الفصل الحادي عشر
وصلت نور الى معرض الرسم على الساعة الحادية عشر ،كانت متاخرة بساعة عن موعد اللقاء ،فكرت وهي تنزل من السيارة لتتجه الى عمر الواقف امام باب المعرض وقالت لنفسها "انه مجرد رجل عادي هذا ما يظهره لي على الاقل لن يفعل شيء لي فعليه اتقان دوره جيدا هذه نقطة ضعفه وهي نقطة قوتي ،وعلي ان اتقن دوري الفتاة الغير مبالية برجل هكذا يجب ان اكون لن اشعره للحظة اني اعرف خلفية على الوجه الوسيم الى ان يقرر هو انهاء اللعبة والى ذلك الوقت علي ان احصل على ما اريد منه دون ان اتركه يحصل على شيء مني "،ابتسمت عندما وصلت اليه وقالت "صباح الخير عمر عذرا على تاخري "قال وهو يكظم غيظه بوضوح "هل انت معتادة على التاخر في مواعيدك ؟" ابتسمت وقالت "في الغالب اجل فانا انسى نفسي امام المراة " نظر الى وجهها وقال "مع انك لا تتبرجين " قالت "لاني اؤمن ان وجهي جميل لا يحتاج للتبرج "قال وهو يبتسم لغرورها "انت محقة وجهك جميل جدا "ابتسمت وقالت "شكرا لكن تبقى نقطة ضعف المراة هي المراة "ضحك وقد زال غضبه "لا اعرف طبع النساء "ابتسمت وقالت "صحيح فانت غير معتاد على رفقتهن" قال "هل ننطلق ؟" قالت "بسيارتي ام بسيارتك " قال "بسيارتي وساعود بك الى هنا لتعودي لمنزلك بسيارتك " قالت "حسن ساحضر رسمتي اذن " ،تركته سريعا وقصدت سيارتها اخرجت رسمها واقفلت السيارة جيدا وعادت اليه حاملة ورقة ،اعطته الورقة نظر اليها وقال "هذا منزل "قالت "اجل انه منزلي الذي اقيم فيه حاليا ما رايك برسمي "قال "انه جيد لكن احتاج لرؤية المنزل لاحكم على دقة رسمك "ابتسمت وقالت " انت محق قد ادعوك يوما لرؤيته "سالها "هل تقيمين فيه بمفردك " وتحرك لسيارته وتبعته نور قائلة " بالطبع لا لن اقيم في منزل كبير كهذا وحدي سيتوقف قلبي حينها من الخوف " دخل الى سيارته وضع رسم نور في الكرسي الخلفي وابتسم وقال "انت تخافين اذن "قالت وهي تركب السيارة "طبعا من الظلام والوحدة والاشباح "ضحك وحرك مفتاح سيارته وانطلق وقال "تبدين كالاطفال "قالت له "الا تخاف انت من هذه الامور اعتقد انها امور يشترك الجميع بالخوف منها وليس الاطفال فقط "قال دون ان يلتفت "بالنسبة للظلام فما لا يوجد في النور لا يوجد في الظلام عندما تؤمنين بهذه الحقيقة سيزول خوفك من الظلام اما الوحدة فبالنسبة لي هي الافضل ستدركين يوما ان من يبقى معك ستبقيه فقط حدود حاجته اليك اما الاشباح فلست اخافها لانها تظهر فقط لمن يخافها "تفاجات لردود عمر عليها ولم تجد لها ردا ابلغ واسهل من الصمت فلم تقل كلمة، كان غارقا في افكاره وطال صمتهما الى ان قالت نور بمرح "حسن اني ادعوك لزيارة منزلي "قال "متى ؟"فكرت وقالت مارايك في الاحد المقبل "قال "حسن ساخصص لك وقتا "ابتسمت وهي تفكر لما لم يسالها مع من تقيم ،نظرت للطريق وقالت "الى اين نحن ذاهبان ؟"قال "الى منزلي ؟"صدمت نور وقالت "اعتقدتك قلت انك ستاخدني لمكان رائع "قال وهو يبتسم دون ان ينظر اليها "وانا لم اكذب فمنزلي هو المكان الافضل في هذا العالم طبعا بنظري "نظرت اليه والى وجهه الجاد القوي الصارم وفكرت "ماذا يريد بالضبط ولما ياخدني لمنزله ؟عندما يعرف جاد سيجن " تابعت الطريق كانت تمطر رذاذا خفيفا ،رات ولدين احدها يركض خلف الاخر ويحاول امساكه كان الاول قصير القامة نحيلا والاخر طويلا وضخما ،ابتسمت وقالت "انظر الى الولدين انه يكاد يمسك به "كانا كل منهما يركض بسرعة اقترب الولد الضخم من الولد القصير ،قال عمر وهو يلقي عليهما نظرة "لن يمسك به "كان الاول يتعثر من سرعته في الاحجار ،قالت نور "اعتقد انه سيمسكه "خفض عمر من سرعة السيارة واوقفها وسالها "لماذا ؟"قالت "لان الولد الضخم هدفه ماثل بين عينيه وقريب منه لن يستسلم عندما تكون الاهداف قريبة تقوى رغبتنا في تحقيقها ونحققها في النهاية "ابتسم وقال "الولد النحيل ايضا له هدف ماثل امام عينيه "فكرت وقالت "الولدالضخم قوي "فقال عمر " والولد النحيل خفيف الحركة والامر يتطلب خفة الحركة وليس القوة " قالت "انظر "كان الولد الضخم قد دنا من الولد القصير ولما كاد يمسكه ابتعد عنه الولد القصير فسقط الولد الضخم على الارض ،ضحك عمر وقال "ارايت انها المرونة "انطلق عمر بالسيارة قالت نور "حسن كنت محقا "ابتسم لسذاجتها وقال "القوة التى اعتقدت انها السبب ليمسكه كانت هي نقطة الضعف "حارت نور في ذكائه انه مختلف جدا تسارعت دقات قلبها وهي تقول لنفسها "انه عدو خطير خطير جدا ".
كان جاد في مكتبه يعمل ولا يعمل ،كان مشغول البال نظر الى ساعته فكر انها معه الان ،اعد لنفسه فنجان قهوة وجلس الى مكتبه لم يتوقف عن التفكير في نور ،ازعجه الامر لم يعلم متى احتلت نور كل فكره ،قال لنفسه "انه قلق طبيعي فهي الان مع رجل خطير لكن علي ان اثق في ذكائها مادام قال جدها انها ليست غبية فهي بالتاكيد ليست غبية وتحسن التصرف علي ان اثق بها "تنهد ورشف من فنجانه ،ثم عاد لعمله في ترتيب الملفات كانت هذه مهمة هند لكن منذ تركت العمل عنده صارت مهمته عندما يريد شغل فكره والهاء نفسه .
وصل عمر الى منزله ،عندما نزلت نور من السيارة صدمت من ضخامة المنزل ،ان منزل جاد لا يقارن ابدا بهذا المنزل ،حتى منزل جدها لا يقارن بهذا المنزل قال عمروهو يلاحظ اندهاشها "ما رايك في منزلي "قالت "انه ...انه رائع... رائع جدا حتى منزل جدي لا يضاهيه "قال "منزل جدك ؟"ردت "اجل جدي يملك منزلا كنت اعتقده الافضل والاكبر لكن الحقيقة انه لا يضاهي منزلك ابدا " ابتسم لتاثرها وفكر "انها فتاة ساذجة ويمكن اغراؤها بسهولة تبدو ممن يحبون المال والمظاهر ايقاعها سيكون سهلا بالتاكيد " سالها "هل ندخل ؟"قالت "طبعا " لاحظت انه يحمل رسمها بيده ،دخلت للمنزل كان تحفة فنية ، تجولت عيناها في اثاثه وحيطانه وسقفه كان قصرا ،ابتسمت وهي تقول "انه منزل رائع "قال وهو يتحرك "اليس افضل مكان في العالم " لم ترد عليه وسكتت قال "تعالي ساريك الحديقة "اخرجها لحديقة منزله كانت جميلة وبدى واضحا انها تحظى بالعناية والاهتمام قالت "انها جميلة لا تبدو حديقة انها غابة صغيرة " ابتسم وقال "سنتناول غدائنا في الداخل "قالت "الغذاء ؟"قال "اجل فانا دعوتك للغداء فكرت في مطعم لكن بالطبع لن تجدي افضل من مطبخي ومن طعام طباخي الخاص الم اخبرك انك تستحقين الافضل "قالت لنفسها "بدا الان لعبته " ابتسمت وقالت "شكرا "تحركت للداخل كانت تفكر ماذا ان وضع مخدرا في الطعام ماذا ستفعل ان كان هدفه اكبر من مجرد دعوة غداء بريئة ،نظرت اليه كان يبتسم بسعادة قالت "لا انه يتقدم بسلاسة وهدوء لا يمكنه ان يقدم على مجازفة كهذه "لكنها عادت تقول لنفسها " لا تخدعي نفسك انه فهد وليس عمر " سالها "ماذا يشغل بالك نور ؟" قالت "لا شيء " ،دقت الساعة جفلت نور لسماعها سالها "مابك انها الساعة فقط "قالت "كانت لدي ساعة مزعجة في منزلي لكني اوقفتها بسبب صوتها انا دائما اجفل من صوت الساعة "فكر "هل هي خائفة ؟" سالها "لا تقلقي انها فقط تعلمنا انه منتصف النهار وقت الغداء "ابتسمت وقالت "طبعا بالتاكيد "اخدها الى طاولة الغداء كانت افخم بكثير من طاولة جدها ،كانت ضخمة ولكن فيها كرسيين فقط فكرت "هل يستمتع بالاكل وحيدا ؟" اخدها لكرسيها قالت "شكرا "وجلست قالت لنفسها "كل هذا البذخ ليعوض الحرمان من امور اخرى "انتقلت عيونها الى اصناف الطعام المختلفة قالت لنفسها "سناكل ربعه ثم يلقى بالباقي ما الفائدة من المال ان لم يكن هناك من يستمتع به معك ما الفائدة من الاثاث ان لم يكن هناك اطفال حوله يعبثون به مع مراقبة مستمرة لهم لمنعهم من العبث " تنهدت ،جلس عمر الى كرسيه وقال "فلنبدا "سالته قبل ان يضع اول لقمة في فمه "اين هي عائلتك؟" وضع لقمته في فمه وقال "ليس لدي عائلة "قالت "الا تشعر انه ينقصك شيء "قال وهو يبلع لقمته "لا ينقصني شيء نور " نظرت بحزن الى الطعام وقالت "اظن اني ساسعد بخبز وماء مع عائلة دافئة "قال لها "كلي طعامك نور "اخذت ملعقتها وتذوقت الطعام كان لذيذا قالت "انه لذيذ "قال "بالطبع انه لذيذ "انشغلت نور باكل الطعام ولم تضف كلمة ،كان عمر يراقبها فكر "هل اخطات في نظرتي اليها ؟"عندما شعرت بالشبع توقفت وقالت "الحمد لله لقد شبعت "نظرت الى ما بقي من الطعام قالت لنفسها "كما توقعت تماما "لاحظت ان جاد لم ياكل كثيرا ،نهضا من الطاولة واخذها لغرفة المعيشة اعطاها كاس عصير واخذ هو الاخر كاس عصير وقال "اذن نور الم تعجبك طريقة عيشي ؟"قالت صادقة وهي تضع الكاس على الطاولة "لا اعتقد اني احب ان اعيش حياتك "قال وهو يشرب من الكاس "اذن انت من ذلك النوع من البشر الذي يهتم بالعواطف على حساب الماديات "قالت "افضل العيش وسط عائلة احبها "فهم عمر طريقة تفكيرها وقالت "انت رومنسية " قالت "تريد القول انك واقعي "قال "انا لا اصنف نفسي في اي صنف انا كما انا اعيش حياتي كما اريدها وليس كما يريدها لي الاخرون "سكتت نور وفكرت هو اساسا لم يعرف جو العائلة ودفئها لقد حرم منها ولن يفضل بالطبع امرا لم يعرفه ولم يعشه ،نظرت لساعتها كانت تريد العودة لمنزلها ،قال وهو يراها تنظر لساعتها "هل مللت ؟"قالت "لا انما علي ان لا اتاخر "قال "الوقت ليس ملكك "قالت "يمكنك قول هذا "ابتسم وقال "ساسر يوم يكون كل وقتك ملكك " ابتسمت وقالت وهي تقف "الى ان يحين ذلك الوقت سابقى انظر دوما للساعة " ،كانت الساعة تشير الى الواحدة والنصف ،قامت نور بحساب بسيط عودتها الى المعرض ستستغرق ساعة اي ستصل اليه على الساعة الثانية والنصف ومن ثم عودتها الى منزلها ستكون على الساعة الثالثة ،فكر عمر وقال "اتمنى ان تكوني قد استمتعت بالغذاء معي في منزلي "قالت "طبعا طعام طباخك لا يضاهى مع انك لم تاكل الكثير "ابتسم لملاحظتها وقال "كان بالي مشغولا قليلا "قالت وهي تتحرك للباب الخارجي "عندما تاتي لمنزلي سيكون الطعام من اعدادي انا سيكون متواضعا "قال وهو يرافقها "ساحبه بالتاكيد" ابتسمت له فكر ان هذه الفتاة فريدة من نوعها ،ركبا السيارة وانطلق عمر عائدا ،عرفت نور جانبا من حياته حياة باردة لا الفة فيها منزل مترف بارد لا روح فيه شعرت بالشفقة عليه من دون ان تملك كبح هذا الشعور عبثا ذكرت نفسها بحقيقته لكن الشعور كان يزداد قوة ،وصلا للمعرض انطلقت لسيارتها المركونة رافقها عمر ،قالت "سررت كثيرا بدعوتك وبمعرفة جانب من حياتك "قال "الجانب الشخصي "ابتسمت وقالت "سانتظرك يوم الاحد المقبل "قال "الن اراك لذلك الوقت ؟"فكرت عليها قول الكلمة وقالت "لا عذرا منك مع اني استمتع برفقتك لكن كما قلت لك سابقا الوقت ليس ملكي بالكامل "قال بدون ابتسامة "حسن لا باس ساصبر "واضاف مخاطبا نفسه "ساصبر لذلك اليوم الذي يكون فيه كل وقتك ملكي انا " مدت يدها تصافحه صافحها باحترام ودعته وركبت سيارتها وانطلقت ،ظل عمر واقفا الى ان ابتعدت السيارة عن مدى نظره ،في سيارتها حمدت نور الله لانه لم يضع المخدر قالت تحدث نفسها "انه تاثير الروايات والافلام البوليسية ".
كانت الساعة تدق دقتها الرابعة في مكتب جاد عندما وقف ليغادر ،تجمد للحظات غير مصدق ما راته عيناه كان جد نور ووالدها واقفان امام باب مكتبه ،قال "هل هذا معقول هل ما اراه حقيقة ؟" ابتسم الجد واقترب من جاد وقال وهو يمد يده ليصافحه "عزيزي جاد لست تحلم "مد له يده ليصافحه صافح بعده والد نور ،قال لنفسه "هذا غير معقول كيف يفكر هذا العجوز؟ " ثم قال "تفضلا رجاءا " جلسا على كرسي مكتبه سالهما "هل تشربان فنجان قهوة ؟"قال الجد "لا فلنذهب للمنزل انت لم تعطنا العنوان لذلك قصدنا مكتبك في الواقع لم يكن ايجاده صعبا فانت محامي مشهور "ابتسم ابتسامة باهتة وقال "مع ذلك ستشربان القهوة انتظرا قليلا " خرج من مكتبه وقصد مكتب هند رفع سماعة الهاتف واجرى اتصالا بمنزله قال "رجاءا اجيبي نور " كانت نور في المنزل في غرفة المعيشة جالسة تتابع التلفاز عندما سمعت الهاتف ،اسرعت للرد كان جاد جاءها صوته مضطربا قلقا قال "نور الحمد لله انك في المنزل "قالت "بالطبع انا في المنزل قلت لك اني لن اتاخر عدت عند الثالثة "قال بنفاد صبر "اسمعيني "سالته "ما الامر ؟"قال "جدك ووالدك هنا "قالت "ماذا تقصد بهنا ؟"قال "انهما في مكتبي الان ويريدان المجيء للمنزل "قالت "ماذا ؟"قال "اسمعيني انهما ينتظران فنجان القهوة لاوقت لدي جهزي غرفهم ولا تنسي غرفتنا "قالت شبه مصدومة "غرفتنا ؟"قال "مفتاح غرفتي في المزهرية الفضية في غرفة المعيشة وداعا "واقفل الخط فكرت نور ماذا يقصد وفجاة ادركت مقصده ،اسرعت بدون تفكير للمزهرية اخذت المفتاح وصعدت لغرفة جاد ،فتحتها صدمت من حجم الفوضى فيها ،قالت "لا وقت "واسرعت وفتحت النافذة وبدات بعملية التنظيف جمعت الاوراق المتناثرة على الارض ،اخرجت الاغطية المخباة في خزانة جاد ونظفت سريره وضعت وسادتين عليه ،استغرقت ساعة كاملة في ترتيبها وتنظيفها عندما انهتها كانت غرفة مثالية لكن بالمقابل لم يكن بالامكان اعتبارها غرفة عروسين ،تنهدت وحملت الاغطية والوسائد ،لجدها ووالدها ،حمدت الله لانها نظفت الغرف مسبقا فكان كل ما عليها فعله هو تجهيزها بالفراش والوسائد والاغطية ،اختارت ابعد الغرف عن غرفة جاد وغرفتها ،كان ذلك عن قصد ،جهزت الاسرة وفتحت نوافذ الغرفتين لتهوئتها ،ثم اقفلت النوافد ونزلت لاعداد طعام العشاء لم تسمح لعقلها بالتفكير في اي امر اخر ،عندما كانت تعد الطعام في المطبخ سمعت محرك سيارة يقترب توقف المحرك ،اخذت نفسا عميقا وقالت "حسن لا مفر "رسمت ابتسامة على وجهها وانطلقت لفتح الباب.....
أنت تقرأ
رواية المخبأ خلف الايام لكاتبة مريم نجمة
Любовные романы"ردت الام "ان جدك انسان طيب "قالت نور ترد على امهما "يمكنني تقبل كرمه وعناده وغروره وحسناته القليلة وسيئاته الكثيرة لكني ارفض فكرة تدخله في زواجي رفضا قاطعا ،لذا وحتى اجنبك واجنب والدي الاحراج لن احضر "تنهدت الام وقالت "على كل حال لقد بلغت الرابعة و...