الفصل الاول
تجنبت نور الخروج من غرفتها لتفادي لقاء والدها ،كان والدها زهير يحب والده حبا حتى العبادة ،كان اصغر اخوته واخواته وكان اكثرهم سعادة بتنفيد طلبات والده ،لذا كان اكثر من حصل على الحظوة عند العجوز سليم ،وكان اكثر من حصل على المال من بين اخوته ،كل هذا كانت نور تعلمه وكانت تخاف غضب والدها ،فالى جانب لطفه الزائد احيانا وطيبته الكبيرة كان صعب المراس عنيدا متطلبا على اولاده لايحب الخطا ويعاقب عليه ،ولا يرضى بتجاوز الصغار لاوامر الكبار ،كانت نور تخافه بقدر ما كانت تحبه احيانا كانت تشعر بانه متناقض ،حاولت دراسة شخصية والدها المعقدة بحزم ،اذ كانت دراسة شخصيات المحيطين بها هوسا فقد كانت تحاول اسقاط ما تتعلمه في كلية علم النفس على واقعها والمحيطين بها ،لكنها لم تفلح في تحديد شخصيته وكيف يفكر واكتفت لتفادي احراج نفسها بنظرة عامة لشخصية والدها اعترفت لنفسها بانها محظ هاوية غرة ليس الا وهذا هو المتوقع من طالبة صغيرة مبتدئة ،هذا جعلها ترفع راسها لنجاحها بتغطية فشلها ،اقنعت نفسها انه يعتبر نجاح ايضا اعطاء مسوغات ومبررات للفشل ،واعتبرت شخصية والدها شخصية قوية في حدود وضعيفة في حدود ،لم تعلم ان كان حكمها هذا منطقيا لكنه ما وصلت اليه في دراستها الفاشلة لوالدها.
اجتمع افراد عائلتها على طاولة العشاء ،اخوها عدنان وامها ووالدها ،افتقد والدها نور فسال زوجته خالدة "اين نور ؟"ردت الام "في غرفتها قالت بانها لا تشعر بالجوع "مضغ زهير طعامه وقال "هكذا "،تكلم عدنان "ابي هل استطيع ان اسالك امرا ؟"اجاب الوالد على الفور "طبعا يا بني "قال عدنان "دعاني صديق لي ان امضي بضع ايام عنده لاساعده في مشروع صغير بداه هل استطيع الذهاب "سال الوالد "من هو ؟"رد "علي "فكر الوالد وقال "اتذكره انه شاب ذكي ومهذب يمكنك الذهاب "ابتسم عدنان سعيدا وقال "ساغادر غدا اذن "بلعت خالدة طعامها منتظرة رد زهير ،"سكت الوالد لبعض الوقت حتى انهى طعامه وقال "بعد غد حفلة عيد ميلاد جدك هل تفكر في تفويتها "تردد عدنان وقال صادقا "ابي لن يؤثر غيابي على الحفلة ابدا اما صديقي ....."قاطعه والده وقال "يمكن لصديقك الانتظار الحفلة ليوم واحد فقط وبعدها انت حر في التصرف في وقتك كما تشاء "تابع زهير تناول طعامه بهدوء ،فكرت خالدة ماذا ان علم بتفكير نور ورغبتها في الغياب عن الحفلة ،فكرت خالدة في تلطيف الامر فقالت "عمي بلغ الثمانين ولا زال يرغب في الحفلات "رد زهير "ان هذه الحفلات عنده اكبر من مجرد الاحتفال بعيده ان اكثر ما يريده هو اجتماع اولاده واحفاده على طاولته "تململت في كرسيها وقالت بصوت يكاد يكون همسا "لذلك حضور الجميع اجباري "رد "طبعا هذا مؤكد "اخدت جرعة ماء وقالت "نور ......نور لا تريد الحضور "وضع والدها ملعقته على الصحن وقال "هذا ما تريده هي. "سالت الام "الا يمكنك السماح بغيابها تقول انها مشغولة ب..."رفع بصره الى خالدة وقال "ليست مشغولة بشيء فيما تفكر تلك الفتاة؟" بلعت ريقها وقالت "تقول ان والدك يريد تزويجها "سال "وماذا في ذلك ؟"سالت الام "هل هذا صحيح ؟"رد عليها "انها في الرابعة والعشرين هذا وارد جدا ثم لوالدي طريقة خاصة في اشعار احد بانه دخل في مخططاته "فكرت خالدة" ان كلامه يشبه كلام ابنته والاسوء تفكيرها اصاب يا الهي "لم تجبه خالدة فسالها "هل لديك اعتراض من نوع ما "ردت "لا بالطبع لا "،لكن الام كانت قلقة على ابنتها ولم ترغب في ان تجبر ابنتها على فعل امر لا تريده لكنها اثرت الصمت على البوح بافكارها لعلمها ان هذا البوح لن يخلف خيرا ابدا ،تكلم عدنان "اذن لست الوحيد الذي مل تلك الحفلات "حدجه والده بنظرة جمدت حركته ،فقال زهير "ان احترام والدي من احترامي هل هذا واضح "رد عدنان "طبعا طبعا "التفت الى خالدة وقال "بالنسبة لنور فوالدي يفكر في مصلحتها اولا واخيرا واذا اراد تزويجها فلن اعارضه هل تفعلين انت ؟"لم تجبه خالدة فكرر السؤال "هل تفعلين ؟"ردت عن كره "لا طبعا لا "رد عليها زهير "جيد لن تعيد نور ابنتي ما فعلته نور اختك ابدا "،كانت خالدة تعرف طبع زوجها وعناده اذا تعلق الامر بوالده ،وكانت تعرف عناد ابنتها وتعنتها اذا تعلق الامر برغباتها ،يمكن اجبار مريام على حضور الحفل لكن كيف يفكر في اجبارها على الزواج ،تكلم عدنان "والدي تعلم لا يمكنك اجبار الحصان على الشرب "ساله بشيء من التوتر "ما قصدك عدنان "رد "ابي من معرفتي لاختي فانا اكيد انك ستجد معارضة شديدة "وقف زهير غاضبا "لم يتقرر امر بعد الى ذلك الحين فلنتجنب الحديث عن هذا الامر خاصة امامها اما الحفلة فستحضرها ان ارادت ذلك ام لا "ونظر لزوجته وقال "افهميها الامر "قال هذا الكلام وانصرف لغرفته،تكلم عدنان "اشفق على اختي ،اخبريها انه لا داعي للاختباء في غرفتها لان الامر محسوم"قال هذا وانصرف هو الاخر ،بقيت الام وحيدة على مائدة الطعام تفكر هل ستقوم نور بما قامت به اختها؟ واذا فعلت هل ستشجعها كما شجعت اختها ؟لم تريد الاجابة على السؤال الذي طرحته على نفسها وتركته معلقا .......
أنت تقرأ
رواية المخبأ خلف الايام لكاتبة مريم نجمة
Любовные романы"ردت الام "ان جدك انسان طيب "قالت نور ترد على امهما "يمكنني تقبل كرمه وعناده وغروره وحسناته القليلة وسيئاته الكثيرة لكني ارفض فكرة تدخله في زواجي رفضا قاطعا ،لذا وحتى اجنبك واجنب والدي الاحراج لن احضر "تنهدت الام وقالت "على كل حال لقد بلغت الرابعة و...