين ، أكان العالم الذي تقصده هو نفسه عالم الكآبة و الأوجاع التي خلقه لي ويليام بين ليلة وضُحاها  ؟ ، أحقاً أحببته و حطمت حصوني لمجرد اعتراف منه ؟ ، لم أكن يوما بهذا الغباء و لا بهذا التقصير اتجاه مشاعري ، كنت بخيلة حول ما يخصني منذ الصغر ، لم أكن لأتشارك دماي و لا أقلامي الملوَّنة ، لا لقيمتهم المادية ، لكنني كنت دوماً أقدس الأشياء ، الأماكن ، الأحاسيس ، الأشخاص المقربين، لم أكن ممن يتشاركون ، فهل حقاً قادرة على ذلك فيما يخص حبي و تعلقي بويليام ؟ ، لن أقول كباقي النساء أنني أفضل الموت على أن أراه مع أخرى ، لأنني سأُفضِّل موته هو ، لست من النرجسيين الملتجئيين لأذية الآخرين لكني لا أقبل تشويه قلبي بالحقد و الكراهية ، الخيانة كانت و لازالت أكثر ما أبغضه بعد الكذب ، أو لربما لأنني أرى الكذب نوعاً ما صنفاً من الخيانة ، قد كذب علي بالفعل ، و الخيانة لا تغتفر ، و إن سامحته سيظل ذلك الجانب الراكد بكذبه علي ، لكني لست من تتنازل ، أيجد اعتذاراً جافاً كافٍ حقا ؟؟؟؟؟ ، لن أقول ثانية كما اعتدنا أن نسمع : أحبيه كما تحب النساء و انسيه كما ينسى الرجال ، بل سأقول عوضاً عن ذلك ، أحبيه كما تحب النساء و أكيدي له كما تكيد النساء ، كيدنا عظيم ، و لست من الخائفات بعد الآن ، سيرى عواقب أفعاله ، و صدقوني سيكون الثمن باهض ، لا يمكنني فقط مسامحته لمجرد "سامحيني " ، لما لا يفهم الناس أن تلك الكلمة لا تعوض الدمع و الحزن الذي أحسست به ، و لا ترجع لي كبريائي الذي دهس عليه ، و لا تصُدُّ أصابع الإتهام التي وجهت لي ، و لا نظرات الشفقة ، يجب أن أرى سعيه لكسبي من جديد

سنوات الضياع Where stories live. Discover now