🌹الفصل السابع عشر🌹

128 4 0
                                    

الفصل السابغ عشر
وصلت نور الى منزل جاد بدون ان تتبادل مع جاد كلمة واحدة ،كانت ترمقه بنظرات من حين الى حين ،تمنت ان يبادلها على الاقل النظرات ،لكنه طوال الرحلة لم يعرها لحظة واحدة نظرته،وضعت يدها على مقبض الباب وقالت "ماذا بعد جاد ؟"لم يرد جاد ،فتحت الباب ودخلت بهدوء يخفي ثورة داخلها ،سمع جدها الباب فاسرع للباب ،استقبل نور بابتسامة هادئة وقال لها "عزيزتي نور وصلت اخيرا "اسرعت نور اليه تعانقه ،وبدات بالبكاء بضعف ،قال جدها "اهدئي صغيرتي كل شيء سيحل لاتقلقي "احاطها بدراعه وادخلها غرفة المعيشة ،بينما حمل جاد حقائب نور الى غرفتها،وبقي في غرفتها لبعض الوقت كان يتالم بدرجة كبيرة ،بسبب نور ومن اجلها ،خانت ثقته ومع ذلك قلبه كان يخون ثورة عقله ورفضه لفعلتها،كان غاضبا من نفسه اكثر من غضبه من نور ،سيغادر المنزل بعد ان تتوضح لنور الامور كلها ،لايعلم ان كان سيعود بعد هذا ،وان كان سينجو او ان ذهابه بدون عودة ،نزل بعد مدة لغرفة المعيشة ،كان الجد جالسا بمفرده ساله جاد "اين نور ؟"قال الجد "في المطبخ تريد اعداد ما يؤكل "قال جاد وهو يجلس "تريد الانفراد بنفسها "لم يرد الجد واكتفى بابتسامة ،قال جاد "اذن ماذا قالت ؟"قال الجد "لم تقل شيءا استمعت فقط "ساله جاد "هل هذا ماتوقعته ؟"قال الجد "توقعت انها ستثور وترفض وتتمرد يبدو انها متعبة ،متعبة جدا "قال جاد "ساذهب لاراها لاني ساغادر بعد ان اتصل بفهد "قال الجد "حسن افعل ذلك" وقف جاد وخطى مغادرا الغرفة ،عندما دخل المطبخ وجد نور جالسة الى الطاولة منكسة راسها ،جلس الى جانبها وقال "لاتستطيعين الطهي ان لم تتوفر اللوازم "،كان المطبخ خال مما يؤكل ،قالت بدون ان ترفع راسها "صحيح يجب التبضع "ابتسم وقال "انت تعشقين التبضع "،قالت وهي ترفع راسها "انا اسفة لم اقصد ازعاجك لقد خلفت وعدي لكني اقدر كل شيء ثق بهذا"قال جاد "انا لازلت غاضبا لكن من نفسي اكثر "قالت "وانا ايضا غاضبة من نفسي اظنني بحاجة للتاديب كما قلت "قال جاد "نور "وسكت ابتسمت لاول مرة منذ دخول جاد وقالت "انت لست جيدا في لحظات الوداع بالفعل "قال جاد "هكذا" ردت "هكذا "،وسكتا معا كانا ينظران الى بعضهما البعض بصمت ،الى ان قالت نور "ستعتني بنفسك اليس كذلك ؟"قال جاد "سافعل "قالت "ولن تقترب من القضايا الخطيرة بعد هذه القضية "رد جاد "سافعل "قالت نور "انت ستفي بوعدك لي "،وسمحت للدموع بالانهمار على وجهها ،رد جاد "سافعل لست مثلك ناكثا للوعود لا تقلقي "ضحكت نور وقالت "هذا جيد "ابتسم جاد وقال "هذه الصورة اعتقد ان سارة كانت لتتخلى عما تملك لتلتقطها "قالت "ماقصدك؟ "قال وهو يمد يده لوجه نور ويمسح الدموع "اتكلم عن تلك الضحكة التى اخترقت نهرا من الدموع " رفعت يدها ليد جاد وقالت " اشتريت لها خاتم خطوبة على ذوقي "قال جاد "هذا ماكنت تفعلينه في محل الجواهر "قالت "اجل "قال جاد "سنحضر معا حفل خطوبتهما " قالت نور "هل سامحتني "قال برقة "ليس بعد يجب ان يمضي بعض الوقت اولا "قالت "هكذا "رد "هكذا "،سحبت يدها وقالت "سانتظر عودتك ومسامحتك "قال جاد " عليك الامتثال لاوامر جدك لاكون اكثر اطمئنانا "قالت نور "سافعل لا تقلق "رد عليها وهو يقف "ساجري اتصالا بفهد واغادر لااريد رؤيته يتبجح امامي بانتصاره "وقفت وقالت "لن امنحه شيءا لا تقلق فقط الكلمات المهدئة التى يحتاجها اي مريض "قال لها "انت لست طبيبة "تنهدت وقالت "ساحاول ان ابرع في مجالي وسامضي اوقات فراغي بالقراءة عندما اخرج للتبضع ساشتري كتبا لاختصاصي "قال جاد "حسن تفعلين "وتحرك الى الردهة حيث امسك الهاتف ،اجرى الاتصال ،كان من رد عليه رجل من مكتبه وليس فهد ،ترك جاد رسالة لفهد قال فيها "انها موافقة"،واقفل الخط التفت ليجد نور واقفة خلفه تماما ،رفعت بصرها اليه فوضع كلتا يديه على وجهها وقال "حسن نور علي المغادرة الان "رفعت نور بدورها يديها الى وجهه وقالت "الن تتصل بي بطريقة ما "قال جاد "لن افعل لكني ساكون معك دوما لاتقلقي "وعانقها وقال "ساشتاق اليك كثيرا "،ابتسمت نور وقالت "اذا كانت هذه كلماتك وانت لم تسامحني بعد كيف ستكون عندما تسامحني "،قال جاد "انك لعينة صغيرة "وحررها وقال "ساصعد لاخذ الاوراق "وابتعد عنها ،فبدا قلب نور يخفق بشدة ،كان مريعا ما فكرت به انها لن تراه مجددا ،بعد دقائق سمعت وقع اقدام اتية من غرفة المعيشة ،كان جدها اقتربت منه وقالت "هل تعتقد ان الامور ستكون بخير" قال الجد "كل شيء سيكون على ما يرام ثقي بذلك "قالت نور "ارجو ذلك "،بعدها نزل جاد يحمل حقيبة بيده ،ابتسم لنور وجدها وقال "حسن اهتم بها يا جدي فانت تعرف حفيدتك اكثر مني "ابتسم الجد وقال "لاتقلق انها معي "سار بضع خطوات مقتربا من نور وجدها ،صافح الجد وقال له "شكرا على كل شيء ، امي اخطات كثيرا لانها ابتعدت عنك وتمردت على ارادتك "ضحك الجد وشعر ان ذلك كان من عهد سحيق يكاد لايكون لولا النتيجة الماثلة امامه وهي جاد وقال "اعتقد انها احسنت عندما تمردت وانا لاول مرة اكون سعيدا للتمرد على ارادتي وقراري "ووضع يده الثانية على كتف جاد وقال "وانت ،انت فقط من تمكن من ترويضها وما كان ليتمكن احد اخر"رد جاد وهو يلتفت لنور الواقفة الى جانب جدها بهدوء طفلة صغيرة "تقصد نور "قال الجد "ماكانت لتقبل الزواج من احد من احفادي ولولا مجيئك في الوقت المناسب لكانت انطلقت بعيدا "ابتسم وقال "صحيح فيها من طباع امي العنيدة "ابتسم الجد وقال "ساتركك تودع زوجتك اعتقد اني ساستلقي في غرفتي قليلا "،تحرك الجد للدرج وصعده ،بينما سار جاد محيطا نور بدراعه الى الباب وقال "هل هذا صحيح ؟"قالت "ماذا ؟"قال لها "اكنت فررت بعيدا "قالت له "كنت لافعل "قال لها " كنت بطريقة ما مختبئة لي خلف الايام"وضغط بيده على كتف نور قالت نور "كنا مخباين لبعضنا خلف الايام فلا يوجد من استحوذ على قلبي قبلك ولن يكون بعدك احد "قال جاد وهو يقف عند الباب "وانا كذلك بالنسبة لي لن يكون مثلك احد ولن يحتل مكانك في قلبي احد "وعانقها ،اغمضت عينيها وقالت "لقد تحسنت "سالها "في ماذا ؟"ردت "في لحظات الوداع "....
وقفت وحيدة عند الباب ،اتكات بظهرها على الباب وقالت "هذه المرة سانفذ كلمتي ،و ارجو بالمقابل ان تتمكن من الوفاء بوعدك لي زوجي العزيز ".

رواية المخبأ خلف الايام لكاتبة مريم نجمةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن