التاسع عشر

3.1K 104 4
                                    

أخيرا هبة إستسلمت أدهم يحب فريدة ولأنها تعرف الحب جيدا قررت أنها سوف تنسحب من حياتة فكل محاولتها بائت بالفشل.
شيئ واحد شغل تفكيرها فكرت فيه ليل نهار فنجية دائما ما كانت تلمح إلي قوة أدهم، وتة التى لاحظتها بنفسها فأدهم حاليا هو الأمر الناهى لكل العائلة. نجية أخبرتها في ذلك اليوم الذى إستدعتها فية في غرفتها.
= فرحت يوم ما أدهم خبرنا بالجواز.
هذا يعنى أنة أبلغهم بنفسة، في علاقتها بأدهم الكثير من التناقضات التى تلحظها.
تشعر أحيانا بغموض أدهم وأحيانا أخري تشعر بة واضح وصريح.
كلام عزت كلة لها في مكتبة يوجد علية الكثير من علامات الإستفهام لبد وأن تفهم وإلا سوف تجن.
أدهم سوف يقضى ليلتة في الفندق كالمعتاد فقررت هبة أن تدخل غرفتة لتشاهدها ولو لمرة واحدة.
أمنيتها أن تري فراشة فهذة أخر ليلة لهم هنا وغدا سوف يفترقون.
تسلحت بالجراءة ودخلت، رائحتة تعبق الجو، أمسكت بعطرة وأغمضت عينيها تمليء عقلها من رائحتة علها تحملها فية للأبد.
تجولت وتجولت حتى أرهقت، فراشة المرتب بعناية كان يحمل رائحتة فدفنت رأسها في المخدة وبدأت البكاء.
بكت حتى إرتاحت، بكت حتى نامت.
إستيقظت علي أدهم وهو يهزها برقة، الخجل والحياء من موقفها المفضوح سببوا لها توتر رهيب ولكن لحسن حظها أدهم لم يتحدث ولم ينطق بأي كلمة بل أخذها في حضنة بقوة ونام بجوارها بملابسة.
أدهم نام فورا وأصبح نومة عميق وكأنة لم ينم منذ أيام لكن هبة قررت أن تستيقظ حتى الصباح كى تستمتع بآخر لحظاتها بقربة فلربما تكون تلك اللحظات هى أخر ذكرياتها معة.
الصباح التالي كانوا في الطائرة التى حملتهم بعيدا عن أجمل أسابيع عمرها.
ساعات وكانت في قصرة في القاهرة بعد ليلتهم الأخيرة هبة فضلت تجنبة خلال رحلة العودة فبعد أن إكتشفها في غرفتة خافت من مواجهتة.
دهشت بشدة عندما وصلوا القصر فهى كانت متوقعة منة أن يوصلها لشقتها كما هى طلبت منة لكن أخر شيء تستطيع فعلة الآن هو أن تسألة أو تفتح معة موضوع إنتقالها مجددا بعد إنفجارة الغاضب.
دخلت غرفتها ونامت ساعات وساعات بعدما أرهقتها الدموع والصداع ضربها بقسوة.
حالتها النفسية وصلت للحضيض فأدهم تجنبها بطريقة مقيتة هو أيضا منذ إستيقاظها في حضنة.
هذا الصباح إستيقظت علي صوت عبير تطلب منها النهوض كانت لا يوجد لديها أي مزاج لتغيير ملابسها أو لرؤية أي أحد لكن تحت إلحاح عبير نهضت هبة أخذت حمام سريع وإرتدت فستان شيفون أخضر بلون عيناها معة طرحة منقوشة.
عبير جهزتها وببراعة حاولت أن تداري عيونها الحمراء المنتفخة.
هبة أجبرت نفسها بالقوة حتى تستطيع تلبية طلب أدهم والنزول للعشاء مع ضيوفة كما أبلغتها عبير عن رغبتة.
صدمتها الأولي كانت في الضيوف أو بالأحري في الضيفة الوحيدة التى وجدتها برفقة أدهم عندما نزلت من غرفتها.
الضيفة كانت فريدة بالمظهر الذي ظهرت بة فريدة أقل وقت توقعتة هبة أنها قضت علي الأقل ست ساعات كاملة في الإستعداد لعمل شعرها ومكياجها حتى تظهر بمثل هذا التألق.
فريدة كأنها خرجت للتو من كتالوج للموضة فكل شىء فيها صائب.
صدمتها الثانية والأشد كانت ذراع أدهم المحيطة بكتفيها والتي حتى لم يحاول أن ينزلها عنها مع دخولها للصالون.
تذكرت يداة اللتان أحاطتها بحنان في حضنة طوال الليل لكن حاليا أدهم يريها مكانتها الحقيقة.
تقلبة يخيفها فهو قادر علي الهبوط بها لأسفل أرض بعدما يكون قد رفعها حتى عنان السماء.
هو الآن يريها وضعها الحقيقى في حياتة زوجة مجبر عليها بسبب وعد قطعة لرجل ميت.
أخر محاولة لإنقاذ كرامتها، فرصتها للخروج برأس مرفوعة كرامتها الجريحة أعطتها القوة للتحمل أعطتها القوة لتدخل إلي الصالون متجاهلة المشهد القاتل أمامها.
بكل كبرياء دخلت حيت فريدة وتجاهلت أدهم تماما فمن داخلها تتمزق وروحها تموت ببطء وظاهريا هى مثل جبل الثلج فلقد أصبحت مثل التمثال الخالي من الروح والمشاعر.
زيادة في إذلالها عند تقديم العشاء أدهم اخذ فريدة إلي غرفة السفرة الفخمة وترك هبة لتلحقهم بمفردها اااااه لو كان لديها أمل حتى لو ضئيل لكانت حاربت، لكانت قطعت وجهها بأظافرها وجذبتها من شعرها المصفف بعناية لكنها للأسف علمت جيدا من داخلها أي جانب أدهم سوف ياخذ إذا ما تجرأت علي إهانة فريدة.
أصبحت بين نارين نار أنها تثور وتشتمها وتطردها خارجا ونار أخري تحثها علي المحافظة علي كرامتها وتقبل وضعها.
العشاء كان كابوس بكل ما للكلمة من معنى مع أن فرحة الطباخة أبدعت في الوجبة إلا أن طعمها بالنسبة لهبة كان طعم الجير.
أخيرا العشاء إنتهى وهبة تستطيع الإنسحاب الآن وتركهم بمفردهم فبعد تقديم الحلويات هبة تحججت بالصداع والإرهاق من السفر.
أدهم رحب تماما بإنسحابها وأثناء خروجها من الصالون سمعت أدهم يخبر فريدة أنهم سوف يكملون السهرة في الخارج.
خنجر غرز في قلبها بدون أي رحمة وقوة غريبة مكنتها من الصمود حتى النهاية وإنسحبت بكرامتها فازت في معركة الكرامة وخسرت في معركة الحب
كلمة النهاية كتبت أخيرا.
لابد أن تترك القصر فورا فأدب أدهم يمنعة من طردها لشقتها لكنة بالتأكيد يتمنى أن تاخذ هى تلك الخطوة المحرجة من نفسها.
فور صعودها لغرفتها طلبت من عبير الإستعداد لترك القصر في الحال.
عبير أبلغت أدهم بقرارها بالرحيل في الحال وعندما سألتها هبة عن ردة فعلة أجابتها عبير.
= وافق فورا وخرج مع فريدة.
موافقة أدهم الفورية كانت كتابة كلمة النهاية ليس فقط لإقامتها في القصر لكن لزواجهم أيضا، هبة قررت الرحيل قبل عودتة.
الوداع يصعب عليها الأمر، خافت من إنهيارها التام أمامة، الألم يصبح غير محتمل.
أحست أنها مخنوقة وتحتاج للهواء فقررت التجول في الحديقة حتى تنتهى عبير من حزم أغراضهم.
بعد حوالي ساعة عبير أبلغتها أنهم مستعدون الآن للرحيل.
هبة أخذت جولة أخيرة تودع بها المكان وتلكعت عند كل شبر تحفظ تفاصيلة وبعد مقاومة مع نفسها قررت أخيرا تقبل فكرة الرحيل.
وقفت متخشبة وحقائبها الكثيرة تنقل إلي السيارة. عبير أدخلتها إلي السيارة كأنها طفلة لا حول لها ولا قوة.
دموعها نزلت بهدوء حفرت قنوات علي وجهها، كحلها مع مسكرتها حولوا عيونها الجميلة لعيون الباندا.
السائق تحرك بالسيارة خرج من القصر فشاهدت بلوعة الحدائق وهى تختفي بعيدا حاملة معها أجمل أيام حياتها.
بعد عدة دقائق من مغادرتهم للقصر هبة صرخت في السائق وقالت بصوت أمر/ إرجع.
بدون نقاش نفذ السائق طلبها وإستدار بالسيارة جهة القصر مجددا.
وسط احزانها وطلبها من عبير أن تقوم بحزم أمتعتها هبة نست كنزها المدفون، كنزها الذي دفنتة تحت مخدتها بعد رجوعهم من الصعيد.
صورة أدهم وقميصة المستعمل الذى يحمل رائحتة. هبة صرخت وأمرت السائق بالرجوع كى تذهب وتحضرهم لا يمكن أن تغادر بدونهم فهم كل ماتبقي لها منة سوف تصعد لغرفتها و تحضرهم ثم يذهبوا للمجهول مجددا.
توقعت بالطبع عدم وجود أدهم بل وربما سيقضى الليلة خارجا.
السيارة أنزلتها أمام القصر، هبة أبلغت عبير وألماس أنها سوف تصعد لغرفتها لإحضار شيء نسيتة وسوف تعود فورا.
عبير وألماس هما كل ما لديها الآن وكنزها سيساعدها علي الصمود.
هبة صعدت الدرج بهدوء شديد كانت تتسلل مثل اللصوص، وصلت لغرفتها بيداها بحثت عن زر الإضائة فوجدتة بصعوبة في الظلام وأضائت الغرفة.
المنظر الذي شاهدتة عندما فتحت الضوء هزها بقوة ضربها بعنف كأنها تعرضت لزلزال عنيف إحساس الإنسان إذا ما ضرب ألف لكمة مجتمعين معا.
هناك علي فراشها السابق شاهدت أدهم يحمل غلالة نومها التي خلعتها عنها قبل نزولها للعشاء المشؤم.
عبير بالتاكيد نست أن تجمعها مع أشيائها الآخرى أدهم كان يحمل غلالتها قرب قلبة وعيناة مليئة بالدموع.

سجن العصفورةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن