الثانى عشر

3.5K 125 3
                                    

أم السيد خرجت بدون أي كلمة وأغلقت الباب خلفها.
هبة إستقبلت سجنها الجديد ولكنة هذة المرة سجن لة طابع أثري.
أول شيء لمحتة عيناها كان الفراش الكبير المحاط بأربع أعمدة خشبية محفور عليهم أشكال فرعونية بديعة يغطيهم ستارة بيضاء شفافة مربوطة برباط ذهبي عند كل عمود.
فراش مذهل لم تري في حياتها تحفة رائعة مثلة بظهرة المنجد بقماش القطيفة ذو لون أزرق تراكوازى مع لحاف السرير الذهبي الستان والناموسية البيضاء شديدة البياض بقماشها الفاخر أعطوا الفراش فخامة عجيبة.
في طرف آخر من الغرفة كان يوجد صالون كبير منقوش أيضا بألوان ذهبية متداخلة مع درجات متنوعة من اللون الازرق في تناغم مدهش لمحت بابين مغلقين أحدهم علي الجدار المواجهة للفراش والأخر أصغر بالقرب منها.
إستنتجت أنه باب الحمام، حب الإستطلاع دفعها لفتح الباب الآخر الذى لم تتعرف علي طبيعتة في البداية وعندما فتحتة رأت غرفة ملابس كبيرة ممتلئة بملابس رجالية بدل وقمصان و....وجهها أحمر من رؤية ملابس أدهم الداخلية وخفضت عيناها للأرض بحياء.
لكن هناك علي الأرض شاهدت حقيبتين السفر الخاصتين بها اللتان جهزتهما عبير، الحقيبتان كانتا مازالتا مغلقتان.
من غرفة الملابس شاهدت باب أخر مغلق لم تجرؤ علي فتحة ففضولها له حدود.
هبة عادت لغرفة النوم بعد أن أشبعت جزء من فضولها وكانت تشعر بالحيرة فماذا يجب عليها أن تفعل الآن؟؟
صوت عبير على باب غرفتها تطلب الدخول أنقذها من حيرتها.
عبير/ أنا بستأذنك أدخل أرتب حاجاتك وأجهزلك الحمام.
بعد فترة قليلة عبير خرجت من غرفة الملابس تحمل قميص أبيض طويل ستان بحمالات رفيعة وروب يماثلة.
هبة دهشت من رؤية ذلك القميص الغريب فهى لم ترة من قبل.
= الحمام جاهز إتفضلي.
هبة إستمتعت بحمامها وخصوصا بأنواع غريبة من الأعشاب عبير أضافتهم لمياة المغطس لقد عطروا جسدها بعطر خفيف منعش وفكوا تعب عضلاتها من أثر السفر والإجهاد.
خرجت من المغطس وهى تشعر بالراحة والنعاس لفت نفسها في منشفة كبيرة وإتجهت لغرفة النوم. كانت عبير قد خرجت من الغرفة وتركت القميص الأبيض جاهز علي الفراش.
هبة إرتدت القميص الستان الأبيض والروب وإنتظرت عودة عبير كى تجفف لها شعرها.
شعرها الحرير جفف في دقائق وتموج بحرية فى تموجات لطيفة حول أكتافها النحيلة.
رفضت تناول أي أكل أو شرب صلت الظهر ودخلت فراشها خلعت روبها وألقتة بإهمال علي كرسي مجاور لفراشها.
جذبت اللحاف الذهبي الساتان علي جسدها المرهق فأحست بقشعريرة بسيطة من جو الغرفة المكيف ولكن اللحاف أشعرها بالدفء الفوري فنامت فورا.
بعد ساعات طويلة هبة إستيقظت من نومها العميق وكانت تشعر بالراحة وذهنها صافي.
ضوء الاباجورة الخافت بجوار فراشها أنبئها أنها نامت لوقت طويل وأن الوقت أصبح ليلا.
شدت جسدها في حركة تلقائية تنشط بها عضلاتها وتثائبت وهى مازالت مغمضة العينين وأصابعها لعبت في شعرها، كشفت الغطاء عنها بحركة واحدة وأنزلت قدميها إلي الأرض وفي نيتها الذهاب إلي الحمام. قميصها مع النوم أرتفع حتى أعلي ركبتيها فكشف عن أرجلها الطويلة الجميلة.
فتحت عينيها لتبحث عن طريقها للحمام ففوجئت بأدهم يجلس علي كرسي من كراسي الصالون المقابل لفراشها وهو يراقبها.
عندما رأتة وهو يراقبها قلبها خفق بعنف وإرتعشت لدرجة أن السرير إرتعش معها.
لأول مرة أدهم يدخل إلي غرفتها بدون إستأذانها أولا بحثت بسرعة علي روبها كى تلبسة فتذكرت أنها رمتة علي كرسي الصالون بجوار أدهم قبل نومها.
هبة عادت للنوم فورا وغطت نفسها باللحاف حتى ذقنها.
من الواضح أن أدهم كان يراقبها منذ فترة فجاكت بدلتة مخلوع ومرمى بإهمال علي كرسي التسريحة ورابطة عنقة أيضا لحقت الجاكت علي الكرسي.
أكمام قميصة مرفوعة حتى الكوع وقميصة نفسة مفتوح حتى خصرة وشاهدت من فتحتة شعر صدرة الاسود.
لكن المشهد الأهم كان وجود روبها علي ركبتية فأدهم كان يحمل روبها بين يدية وعندما ركزت أكثر لاحظت أنه ملفوف عدة مرات حوال ذراعة في لفات دائرية.
حركتها الفورية بتغطية نفسها باللحاف جعلتة ينهض ويقترب منها ويمد يدة بالروب إليها.
هبة تمسكت باللحاف بإحدى يديها وأخذت الروب منة باليد الأخرى وبسرعة قياسية كانت إرتدت الروب وربطتة حول خصرها بالحزام تحت نظرات أدهم المتفحصة ثم نهضت من الفراش.
هبة من سرعتها ربطت الروب علي جزء شعرها. الروب حبس جزء كبير منه بينة وبين جسدها فمد أدهم يدة وحرر شعرها من الروب.
يدة أمسكت شعرها برفق شديد ورتبة علي أكتافها، رعشة عنيفة هزتها بسبب قربة منها، من لمستة لها فلأول مرة في حياتها رجل يكون بمثل هذا القرب منها ويلمس شعرها.
أدهم مد يدة الأخرى ولمس خدها الملتهب بلطف.
هبة قلبها خفق بعنف مجددا وأحست بالدوار، أرجلها أصبحت رخوة مثل الجلي ولا تستطيع حمل وزنها الخفيف.
أحست بضألتها مقارنة بجسد أدهم الضخم.
هبة اغمضت عينيها وأحست به بيجذبها لحضنة لقد أصبحت أسيرة بين ذراعية.
لتانى مرة في يوم واحد يتم إحتضانها، حضن نجية أشعرها بالحنان لكن حضن أدهم أوقف قلبها عن العمل.
حاولت المقاومة ودفعة عنها لكن مقاومتها كانت ضعيفة جدا أدهم قربها منة لدرجة ان كل عظمة في جسدها لمست كل عظمة في جسدة.
رعشتها وصلت ذروتها في حضنة جسدها كان ينتفض.
فجأة أدهم إنسحب وأدار ظهرة لها وتركها ترتعش حتى أنها أحست أنها ستغيب عن الوعى، إستدار مرة أخري وواجهها قائلا.
= هبة. هبة. أنا. أنا. وعندما لم تسعفة الكلمات دخل غرفة الملابس وأغلق خلفة الباب.
هبة جلست علي السرير، ظلت ترتعش لدقائق، أدهم إستغرق وقت طويل بداخل الغرفة وهى مازالت في إنتظار عودتة إليها.
هبة إنتظرتة بتوتر وكانت تتوقع عودتة الي غرفتها في أي لحظة.
مر أكثر من نصف ساعة وهبة متجمدة من الخوف وخائفة من لحظة رجوعة للغرفة، عبير طرقت الباب بخفة ثم دخلت.
عبير/ أدهم بية بيبلغ حضرتك إن العشا هيكون جاهز بعد ساعة وطلب منى أجهزك.
هبة سألتها بدهشة شديدة.
= أدهم!! أنتى شوفتية إمتى؟؟
= طلبنى في غرفتة من 5 دقايق وبلغنى بالتعليمات.
غرفتة؟؟ غرفتة!! أخيرا فهمت سبب وجود الباب الثانى في غرفة الملابس والحمام فالباب الثانى يوصل غرفة نوم أدهم الخاصة بغرفة الملابس وحمامها.
::::::::::::::::::::
بعد ساعة أدهم كان علي باب غرفة الملابس ودخل منها لغرفتها بدون أن يطرق الباب كأنة يجبرها علي أن تتعود علي دخولة إلي غرفتها بدون إستئذان.
هبة حمدت الله أنها كانت مستعدة للنزول فعبير ساعدتها علي إرتداء فستان حريرى أصفر اللون لة حزام جلدى عريض أسود وإرتدت فوقة جاكيت أسود مثل الحزام وإختارت لها طرحة منقوشة بنفس ألوان الفستان.
أدهم دخل وقيمها بنظراتة فورا ثم قال.
= ممتاز بس حاليا مفيش داعى للطرحة مفيش أى راجل يقدر يدخل بدون إذنى.
هبة لم تتحرك خطوة من مكانها ".طيب وأنت إية؟؟" فكرت مع نفسها.
أدهم إنتظرها تنفذ تعليماتة وتخلع حجابها لكنها مازالت متخشبة فأمرها بلطف.
=هبة سمعتينى، فكى حجابك.
هبة ترددت وأدهم ظهر علية بوادر نفاذ الصبر.
= لو مفكتيهوش هفكة أنا.
هبة فورا خلعت الطرحة وشعرها نزل بقوة مثل الشلال.
ادهم/ أيوة كدة ممتاز.
أقترب منها وأمسك يدها في يدة، هبة حاولت أن تسحب يدها فمنعها أدهم.
= هبة أهدى، أنتى مراتى وهتنزلي أيدك في أيدى.
هبة إستسلمت وكفة حضن كفها وأخذها بحنان واضح ونزل السلالم.
العشاء المعد لهم كان فاخر بكل معنى الكلمة، أصناف وأصناف أهمها كان خروف كامل ينام بفخر علي طبق كبير من الأرز المطهى بعناية وأيضا كان يوجد جميع أنواع الطيور واللحوم المشوية.
طوال عمرها شهيتها للأكل ضعيفه جدا لكن منظر الأكل الشهى مع وجود نجية بجانبها وهى تطعمها بيدها جعلوها تأكل بشهية.
السفرة قدمت لأربعتهم لكن في الحقيقة كانت تكفي جيش كامل من كمية المأكولات التي توجد عليها فكرت في مصير باقي العشاء بعدما ينتهون.
بعد العشاء إنتقلوا جميعا للصالون وبعد فترة أم السيد قدمت الشاي والحلويات.
أدهم سألها بعد أن إنتهت من التقديم.
= لرجالة كلهم أتعشوا؟؟
أم السيد هزت رأسها بالإيجاب وإصرفت لعملها.
هبة أخيرا عرفت مصير باقي العشاء، أدهم كان كريم للغاية مع الجميع وكعادتة يهتم بكل التفاصيل ولا يترك أي شيء للظروف.
طول فترة العشاء كانت مدركة لنظرات سليم المتفحصة وخصوصا لشعرها كأن لونة صدمة.
علي الرغم من جمود ملامحة الواضح لكن هبة إكتشفت الحقيقة تحت جمودة القلب الطيب الذي وهبة كلة لعائلتة.
مازالت تشعر بلمسة يد أدهم علي يدها علي الرغم من مرور ساعة عليها مازالت تتذكر الطريقة التي إحتضنها بها حتى أنفاسة مازالت تشعر بها علي وجنتها.
تجربتها الأولي في اللمس، وجودها بين أحضان رجل دهشتها كانت شديدة عندما إكتشفت أن إحساسها بأدهم لم يكن نفور كما كانت تعتقد، ألم معدتها في وجودة لة سبب آخر حاولت أن تفهمة ولكنها فشلت.
خرجت من افكارها علي صوت سليم يقول.
= أمتى هنبارك علي سليم الصغير؟؟
هبة وجهها أحمر لدرجة لم تصل إليها في في حياتها وهلعها وصل للسماء، سليم الصغير؟؟
نجية نهرتة بلطف
= واة يا أبو أدهم متكسفهاش بقى البنية خجولة الشهادة لله ملاك زى ما أدهم جال مش زى البنات التانية خالص، شوف وشها بجى لونة إية.
أدهم ضحك وتعمد أن يثبت عينية علي عنيها وأجابهم بثقة.
= أطمنكم قريب أوى هتفرحوا بسليم الصغير.

سجن العصفورةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن