الثامن

2.9K 90 0
                                    

بعد يومين هبة تحسنت كثيرا وإستاطعت النهوض من فراشها بمفردها.
الممرضة التي كلفها ادهم بخدمتها لم تتركها لحظة واحدة حتى وقت النوم كانت تنام في غرفه الصالون الملحقة بغرفتها.
لم ترة مجددا منذ يوم العملية لكن اسمة كان يتردد دائما "أدهم البسطاويسى"
إكتشفت أنة شخصية مسيطرة جدا والجميع يخشاة ويحترمة.
كانوا دائما يتحدثون عنة، عن قوتة وقوة قرارتة لكنهم أيضا كانوا يتحدثون عن إنسانيتة ومساعدتة للجميع.
إكتشفت أنة إستدعى أفضل طقم جراحة في المستشفي لمعاينتها وكانوا في إنتظارها عند وصولها بالإسعاف.
في دقائق تجمع أفضل طاقم في المستشفي بدون نقاش فأوامر أدهم لا نقاش فيها.
سألت نفسها مرارا عن مدى معرفة العاملين في المستشفي بعلاقتها بأدهم؟؟
لم يتجرأ أحد منهم عن سؤالها عن علاقتها بة وهى ماذا تستطيع القول أساسا؟؟
في مرور الطبيب الصباحى عليها اليوم سمح لها بالخروج مع تعليمات مشددة بالراحة لمدة أسبوع هبة ضحكت في سرها بسخرية مريرة من وضعها.
= راحة هو أنا عندى غير الراحة أصلا؟؟
بعد أن قرر الطبيب خروجها فوجئت بحضور ألماس إلي المستشفي فهى لم ترها منذ أن تركتها قبل العملية.
ألماس أحضرت لها حقيبة كبيرة ممتلئة بملابسها مما أثار دهشة هبة.
= لية الغيارات دى كلها يا مدام؟؟ أنا هخرج علي البيت مش هحتاجهم؟!
ألماس هزت كتفيها وقالت بروتنية.
= أوامر أدهم بية.
هبة سألتها بدهشة.
= أدهم طلب منك تجهزى شنطة كبيرة لية وتجبيها المستشفي؟؟ طيب قالك هنمشي أمتى؟؟
ثم أكملت لنفسها/ هرجع أمتى لسجنى؟؟
ولدهشتها الماس قالت.
= أدهم بية بلغنى إنى أحضرلك الشنطة وأساعدك تلبسي ومقالش أي حاجة تانية.
الماس جاسوس أدهم وخادمتة المطيعه تنفذ تعليماتة حرفيا وبالطبع لن تسألة عن المزيد من المعلومات مالم يعطيها إياها بنفسة، هى فقط تنفذ.
هبة جلست تنتظر بملل وأخيرا ألماس تلقت إتصال علي هاتفها.
= أيوة يا فندم هي جاهزة.
المكالمة إنتهت، كلمات موجزة أنهت المكالمة وحددت مصيرها وهاهى مستعدة، مستعدة للعودة للسجن. أحست بالظلم ورضها عظم من إحساس الظلم والقهر لديها.
ستعود لشقتها مريضة وحيدة وسجينة.
هبة أنتظرت إتصال أخر من السائق كالمعتاد. لكن ماحدث أذهلها.
طرق خفيف علي باب غرفتها تبعة دخول أدهم بنفسة للغرفة وإشارتة لألماس بالخروج وألماس خرجت فورا.
أدهم تعمد الحديث بجدية وكلامة كان خالي من أي تعبير.
= الأفضل في الفترة الجاية إنك تفضلي في بيتى. صمت للحظات ثم أكمل
= فترة النقاهة بتاعتك محتاجة عناية ومكان مفتوح فية جناين وهوا نضيف الشقة بتاعتك مش مناسبة.
هبة لم تحاول الإعتراض فالمرض والوحدة أرهقوها فهى تحتاج الأن للشعور بالحماية وبالامان وإلا سوف تجن.
الوحدة في ظل ظروفها الحالية غير محتملة هو قال فترة نقاهة فليكن ستقبل بعرضة.
ستخرج من سجن صغير لسجن أكبر لكنة كان العرض الوحيد المعروض عليها.
هبة تجنبت النظر الية وهزت رأسها بالموافقة. موافقتها السهلة أذهلتة وكأنة كان مستعد لجدالها فإتسعت عينية بصدمة ولكنة تمالك نفسة بسرعة
و ضرب الجرس فوق سريرها.
إقترابة منها أرسل ذبذبات في كل جسدها قلبها خفق بعنف، الممرضة دخلت بكرسي متحرك وساعدتها علي الجلوس علية، ألماس دخلت وتناولت حقيبتها المعدة مسبقا.
أما أدهم فغادر غرفتها دون إضافة المزيد من الكلام.
الممرضة دفعت الكرسي بلطف وأوصلتها إلي سيارة فان سوداء مفتوحة السائق تناول الكرسي من الممرضة وأدخلها بالكرسي في السيارة في مكان مخصص للكرسي، السيارة مصممة لإستيعاب الكرسي المتحرك.
الممرضة وألماس ركبوا بجوارها في الخلف.
السائق سحب الباب وأغلقة ثم إنطلق إلي وجهة مجهولة.
::::::::::::::::::::::::
جميع نوافذ السيارة كانت تحمل زجاج بلون أسود داكن وأيضا مغطاة بستائر سميكة. السيارة مريحة وسريعة تليق بالملياردير أدهم البسطاويسى ومرضى مستشفاة الفخم.
هبة أغمضت عينيها وأسندت رأسها علي النافذة الصغيرة بجوارها وإستسلمت للنوم.
لم تشعر بالوقت ولم تتمكن من معرفة المدة التى قضتها السيارة منذ أن غادرت المستشفي.
صوت باب السيارة وهو يفتح أيقظها من نومها فمنذ عمليتها وهى دائما بحاجة للنوم.
بنفس الروتين السابق، السائق ساعدها علي النزول من السيارة وسلم الكرسي وهى مازالت لم تغادرة للحظة إلي الممرضة المنتظرة.
وصلوا أمام باب حديدى ضخم مزخرف بالزجاج الملون.
فتاة شابة في تايور أسود رسمى منقوش علي جيب الجاكت العلوى إسم عبير إستقبلتهم وأوصلتهم لمصعد داخلي.
هبة بدأت فى إستوعب مكانها فالسيارة أوصلتها حتى باب سفلي في قصر كبير من الداخل.
إستنتجت أنة يؤدى إلي موقف للسيارات تحت الأرض والمصعد يرفعهم حتى القصر نفسة.
الفتاة ذات اليونيفورم الأسود أوصلتهم للطابق الثانى من القصر.
جناح مميز مخصص لهبة وبجوارة غرفة صغيرة للممرضة.
عبير قالت لهم بأدب.
= أي حاجة تطلبوها بس أضغطوا الجرس، أنا إسمى عبير وهكون المساعدة الشخصية للهانم.
الكلمة افزعت هبة بشدة مساعدة شخصية؟!! هانم!!!بالتاكيد هناك شيء ما غير مفهوم.
عبير ساعدت الممرضة وأرقدوا هبة علي السرير بلطف.
هبة سألت عبير.
= فين ألماس؟؟ إية حصل؟؟
عبير/ ألماس موجودة تحت مع الخدم بس أنا إللي هكون مسؤلة عن خدمتك
عبير غادرت الغرفة لبعض الوقت وعندما عادت كانت تحمل صينية عليها عصير وشاي وقهوة وأنواع عدة من فطائر لذيذة وبعض الحلويات الفخمة التى لم تري هبة مثلها من قبل.
عبير/ أي خدمة تانية يا هانم؟؟
عقل هبة الصغير الذى لم يتعود علي مثل ذلك التعقيد من قبل أحس بالحيرة فدنيتها كانت محدودة جدا سلطان كان كل حياتها.
هبة هزت رأسها/ لا شكرا.
الممرضة فحصتها جيدا ثم أخذت علاماتها الحيوية بالأجهزة العديدة الموجودة في حقيبتها ولاحقا ساعدتها علي الأكل وشرب بعض القهوة ثم قالت.
= وقت العلاج يا أنسة هبة.
هبة أخذت علاجها بإستسلام، أحست وكأنها دمية يتم تحريكها بالخيوط وجميع الخيوط تتجمع في يدة خو فقط في يد أدهم ليحركها كيفما شاء ومتى شاء.
الممرضة أمرتها بلطف.
= دلوقتى لازم ترتاحى كويس، نامى شوية وأنا هكون جنبك لو إحتاجتى أي حاجة رنى الجرس.
ثم غادرت وتركتها فريسة لأفكارها فأدهم نقلها من سجن لسجن، من سجن صغير لسجن كبير ولكن علي الأقل هذا السجن لة حديقة خلابة.
هبة تذكرت الحدائق الجميلة التى شاهدتها أثناء صعودها في المصعد الزجاجى.
منظر الحدائق من زجاج المصعد كان خرافي كأنها حديقة سحرية منعشه وكأنها تعيش تتنفس.
كأنها حية في حياتها لم تري زرع بمثل هدا الجمال الخلاب فتسألت بدهشة.
= مين الفنان إللي صمم الجنينة الفظيعة دى؟؟
قررت زيارة الحديقة عندما تستطيع السير فالتجول فيها يطيل العمر.
بعد تفكير طويل غلبها النوم بسهولة كعادتها في الفترة الأخيرة.
مر أسبوع منذ يوم عمليتها وثلاثة أيام منذ إنتقالها للقصر وأدهم لم يحاول رؤيتها أبدا علي الرغم من أنها كانت تعلم بوجودة في القصر.
في بعض الأحيان كانت تسمع صوتة أمام باب جناحها ولكنة لم يدخل مطلقا إليها.
الألم في بطنها خف بدرجة كبيرة وإستاطعت المشي بدون مساعدة.
تمت معاينتها في الصباح من قبل طبيبها الذى طمئنها أن صحتها أصبحت علي ما يرام وأنها تستطيع الحركة بحرية ولكنة منعها من ممارسة الرياضة والمجهود العنيف وأبلغها أن الممرضة لم يعد لوجودها ضرورة.
أسبوع كامل وأدهم قام بشراء وقت الممرضة ليل نهار كانت مثل ظلها.
الممرضة أخيرا تحررت وتستطيع مواصلة حياتها سوف تستطيع الخروج ورؤية عائلتهاووالعودة لعملها مجددا أما هى فستظل حبيسة. 
هبة علمت من الممرضة سهى أن أدهم دفع لها مبلغ خيالي في الأسبوع الذى قضتة في مرافقتها.
أموال أدهم لا تنتهى وهو يسخرها لتنفيذ أوامرة بكل سهولة.
جميع مشاكلة يستطيع حلها بالمال "بالكثير من المال" وهى الإثبات الحى علي ذلك.
بعد أن سمح لها الطبيب بحرية الحركة عبير عرضت عليها نزهة في الحديقة.
يااااه أخيرا هبة طبعا وافقت بلهفة وقبلت يدها لتستند عليها.
عبير ساعدتها علي إرتداء ملابسها وإختارت لها فستان أخضر اللون لة نفس لون عينيها ومشطت شعرها الحريري بضربات سريعة من الفرشاة.
هبة علمت أن عبير كانت تعمل من قبل في مساعدة الفنانات في إختيار ملابسهم وتمشيط شعرهم وعمل زينة وجوههم "لبيسة كما يسمونها"
عبير أخبرتها أن أدهم عرض عليها الوظيفة منذ أسبوع وأنها وافقت فورا عندما عرفت الراتب الشهري الضخم المخصص لها بالإضافة للسكن والأكل المجانى.
أدهم عرض عليها الوظيفة منذ أسبوع تقريبا في يوم دخولها إلي المستشفي أو بعدها بيوم.
تسألت والفضول يمزقها أرادت معرفة إذا ما كان أدهم وظف عبير خصيصا لها أم أنة كان سيوظفها علي أي حال.
الإجابة وصلتها فورا عندما أكملت عبير.
= البية طلب منى يوم ما عرض علي الوظيفة إنى أهتم بيكى بس، يعنى شغلي كلة معاكى أساعدك تختاري اللبس إللي يناسبك وأجهزلك شعرك ومكياجك وصيفة ليكى يعنى بس الصراحة مكنتش متوقعة إنك جميلة كدة، أنتى مش محتاجانى إطلاقا إللي أشتغلت معاهم قبل كدة كنت بحولهم تمام لمساتى كانت سحرية، أدهم بية عرفنى عن طريق الفنانة فريدة جمال كنت مساعدتها الشخصية وعرض علي الوظيفة وأنا وافقت وبصراحة أكتر ما صدقت، فريدة أنانية وعصبية وكانت بتعاملنى بترفع كأنها إشترتنى اااه لو تشوفيها من غير لمساتى مش هتصدقي.
كمية المعلومات إللي أستقبلتها هبة أكبر من إستيعاب عقلها.
حاولت أن تحلل المعلومات بالتدريج عساها تتمكن من الإستيعاب.
أدهم وظف عبير خصيصا لها، أدهم علي علاقة بفنانة تسمى فريدة جمال والتى من المفترض أنها مشهورة لكن للأسف هبة تجهل تماما أي شيءعن عالم المشاهير والفنانين.
سلطان كان متشدد جدا ورفض دخول التلفاز إلي بيتهم وبعد موتة هبة لم تتجرأ علي كسر أي قاعدة من قواعد حياتها من قواعد سلطان.
القراءة كانت تسليتها الوحيدة فكانت تطلب كتب في الفن والتاريخ والأدب من عزت الذى كان يرسلهم لها فورا.
ثقافة إكتسبتها من مدرستها الثانوية الوقت أغلى من أن نضيعة في التفاهات وهى كان لديها الكثير والكثير من الوقت.
أول علاقة لها بالتلفاز كانت في غرفتها في المستشفي ثم في جناحها في قصر أدهم إذا فكيف لها بمعرفة المدعوة فريدة جمال؟؟
عبير تناولت علبة مكياج وبدأت في إضافة لمسات بسيطة من المكياج عليها لأول مرة في حياتها تستعمل المكياج.
تحديد عيونها بالكحل الأسود أظهر جمال عينيها وإتساعهم وروعة لونهم وملمع الشفاة أضاف لمعة لشفاها الوردية.
هبة شاهدت نفسها في المراة وإندهشت من التغيير الكامل في منظرها من شعرها لفستانها لوجهها تقريبا لم تتعرف علي نفسها.
بلمسات بسيطة غيرتها عبير بالكامل وأصبحت هبة جديدة أجمل وأكثر غموض وجراءة
عبير امسكت بذراعها برفق وقادتها إلي الباب.
= نبدأ التمشية؟؟
هبة هزت رأسها بالموافقة وهبطت معها إلي الحديقة فهناك سوف تستمتع بمساحة حرية أكبر ولو لفترة مؤقتة.

سجن العصفورةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن