سنتان مروا مثل الحلم منذ أنتقالهم، إعتادت هبة الغموض ويئست من الفهم ولكنها دائما أنتظرت أن ينتهى الحلم فجأة كما بدأ وأعدت نفسها لذلك اليوم الذى تجد نفسها فية فى حارتها القديمة مجددا.
مدرستها الجديدة مدرسة بنات الطبقة الراقية جدا، كل شيئ فيها بحساب حتى الكلام، مديرة مدرستها الجديدة مشهورة بصرامتها... فى وقت المدرسة لم تكن تسمح للبنات بأى عمل غير هادف فدائما وقت الطالبات مشغول فى عمل أشياء مفيدة كالدراسة أو القرائة، حتى وقت الراحة فى منتصف اليوم الدراسى الطويل أجبرت البنات على قضائة فى النادى الرياضى الملحق بالمدرسة أو المسبح أو ملاعب التنس(الرياضة والقرائة كغذاء للروح) كان شعار المدرسة وحرصت المديرة على تطبيقة بحذافيرة.
مدرسة مميزة، قلة فقط من إستطاع إدخال بناتة فيها ليس فقط بسبب سعرها الخيالى، لكن السبب الأهم هو شروطها الأخلاقية المستحيلة... معظم البنات إعتبرتها نوع من أنواع السجن، قواعد صارمة لابد أن تتبع.
المدرسة كانت تجربة فريدة ونفذتها مديرة معروفة بشدتها وصرامتها.
وقت الدوام كام من الثامنة صباحا وحتى الثامنة مساءا حتى فى الأجازة الصيفية.
صعقت عندما علمت المبلغ السنوى المدفوع كرسوم للمدرسة لكن ما العادى فى كل مايحدث لها.
المدرسة شغلت كامل وقتها لسنتين وفى الأجازات الصيفية أيضا كانت تذهب لتعلم الإيتكيت وفن ترتيب السفرة ودراسة اللغات بالإضافة إلى البرنامج الرياضى اليومى وإن تبقى وقت بعد ذلك إستغلتة فى تعلم تنسيق الزهور والطهى.
المدرسة كانت تعد سيدات مجتمع جاهزات لتحمل مسئولية الزواج.
الأمتحانات النهائية على الأبواب السؤال الغامض مازال ينهش عقلها.
= إية إللى جاى؟؟ بعد ما أخلص الثانوية العامة هروح فين؟؟ بابا جاب الفلوس منين؟؟
كانت عيونها تسأل لكن نظرات الإرتياح المصحوبة بألم فى عيون سلطان كانت تمنعها من الضغط علية، فى نظرها سلطان هو أشرف وأفضل أب فى العالم لا يمكن أن يكون إختلس من عملة الجديد فى المخازن نهرت شيطانها سريعا.
= يارب سامحني لا يمكن سلطان يعمل كدة، سلطان إللى مبيسش فرض ومربى بنتة على الشرف والأمانة لايمكن يكون مختلس لايمكن يخون الراجل أئتمنة على مالة وحالة وحتى لو إختلس فكيف سمح لهم أدهم بإستخدام الشقة؟؟
الأختلاس ممكن يفسر الترف فى المصاريف والمدرسة أما الشقة فكانت اللغز الأكبر والذى عجزت عن حلة.
لكن كالعادة دفنت أفكارها وشغلت نفسها فى الإمتحانات، شهر يفصلها عن إنهاء المرحلة الثانوية وأيضا عن تحديد مصيرها... الأمر المثير للدهشة حتى لدهشتها الشخصية إنما إندمجت تلقائيا مع وسطها الجديد فلم تظهر مختلفة أو منتقدة فى وسط بنات الطبقة الراقية بل على العكس ظهرت وكأنها ولدت منهم... إندمجت معهم ببساطة تحسد عليها أو ربما لأنها فضلت الإنعزال وعدم التدخل فى شئون الأخريات وشغلت نفسها فقط فى أمور الدراسة فكونت حولها هالة من الغموض فعرفت ب(البنت الجديدة الشاطرة)
لم يكن سبب إنعزالها هو إحساسها بالعار من مهنة أبيها كساعى بسيط أو أمين مخزن ولكنفى أنعزالها كان لتجنب الدخول فى تفاصيل هى نفسها لا تستوعب معظمها... فمن أين لسلطان أمين المخزن البسيط بمثل ذلك المبلغ الخرافي المدفوع للمدرسة أو تلك الشقة الفخمة التى تسكن فيها؟؟
فسرت نظرات الأرتياح فى عيون سلطان لأنة أنقذها من مصير أسوء من الموت تحت رحمة عبدو وتهديدة ووفر لها حياة لم تكن تعلم حتى بوجودها من بيت فخم لمدرسة أغرب من الخيال وخادمة جاهزة لتلقى طلباتها حتى قبل أن تطلبها وأيضا نظرات الألم كانت موجودة فى عينية، ربما ضميرة يأنبة لسبب ما، فضولها غلبها لمعرفتة لكنها فشلت.
= إية السبب يابابا فى نظرات الألم دى؟؟ أنت بتخبيها بس أنا بحسها بفهمها مهما حاولت تخبيها.
= مدام ألماس، مدام ألماس بابا إتأخر النهاردة هو بلغك إنة هيتأخر؟؟
= لا يا أنسة هبة هو مبلغنيش بحاجة.
= أنا قلقانة أوى وموبايلة مقفول، أنا هتجنن، أنا حتى معرفش مكان شغلة علشان أسأل علية.
الدموع سالت أنهار على وجنتيها وتمسكت بهاتف المنزل فى حضنها وسيلتها الوحيدة للإتصال بالعالم الخارجى فهى لا تملك هاتف نقال خاص بها وألماس عادت لعملها بروتنية ولم تساعدها في محنتها.
فجأة رن الهاتف وهى مازالت متمسكة بة فى حضنها... هبة إنتفضت لكنها تمالكت أعصابها ورفعت السماعة بسرعة وردت بلهفة.
= ألو.
رد عليها صوت رجولى هادئ/ أنسة هبة؟؟
هزت هبة رأسها بعنف ثم إكتشفت أن محدثها لا يستطيع أن يراها/ أيوة أنا.
رد نفس الصوت الرجولى بنبرة تعاطف/ أنسة متقلقيش والدك تعب شوية فى الشغل ونقلناة المستشفى.
شهقات الدموع المحبوسة خرجت أخيرا هبة أنهارت تماما.
الصوت أكمل بقلق واضح/ أرجوكى يا أنسة متقلقيش والدك بخير وطالب يشوفك، عربية الشركة هتوصل لحد عندك وهتاخدك توصلك لعندة فى المستشفى.
هبة سألت بخوف/ ممكن أسأل مين حضرتك؟؟
الصوت الهادى رد بعد تردد للحظات/ أنا أدهم البسطاويسى.
عصافير رفرفت فى معدتها مع إجابتة.
:::::::::::::::::::::::::::
ألقت سماعة الهاتف من يدها بدون أى تعليق ودخلت جريا إلى غرفتها كى تستعد للخروج والدموع تغسل وجهها الجميل عيونها الخضراء أصبحت بلون الدم.
فتحت خزنتها وعلى الرغم من الترف الذى أصبحت تعيش فية فى الفترة الأخيرة إلا أنها أكتشفت أنها لم تملك يوما نقود فى يدها أو حتى خرجت للتسوق بنفسها، جميع إحتياجتها كانت تصل إليها من جهة مجهولة لم تضطر يوما للطلب... كانت تستلم ملابس داخلية أحذية، بيجامات عطور وملابس رياضية كل شيئ كان لديها ماعدا شيئ واحد إنتبهت حاليا أنة مفقود وهى ملابس ترتديها عند الخروج.
هبة إنتبهت أنها لمدة سنتين لم تخرج فعليا من المنزل فهى من البيت للمدرسة ومن المدرسة للبيت، حتى أيام الإجازات عندما كانت تذهب للمدرسة كانت ترتدى زى المدرسة وأيضا زيارة المتاحف والمكتبات التى تنظمها المدرسة لزيادة ثقافتهم كانت تذهب أيضا بنفس الزى.
الخزانة المتسعة ممتلئة على أخرها ولكن عندما بحثت عما تستطيع لبسة لم تجد... فى ركن مهمل من الخزانة وجدت فستان بسيط منقوش، الفستان الوحيد الذى أخذتة معها من حياتها القديمة فستان حسنية مازال ينقذها كلما إحتاجت للخروج.
ألماس أبلغتها فور رؤيتها..
= أنسة، حراسة المبنى اتصلوا وقالوا إن فى عربية فى إنتظارك تحت.
هبطت هبة الدرج بسرعة حتى أنها لم تستطع إنتظار المصعد.
فى الأسفل أمام البناية كانت توجد سيارة سوداء فخمة لم تتعرف على نوعها فهى ليس لديها أى خبرة فى السيارات... اكملت جريها بدون توقف فتحت الباب الخلفى وركبت بسرعة.
= حضرتك هتوصلنى لبابا؟؟
السائق أجابها بتردد/ أيوة.
صوتة يذكرها بشيئ ما عجزت عن تحديدة بسبب إضطرابها الشديد أسندت رأسها على النافذة بجوارها وأغمضت عينيها وأكملت بكائها..
فتحت عينيها مجددا على صوت السائق وهو يقول.
= وصلنا.
إنطلقت كطلقة المدفع من السيارة عندما توقف أمام المدرسة، وصلت الإستقبال فى سرعة قياسية.
= غرفة سلطان إبراهيم لو سمحتى.
الموظفة تطلعت للجهاز الموضوع أمامها وقالت.
= 208 الدور التانى اطلعى بالأصانصير.
هبة لم تنتظر إرشادتها للوصول لغرفة سلطان، الدرج أسرع فى الموصول صعدت جريا للدور التانى، عينيها بحثت بلهفة على أرقام الغرف، جريت بسرعة لرقم 208 وفتحت الباب بسرعة ودخلت بسرعة فرأت سلطان نائم ومحاط بالأجهزة من كل جانب فصرخت بإنهيار.
= بابا باباحبيبى
سلطان فتح عينية وأمسك بيدها بضعف ملحوط ثم أغمض عينية مجددا.
تمسكت هبة بيدة بقوة هى حاليا بين نارين فهى ترغب بالبحث عن طبيبة الخاص للإستعلام عن حالتة وفى نفس الوقت خائفة من إفلات يدة خائفة من المجهول فسلطان هو كل عائلتها ولكن لحسن حظها فتح الباب ودخل الطبيب ومعة ممرضة.
الطبيب بادرها يقول فى إشفاق واضح.
= والدك لما جة كان حالة قلبة حرجة جدا بس الحمد لله قدرنا نتدخل وننقذة ودة أمر الله طبعا، لازم تعرفى إن وجودك فى غرفة العناية المركزة ممنوع لكن سمحنا ليكى لأن أدهم بية أمرنا بكدة بس لازم تتبعى التعليمات، المفروض الزيارة هنا ممنوعة علشان كدة أنا بطلب منك تمسكى أعصابك ومتعمليش أى حركة هيستيرية وإلا هتعرضى صحتة للخطر تانى.
هبة هزت رأسها بتفهم عرفانها بالجميل لأدهم يطوق رقبتها فسألت بصوت يكاد يكون مسموع.
=بابا عامل إية دلوقتى؟؟
= والدك عندة مشاكل فى القلب من زمان وكان لازمة عملية بس هو كان رافض يعملها الحمد لله دلوقتى عدى الخطر بس ربنا وحدة إللى يعرف العواقب لو جاتلة نوبة تانية لازم عملية فى أقرب وقت.
هبة قلبها دق بعنف وراقبت بقلق الطبيب وهو يقوم بفحصة ودعت الله فى سرها.
= يارب نجية ليا.
وكأن الله إستجاب لدعائها سلطان فتح عينية مجددا وتكلم بصعوبة.
=هبة عملتى إية فى الإمتحان؟؟
يالله على الرغم من وضعة هو من يطمأن عليها.
= الحمد لله يابابا متقلقش عليا، أنت عامل إية طمنى؟؟
رد سلطان بضعف.
= الحمد لله يابنتى.
ثم إنتبة فجأة.
= هبة أنتى جيتى هنا إزاى؟؟
= عربية الشركة جاتلى البيت ووصلتنى لهنا.
سلطان هز رأسة بإرتياح وأغمض عينية مجددا.
عادت هبة للمنزل قبل الفجر بدقائق قليلة، كانت مصرة على البقاء بجوارة لكن سلطان رفض بصورة قاطعة.
= روحى يابنتى علشان تذاكرى لإمتحانك الجاى لو عوزانى أخف ذاكرى كويس علشان تعرفى تحلى يوم الأحد فى الإمتحان.
مرة أخرى وجدت سيارة الشركة فى إنتظارها وأوصلتها للمنزل ولم تتحرك السيارة من أمام البناية إلا بعدما تأكدت من صعودها لشقتها.
::::::::::::::::::::::::::
خلال الخمس أيام التى قضاها فى المستشفى كانت تذهب إلية كل يوم بنفس الوسيلة، نفس سيارة الشركة وأيضا نفس السائق الذى أحيانا كان يختلس النظرات وتجدة ينظر إليها بتمعن في مرآة السيارة الأمامية حين تلتقى عيونهم فيها وخلال الخمس أيام تلك أيضا لم تبدل فستان حسنية عنها في كل زيارة كانت تذهب فيها إلية.
= نورت البيت يابابا الحمد لله إنك بخير.
هبة إستقبلت سلطان على الباب، أوصلة للداخل إثنين من موظفين الشركة وهبة أوصلتة لسريرة.
على الرغم من أنة خرج من المستشفى لكن حالة سلطان لم تكن على مايرام وكأن هناك سنوات عدة أضيفت لسنوات عمرة الخمسة والأربعين.
أخيرا إنتهت الإمتحانات وهبة فى أنتظار النتيجة بقلق شديد فحلمها كان دخول كلية الهندسة لتحقيق حلم سلطان فى أن يراها مهندسة... ماكان يقلقها فعليا هو التفكير فى أنتظار المجهول.
شغلت نفسها بالتركيز على صحة سلطان وتعافية وركنت خوفها وقلقها فى جانب مظلم من عقلها.
أخيرا وصل يوم الحسم وهبة تفوقت بامتياز فمجموع درجاتها تخطى ال97%.
الحمد لله سلطان بدأ في البكاء، بكاء على سبعة عشر عاما قضاها فى حلم وأخيرا تحقق حلمة... الحمد لله إستطاع إستكمال رسالتة معها، الحمد لله هبة نجحت بتفوق وستلتحق بالجامعة بكلية الهندسة كما تمنى دائما.
:::::::::::::::::::::::::
مضى شهران منذ ظهور النتيجة وهبة قبلت في كلية الهندسة وسلطان أصر على إلحاقها بجامعة خاصة على الرغم من مجموعها الكبير الذى كان يمكنها من دخول أى جامعة حكومية تريد.
الفصل الدراسى الأول سوف يبدأ مع بداية الأسبوع المقبل... مشكلة هبة الأبدية هى الأسئلة بدون جواب.
= بابا هيتصرف إزاى؟؟ صاحب الشقة هياخدها أمتى؟؟ والسؤال الأهم هلبس إية فى الكلية أنا معنديش لبس.
منذ خروج سلطان من المستشفى ولم يخرج من غرفتة إلا نادرا حتى أنة لم يستطع الذهاب إلى عملة ورفض العودة لإجراء العملية على الرغم من ضغطها علية مرارا لكنة عنيد لدرجة كبيرة وفشلت فى إقناعة حتى أنها فكرت فى اللجوء لأدهم البسطاويسى فلربما يقنعة لكنها جبنت وتراجعت ستحاول معة مرة أخرى.
كانت تستعد للذهاب إلية وتحضر الكلام الذى سوف تقنعة بة لكى يجرى العملية عندما أبلغتها ألماس أنة يريد رؤيتها فورا فى غرفتة.
هبة طرقت باب غرفة سلطان ودخلت.
= بابا بعد إذنك حضرتك طلبتنى؟! أنا كمان كنت عاوزة أتكلم معاك فى موضوع.
أشار لها سلطان بالدخول فجلست بجانبة وأخدت يده بين يديها بحنان.
= بابا معلش بس أنا زى ما أنت عارف هدخل الكلية قريب والكلية يعنى مفيهاش زى موحد زى المدرسة أنا هعمل إية؟؟ كمان أنا عمرى ماخرجت لوحدى هروح إزاى؟؟
سلطان كأنة إنتبة لأزمتها فالتفكير والإحساس بالذنب يضربوة وألم صدرة يزداد وأصبح يتنفس بصعوبة وفكر فى ألم.
= لازم أقول لها، هبة لازم تعرف النهاردة هى تمت 18 والسر إللى أنا شلتة سنتين لازم يتعرف أنا قررت أعترف خلاص.
ذنب سلطان أصبح عبئ لا يطاق، أحس أن الهواء نفذ من الغرفة فجذبها أقرب إلية وقال بضعف.
= هبة سامحينى أنا عملت إللى عملتة علشان مصلحتك والله... أوعى تكرهينى فى يوم من الأيام، هبة أنا بحبك وخوفت عليكى، لولا إللى أنا عملتة كان زمان عبدو أخدك منى.
وجهه أصبح أزرق بلون مخيف فصرخت هبة بين دموعها.
= بابا أرجوك متكملش أنا هطلب الإسعاف، بابا مش مهم أى حاجة أنا مسامحاك ومهما تعمل أنت فى نظرى أحسن أب فى الدنيا.
سلطان أصر على الكلام.
= هبة إسكتى. مفيش وقت. لازم تعرفى منى الحقيقة. لازم أعرف أنك سامحتينى قبل ما أموت.
بكل العزم الموجود فى الدنيا سلطان ضغط على نفسة من أجل أن ينطق بالحقيقة وصوتة كان مهزوز وبيقطع.
= هبة. هبة سامحينى. الحقيقة الوحيدة إللى لازم تعرفيها إن. أنك. إنك. زوجة أدهم البسطاويسى. من سنتين.
أخيرا سلطان أرتاح من الكابوس المخيف، أخيرا تحرر.
مع أخر حرف نطقة اللون الأزرق الموجود فى وجهة إختفى وتبدل بلون أبيض باهت وتحجرت عيناة.
هبة صرخت بأعلى صوت لديها.
= باااااااباااااااااااااااااا.
![](https://img.wattpad.com/cover/326538295-288-k179797.jpg)
أنت تقرأ
سجن العصفورة
Roman d'amourلقد سجنتك فى دنياى فأصبحت أنا سجينك. وعدت كالرضيع أتمنى حنانك. لسنوات أنتظرت رضائك فكنت كالغريق أتعلق بثيابك كالطفل التائة فى رحابك. لكننى كنت سجانك... فظلمت نفسى وظلمتك. فهل ستحبين يوما سجانك؟؟ فأصفحى عنى وأستردى الأن حياتك سأتحمل اللوم راضيا عن إح...