ينهي "چاد" المكالمة الهاتفية التي أجرها أمام أفراد عائلته الجالسين على أعصابهم بإتتظار الخبر اليقين ...يتصاعد هتاف الخالة "چشم" المتوتر بينما يشرع "چاد" بجمع متعلقاته الهامة بنية الرحيل :
-ما الأمر چاد ؟ تكلم هاشم و ريّان كيف هما ؟ هل أصابهما مكروه ؟؟!!
طمأنها "جاد" بصوتٍ أجش :
-لا يقلقنك شيء يا خالتي. كلاهما بخير و أنا ذاهب إليهما من فوري !
قامت "چشم" متجهة نحوه و إعترضت طريقه قبل أن يخط خطوة أخرى قائلة بتلهف :
-سآتي معك. أريد أن أرى أبني !
تملك "چاد" قليل من الإنفعال و هو يصيح بها :
-هذا لا يمكن يا خالتي. لا يمكن أن تأتي معي بالتأكيد. أولًا ليس من شأنك ذلك و ثانيًا هاشم لن يسر طبعًا إذا رآك حيث هو. أنا سأذهب لأكون إلى جوارهما و لن أعود إلا معهما !
و أزاحها من أمامه بلطف حازم و إنطلق مسرعًا إلى الخارج، لتبقى "چشم" بمكانها يزداد تشنج جسمها و هي تحدق في إثره بنظرات قلقة
ثوان و كانت شقيقتها "فاتن" تقف إلى جانبها، أحاطت كتفيها بذراعيها متمتمة بصوتها العذب :
-إهدأي يا چشم. أهم شيء أننا أطمأنينا على أبنائنا.. سيرجعون سالمين بإذن الله
إنضم لهما صوت أختهما الثالثة :
-طالما أن هاشم كف يداه عن إبني فأنا أؤيدك فاتن !
تنظر "فاتن" نحو "آسيا" التي لم تفلح بالسيطرة على إرتباكها الشديد.. كالعادة لا يمس دفاعاتها سوى محرد تهديد لسلامة أحد من أبنائها !
تنهدت "فاتن" و لم تبخل عليها هي الأخرى بالمواساة :
-لقد أكد لنا چاد تسوية الأمر بين هاشم و ريّان. لا تقلقي لابد أن ثمة ما حدث هدئ الوضع بينهما و مهما يكن سنعرفه عما قريب ! .. و إستطردت متطلعة حولها :
-أين ذهبت چمان ؟ كانت هنا للتو !
ترد عليها إحدى توأمتي الخالة "هدى" :
-ما إن رحل چاد حتى توجهت في صمت نحو الخارج. لقد رأيتها تصعد الدرج ربما قصدت غرفتها
لتشارك "هدى" بالحوار باللحظة التالية :
-و تلك الدكتورة صديقة فرح لا زالت برفقة ناهد !
تجهمت "فاتن" عند ذكر زوجة أخيها المجرمة.. قالت بإمتعاض واضح :
-دعوها معها أنى شاءت. خيرًا لزوجة أخي أن تفصح عن كل شيء للدكتورة غادة ربما تساعدها قليلًا عندما يعود هاشم و تواجهه بجرائما !
_______________________
كانت منازلة عنيفة و دامية... أسفرت عن رقود أحد فردي الحراسة عظيم القوي، و ترنح الآخر من شدة الضرب الذي ناله على أيدي "هاشم" تارة و "ريّان" تارة أخرى و أحيانًا على أيدي كلاهما
أنت تقرأ
كيف أقول لا!
Romanceلم يتبقّى سوى أيامٍ على ليلة زفافها، كابوس عاشت به منذ نعومة أظافرها، متاهة بلا نهاية خالت بأنها ستظل حبيستها للأبد، لكن.. لا شيء يدوم للأبد و جاء اليوم الذي صرعت فيه هذا الكابوس، و كسرت قيودها و غادرت المتاهة، لم يكن هذا بلا ثمن بالطبع فقد كابدت أب...