🌹الفصل الرابع🌹

321 11 0
                                    

الفصل الرابع
على الطاولة الواحدة توزعت وتشتت افكار الجميع،تبادل الجميع نظرات تائهة ،فكرت نور "الحفلة الاخيرة يجب ان لا تؤثر في حياتي نتائجها "،فكرت خالدة "كيف سامح نور منذ متى كانت تتصل به ،هل هذا اعلان عن توقفه التدخل في شؤون اولاده واولادهم " ،نهض عدنان وهو يتابع سارة بنظراته التى نهضت فور نهوضه ،سالته "هل اشتريت هدية لجدي؟ "قالت هذا وتابعت سيرها معه،فكر ان يقول نعم لكنه تذكر كذبته فقال "لا ليس بعد لازلت حائرا "قالت "الحيرة تملكتني ايضا اشتريت له هدية بسيطة لكنها ستكون تافهة لان الحفلة هي اخر حفلاته "،تساءل عدنان هل هي حائرة حقا ام انها تدعي ذلك ،نظر الى عينيها الصافيتين شعر لاول مرة بانجداب لها ،فكر لا انها لاتعجبني ربما لانها قريبة مني تاثرت قليلا علي ان ابتعد حالا ،عندما هم بالكلام للاعتذار وتركها ،قالت "وانت مارايك عدنان ؟"رد عليها "تساليني ؟"ردت "هل هذا ممنوع ؟"رد حائرا "لا "قالت "فكرت يمكننا الاشتراك في هدية مناسبة مادمت لم تشتر هديتك بعد"،تنهد وبعد تفكير قال "حسن يمكننا ذلك جهزي نفسك لنخرج "ابتسمت سعيدة وقالت "حالا " راقبها وهي تسرع لغرفتها قال يوقفها "هذا ليس هروبا من الاعمال والتحضير للحفلة اليس كذلك "ضحكت وقالت "من يرفض الهروب من الاشغال الشاقة ليستمتع "اختفت سارة ،لم ينتبه عدنان لنور وهي تقف خلفه تراقبه ،ابتسمت له ،رد ابتسامتها دون ان يقول شيءا فقالت "اخي العزيز الا يمكنك الرؤية لابعد من انفك "سالها حائرا ماذا تقصدين؟"ردت "ربما هي كانت بحاجة لحجة وسبب مقنع لتكون الى جانبك اما انت فبحاجة لتصدق اي حجة وسبب لبقاءها معك من غير ان يكون السبب مجرد رغبة منها ان تكون برفقتك "وقف حائرا امام كلامها وقال "اختي العزيزة لست غبيا لكن كلامك يحتاج للكثير من التركيز لافهمه"ردت "لا لست غبيا لكنك تحتاج فقط لان تنظر للامور بتجريد بدون اي خلفيات وافكار مسبقة "سالها "ماذا تحاولين ان تقولي لي "رفعت راسها لسارة التى كانت تنزل الدرج وقالت "لن افسد عليها الامر "ابتسمت لها نور وقالت "اتمنى لك وقتا سعيدا قد نلتقي مساءا لاني ساخرج لاقتناء هدية لجدي انا الاخرى "ردت سارة "اتمنى ذلك لكني لا اعتقد ان عدنان سيحب اطالة الامر "كانت سارة تعرف طباع عدنان تقريبا كلها ،ابتسمت نور وقالت "انت محقة فهو ليس صبورا اسمع عدنان امنحها الوقت كله لا تتذمر اثق ان ذلك سيكون بعد خروجك من المحل الثاني "ضحكت سارة وقالت "انت محقة تماما هذا هو ما اعتقده ايضا "رد عدنان "حسن حسن انا الضعيف هنا لن اغلبكما اعرف ذلك "ضحكت الفتاتان بمرح ،وخرج عدنان برفقة سارة .
انشغلت نور مع الجميع في التحضيرات للحفلة ،وفي حدود الساعة الرابعة خرجت للتبضع ،اشترت ثوبا غاليا لترتديه في الحفلة ،واشترت اوراق رسم والوان وهدية لجدها التى اختارتها ان تكون البوم صور كبير،ولدى عودتها انشغلت عن الجميع بجمع كل صور جدها مع افراد عائلته ووضعه في الالبوم ،فكرت وهي تغلف الالبوم رغم ان الهدية متواضعة الا انها تحوي اكثر ما يحبه جدي عائلته لذا اظن انها ستعجبه ،تنهدت وقالت وهي تشعر بشفقة على جدها "لولا تدخله في زيجات اولاده واحفاده لكنت اكثرا لطفا معه فبالرغم من كل شيء احبه واعتدت على حفلاته ولو لم اكن قد دخلت مخطاطته لكنت عارضته بشدة "،وخرجت من غرفتها و ذهبت للبحث عن اخيها عدنان لكنها لم تجده ابتسمت وقالت لنفسها "لعله بدا يتجاوز عقدته مع سارة "لم تر اخاها سليم وهو يخرج من غرفته الى ان ناداها،ابتسمت له وقالت وهي تسرع اليه "اشتقت اليك اخي "ابتسم لها سليم وضمها وقال "اختي العزيزة الفريدة نور اشتقت اليك كثيرا ، لم نحضى بوقت للكلام معا"ردت "انت محق كيف حالك ؟" قال وهو ينزل معها الى الاسفل "انا بخير الاحق عملي ومرضاي "سالت نور "الا تتذمر جهينة بتاتا من كثرة انشغالك "ضحك وقال "جهينة ؟لا ابدا انها الطف من ان تفعل ذلك"كانت نور تعلم ان جهينة اكثر قريباتها هدوءا واتزانا وكانت تبعث في نور شعورا بالملل لذا كانت اطول فترة قضتها معها هي نصف ساعة وهذا يوم زواجها ،وكان حديثهما سطحيا ،سالت نور اخاها بجراة "الا تبعث فيك الملل "سال "من ؟"ردت "جهينة"ابتسم وقال "لم تتغير نظرتك لها "ردت "انت كذلك لم تكن متحمسا لزواجك منها كما اني واثقة انك كنت سترفض لولا خوفك من والدي وهو فقط ما منعك "قال لها سليم "ربما لاني لم اعرف جهينة جيدا "سالت "هل تعني ؟"قال وهو يضربها برفق على ظهرها "عزيزتي لا زلت صغيرة لتعرفي عمق الحب انه ياخد اشكالا متعددة وياتينا في اوقات مختلفة وليس شرطا ان نحب لنتزوج في رايي اجمل حب هو ذلك الذي ياتي متاخرا قليلا ذلك الذي ياتي بعد الزواج "احتارت نور في كلام اخيها ،اعترفت لنفسها جهينة جميلة لا بل انها اجمل امراة هنا اعترفت على مضض انها حتى اجمل منها ،لكن ان يحب سليم جهينة ذات الشخصية المملة فهذا كان غير متوقع بتاتا ،لم تساله يوما عن زواجه وعن زوجته ،لكنها اليوم لما بات الامر يعنيها بدرجة ما فقد اصبح يهمها اخد فكرة عن حياة الجميع بعد زواجهم المدبر ذاك،نزلت الدرج مع اخيها بينما كانت الساعة تدق دقتها السادسة فكرت وهي تنظر لجهينة التى رمقت زوجها الذي كان ينزل الدرج بنظرة حب جليه ،فكرت ان هذا ليس مشجعا ابدا ......
اقتربت نور من جهينة ابتسمت لها قائلة "اظن الحفلة ستكون مميزة " فكرت نور ان هذه طريقة سخيفة لبدء حوار ،ابتسمت جهينة وقالت "ربما "،وسكتت فكرت نور "انها قليلة الكلام "وقالت "ستكون الاخيرة "قالت جهينة "سمعت بالامرانه قرار جدي واعتقد انه يعرف ما يفعل "تنهدت نور انها لا تشجع على الكلام ،تركتها وذهبت لرؤية امها في المطبخ ،كانت منشغلة لذا لم تلتفت لنور ،شعرت نور بملل قاتل ،فكرت ان هذه الحفلة ستكون مملة جدا،ذهبت للمكتبة لعلها تجد جدها ،كانت تريد ان تفهم اسباب قرار جدها الاخير ،دخلت للمكتبة ،وجدت هناك شابا طويل القامة يقف عند المكتبة وبيده كتاب ،نظرت اليه انتبه اليها،كان اول ما لفت انتباهها وسامته الطاغية بشعره الاسود الناعم وعينيه المميزتين ،بلعت ريقها ،وهي تتساءل من يكون ،ابتسم وقال "هل من عادتك ان تتسمري عندما ترين شابا لا تعرفينه"لم تجبه شعرت وان عقلها يرفض التجاوب معها واعطاءها ردا مناسبا ،ضحك وقال "يا فتاة ما بك هل رايت شبحا "فكرت نور انه مغرور ثم ماذا سيعتقد اني وقعت في هواه من اول نظرة ،عندما احست ان عقدة لسانها لن تنفك غادرت المكتبة بسرعة خاطفة ،اقفل الكتاب وسمع صوت العجوز يقول "هذه نور ابنة خالتك "قال الشاب "هل هي بكماء ؟"رد الجد "لا"قال الشاب "تبدو مملة جدا جدي هل جميع احفادك مثلها "ضحك الجد وقال "اعتقد انك تشبهها قليلا "جلس الشاب قال له الجد "اذن هل اعجبتك كتبي ؟"رد الشاب "انها قيمة "سكت ثم اضاف
"جدي هل اخبرتك امي بسبب لجوءها اليك "رد وهو يضع يديه على المكتب "لا لكني اعلم ان الامر خطير والا لما استسلمت وقررت العودة وطلب الغفران "تنهد الشاب وقال "يمكنك التاكد من ذلك جدي الامر يتعلق بقضية امسكها والدي رحمه الله "نظر اليه الجد بجدية وقال "تابع "تابع الشاب قائلا "كانت القضية تتعلق بجريمة قتل وكان يدافع عن المتهم الرئيسي فيها والدي انذاك كان متيقنا من براءة المتهم لذا امسك القضية وتابعها حتى تبين ان وراء هذه الجريمة عصابة وان المقتول كان عضوا فيها ثم تمرد عليها واخد غنيمة ضخمة من عملية قاموا بها المتهم كان مجرد موظف عادي في شركة المقتول عندما كاد ان ينجح في القضية قتل اما المتهم فحكم عليه بالمؤبد "قال الجد "اذن اقفلت القضية "رد الشاب "لا لاني وجدت مغلفا في غرفة والدي في خزنته كانت امي متعلقة بابي كثيرا لذا احتفظت بكل شيء يخصه وبالصدفة قمت بالقاء نظرة على محتويات الخزنة عندما وجدت تلك الاوراق درست القضية واعدت فتحها اعتقادا مني انه بامكاني اخراج البريئ "سكت ثم تابع "عندما بدات الاجراءات وفتحت القضية وصلني تحذير ولما لم اهتم به وتابعت قاموا باحراق منزلنا من حسن الحظ اني وامي كنا خارجا والا كنا احترقنا بالكامل ،اصرت امي على معرفة ما يجري ولما شرحت لها الامر حاولت منعي لكني رفضت عندها قررت العودة لمنزلك واحضرتني معها "فكر الجد وقال "تريدني ان امنعك من المضي في القضية اليس كذلك "رد الشاب "هذا تماما ما اعتقده ففكرة انها تريد الاختباء عندك لم تقنعني " ابتسم العجوز واتكا على الكرسي وقال "وانت تريد مني عدم التدخل في الامر "ابتسم الشاب لذكاء العجوز وقال "افهم رغبتها في حمايتي لا زلت اذكر بكاءها على والدي وهي للان لم تستطع نسيانه لكني بدات امرا وساكمله للنهاية يستحق المتهم ان تثبت براءته وان يعود لاسرته ويستحق والدي ان يرتاح في قبره "فكر الجد ،كان الشاب لايزال في انتظار رد الجد ،الا ان الجد اجل الرد عليه وقال "اليوم هو عيد ميلادي الثمانين انه اخر عيد احتفل بها فلنحتفل اليوم من غير ان نفكر في امر اخر وغدا ساجمعك بوالدتك وساخبرك برايي "لم يقل الجد كلمة قراري لانه كان يعلم ان الشاب عنيد وكان بامكانه رؤية الاصرار في عينيه لذا كان متاكدا ان اي قرار يخرج عن الموافقة على رايه بمتابعة القضية لن ياخذ به ابدا ،لذا كان هذا اسلم بالنسبة للجد خصوصا وانه كان يفكر بمشاريع اخرى لهذا الشاب ،فكر ان ظهوره في هذا الوقت بالذات لم يكن صدفة بتاتا ،في الوقت الذي استبدت به الحيرة بخصوص نور حفيدته ،كان واثقا تماما ان غرورها اكبر من ان يرضيه احد من اقاربها ،ظل يتابعها في حفلته السابقة اعتقادا منه انه قد يرى منها ميلا لاحدهم لكنه لم يلاحظ شيءا ابدا كانت تعاملهم كما تعامل اخويها تماما ،كان يعرفها ويعرف طبعها كانت تذكره بنور خالتها ،لكن عندما ورده اتصال نور ورغبتها في العودة مع ابنها البالغ ثلاثين عاما عادت اليه حيويته ،الان انه متاكد من ان الشاب سيرضي غرور نور كان يامل فقط ان ترضي نور غرور الشاب وان لا تكون هناك فتاة اخرى في قلبه ،كان الشاب لايزال يحدق بالعجوز فتابع الجد وهو يخرج نفسه من تصوراته وافكاره "ما رايك ؟"رد الشاب "حسن جدي سانتظر للغد ".

انتهى الفصل

رواية المخبأ خلف الايام لكاتبة مريم نجمةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن