مختلفة

60 1 1
                                    


- دوت طقطقة كعبها المكان ، فولَّى الجميع انتباهه للتي ستدخل بعد أن يفتح باب صالة الطعام ، كانت تلك الأبواب الخشبية الضخمة تنحاز للطرفين حينما قام الحراس بدفعهم لتدخل تلك التي تشع بريقاً ، هالينا بطلتنا لم تكن يوماً تثق بنفسها ، رغم أن جمالها كانت الفتيات ليتهافتن عليه ، كانت دائما ما ترى غرابة شعرها عيباً ولعنة خُلِقت بها ، لم تدرك يوماً أن تلك الاختلافات من تجعل منها أجمل بكثير مما عليه الأخريات ، لم تكن تتماشى مع المعايير لأنها ببساطة كانت أحسن بكثير مما وضعه مجتمع فاشل من شروط ، بحذائها ذو الكعب المتوسط ، شفاف يظهر رجليها الرقيقتين مع شريط أبيض به يلتف حول كوعها فساقيها المكشوفتين بذلك الفستان الذي لا يفوق ركبتيها سوى بالقليل ، وردي فاتح يظهرها تماماً كوردة الأوركيد بجو منعش وحده عطرها الفواح الذي يفرض على عقول المشاهدين الانبهار بها ، كانت هذه المرة أكثر ثقة فحتى مع انبهار الآخرين و أنظار ويليام التي لم تتزحزح عنها ظلت ثابتة ، و توجهت إلى مكانها حيث المقعد الفارغ على يسار ويليام ، لم ترد تغيره ببساطة لأنها لم تعد تلك التي تضطرب نبضاتها لمجرد نظرة منه ، ليس بتلك البساطة بعد الآن .

ابتدأ الطعام بمحادثات لطيفة بين أفراد العائلة ، بينما هالينا ظلت صامتة تراقب الأجواء بابتسامة دافئة ، هي حتما تستمتع بهدوءها و صخب الآخرين ، ليقطع تأملها ذاك صوت آزاس مخبراً إياها بابتسامة لا تفارق محياه :

" تبدين خاصفة للأنفاس هالينا ، لا أستطيع إزاحة عيناي عنك حقاً "
لتردف الخالة ماريسا و التي تكون أم ويليام بعد ذلك :

" لا يمكن لكنتي أن تكون غير ذلك آزاس "
اختنقت كاميليا و الطعام عالق بفمها بعد تعليق أمها و الذي لم يكن سوى لالزام آزاس حده ، بينما ارتسمت ابتسامة صغيرة بالكاد ظهرت على وجه ويليام ليمحيها فيما بعد و ينهض من مكانه

" هالينا أريدك بمكتبي حالاً "
كان هذا آخر ما نطق به ويليام قبل أن يرحل عن طاولة العشاء ، بينما الآخرى لم تلقي أي لعنة لكلامه و لا لغضبه الواضح ، بل على العكس من ذلك أكملت طعامها بهدوء مريع

بعد الانتهاء من وجبتها توجهت لمكتبه الذي لا يبعد عن غرفتها سوى بخطوات قليلة ، طرقت الباب و لم تنتظر أن يأذن لها بل دخلت تصنع أول خطواتها بمكتبه الذي تراه لأول مرة منذ إقامتها بالمكان

Halina's pov :

" مرحباً بالسيدة الفاتنة "
تحدث بينما ضحكة استهزاء تخرج من ثغره كأنه يكبح رغبة الإنفجار بوجهي ، أكان تعليقه ساخراً ؟؟؟

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Sep 03, 2023 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

سنوات الضياع Where stories live. Discover now