الفصل الثامن عشر

128 4 0
                                    

الفصل الثامن عشر

قامت نور بغسل الاطباق في المطبخ ،ثم صعدت لغرفة جدها جهزت فراشه ،ونزلت لتجده جالسا بهدوء في غرفة المعيشة ،قالت نور "جدي لقد جهزت غرفتك يمكنك ان ترتاح فيها اعتقد انك متعب وان بدوت غير ذلك "ابتسم الجد وقال "اريد من باب الحيطة ان ابقى هنا في الاسفل "قالت نور وهي تقترب من جدها "جدي ارتح قليلا لاتقلق لن يحدث سوء "وحثته نور على النهوض ،فنفذ طلبها على مضض وصعد لغرفته ،ودخلت نور غرفتها ،و استسلمت للنوم .....

اخرج الرجلين جاد من الشركة فكر جاد "يريدان قتلي ورميي او ربما يدفناني في بقعة مهجورة "،تكلم جاد "اسمعا انتما الاثنان اريد ان اعقد معكما صفقة "فكر جاد في المراوغة لكسب الوقت ،لكن الرجلين لم يردا واستمرا في السير واقتربا من السيارة ،كان احد الرجلين خلف جاد والاخر امامه ،فكر جاد "ان الهرب ليس مستحيلا مادمت غير مقيد "وقال لهما "انتما لاتريدان الاستماع لكن امبراطورية السيد ستنهار وانا اريد مساعدتكما "ضحك احدهما وهو الواقف خلفه وقال "انت من تحتاج للمساعدة والان اصمت والا كسرت فكك "سكت جاد وفكر ان استخفافهم بي سيكون لصالحي وانحنى ،ساله الرجل "ما الامر ؟"قال جاد "الحذاء "واكتفى بما قاله ،واخرج السكين من حذائه بحذر وقال "ارجوكما انتما تخطئان "التفت الرجل الصامت اليه وقال "لقد نفذ صبري اصمت "،كانوا في الخارج وكانت فرصته ،بضربة سريعة طعن جاد الرجل الذي امامه طعنة قوية في منطقة الكبد مباشرة في الجزء الأيمن العلوي من البطن، كان يعلم ان ضربة واحدة كافية لقتله كان يعلم ان اصابات الكبد تؤدي الى النزيف وقد تؤدي الى الموت بسبب تشبع المنطقة بالاوردة والشراين ،وبحركة خاطفة جعل من الرجل المصاب درعا بشريا منع عنه الضربة التى وجهه له الرجل الذي افاق من الصدمة متاخرا،كان جاد يامل ان لا يكون مع الرجل مسدسا فكر جاد في كل الاحوال لن يتمكن من اطلاق الرصاص في الشارع امام الماريين انطلق جاد يجري مسرعا ،تمنى جاد ان يهتم ذلك الرجل بجرح زميله وان لا يلحق به ،ولم يلتفت بل ظل يركض بكل قوته ،وتمكن من الابتعاد من مقر الشركة ،التفت اخيرا لم ير الرجل ،ابتعد الى مكان خلف بناية ،وسقط ارضا يتنفس بسرعة جراء التعب من الركض ،بقي على وضعه قرابة ربع ساعة ،عندما ارتاح جسده نهض وهو يقول "تعبت هكذا لاني اهملت الرياضة "خرج للطريق وطلب سيارة اجرة ،التى اسرعت به الى منزله ،
بينما كان في منزل فهد يحدث صراع عنيف بين السيد وشقيقه ،عندما وصل فهد الى منزله وجد سيارة اخيه عند الباب ،تنهد فهو لم يقابل شقيقه منذ مدة ،دخل المنزل وجد خادمه واقفا وكانه كان بانتظاره ساله فهد "ما الامر ؟"قال الخادم "سيدي ان السيد هنا وهو غاضب جدا لم يتوقف عن تحطيم الاشياء في الصالة الى هذه اللحظة منذ مجيئه "وسمعا صوتا تحطم شيء ،عرف فهد ان السيد في حالة من الغضب ،تقدم وهو يامر الخادم "غادر المنزل وخذ الطباخ معك " نفذ الخادم طلبه ،بينما تقدم فهد للصالة ،وقف عند الباب تابعت عيناه الاشياء المحطمة على الارض لم يترك شيءا لا يكسر ولم يكسره ورفع بصره وقال "وجودك مرحب به دوما اخي "التفت اليه السيد وقال غاضبا "جئت اخيرا كنت معها اليس كذلك؟ "فهم فهد ان شقيقه قد عرف بما يفعله فقال "اجل كنت معها لما انت غاضب اليس هذا ما اردته دوما ان اعيش حياة طبيعية واتزوج وانجب اطفالا "ضحك السيد بهستيرية وقال "تتزوج ؟كيف تتزوج من امراة متزوجة "صدم فهد وتقدم خطوتين الى شقيقه وقال "ما الذي قلته اخي عمران "قال السيد "لم تناديني باسمي من مدة "واضاف "الم تكن تعلم ان تلك الفتاة قريبة ذاك المحامي الاخرق هي زوجته "وقف فهد مذهولا تسمر في مكانه ،فقال السيد "لقد خدعاك لتخدعني لقد دمرت ما بنيته في حياتي بسبب فتاة "قال فهد بصوت مرتعش "كيف كيف علمت ؟"قال السيد "ذاك المحامي امسكه رجالي يحاول التسلل للشركة وعندما استجوبته عرفت ما اقدمت عليه ببيعي من اجل فتاة ،في البداية لم اصدق وعندما خرجت طلبت الحصول على كل المعلومات الممكنة عن الفتاة وعلمت انها قريبته وهي زوجته من مدة ،علمت بما فعلته وما كنت تفعله ،وفهمت بالطبع انها قامت بالاحتيال عليك بالتامر مع زوجها المحامي النذل ،كيف لم تعلم بامر كهذا فقط لو قمت بالتاكد من السجلات كنت لتعلم انها زوجته كيف كنت بهذا الغباء وسمحت لامراة بالتلاعب بك وبي ساقضي عليها لكن قبل ذلك انا لن اترك خيانتك تنتهي هكذا انا لازلت السيد "قال هذا وفهم فهد انه سيقضي عليه ببساطة فهذا ما يفعله السيد بالخونة ،اخذ فهد مسدسه الذي يخفيه تحت سترته وقال "انا من سيفعل وانا من سيقتل الخونة سامنعك اخي من منعي من الانتقام "قال هذا وصوب مسدسه ناحية اخيه ببرود واطلق النار وقال "عمران كنت اخي دوما حتى قررت انت ان تكون السيد معي "واضاف طلقة اخرى بذات البرود والهدوء ،سقط السيد ارضا ،قتله فهد حتى قبل ان يحرك السيد يده لمسدسه حتى قبل ان يفكر فيما يفعل ،هذا هو فهد انه لايفكر في الخطوة انه يفعلها فقط لذلك كان دوما الاقوى من بين رجاله ،لايرتعش عندما يقتل لا يخاف لا يفكر انه سينهي حياة انه ينهيها فقط ،اعاد مسدسه الى مكانه تحت السترة ،ونظر لاخيه نظرة اخيرة وقال "مع ذلك شكرا لانك من فتح عيني "وغادر منزله ،ركب سيارته وانطلق باقصى سرعة لمنزل جاد .
كانت نور في غرفتها و استيقظت على صوت الباب يحطم ،فزعت واسرعت لترى الامر وجدت ان جدها غادر غرفته ،سالته "جدي ما الذي يحدث ؟"قال الجد "لااعلم فلننزل " اسرعت نور خلف جدها ،عندما وصلت الردهة تجمدت في مكانها ،كان فهد وكان غاضبا ،غاضبا كانت عيناه تقدحان شررا ،ارتعشت نور من راسها حتى اغمص قدميها ،ونظرت لجدها ،اقترب الجد من نور واحاطها بدراعه وقال "لا تخافي "لكنها تساءلت مفكرة "كيف لا افعل ؟"بلعت ريقها ،كانت ترتعش كورقة صفراء ،فكر الجد "ما العمل لقد عرف كل شيء "قال فهد بصوت قوي "اذن كنت زوجة جاد نور كنت تتلاعبين بي "لم ترد نور تكلم فهد بغضب "على الاقل حركي ذلك اللسان الست تحسنين التحايل بالكلمات يا فاكهتي المحرمة"قالت بضعف "فهد .."قال فهد "نطقت اسمي اخيرا "وضحك وقال "يا للغرابة كم تمنيت سماع اسمي على شفتيك "،ورفع مسدسه وقال "من المضحك انها ستكون اخر كلماتك في الدنيا "تكلم الجد "فهد توقف عن هذا انت لا تعي ما تفعل الغضب يعمي عينيك "قال فهد "انت ايها العجوز كنت متواطئا معهما كم بدا منظري مضحكا اليس كذلك كنت سخيفا "ضحك وقال "انك بارع في تمثيل والخداع كحفيدتك تماما " تكلم الجد "ارجوك فهد انت لست مجرما "تكلم فهد "كيف تعلم ذلك لقد قتلت اخي الذي كان بمثابة والدي وكل عائلتي ببرودة اعصاب تركته في منزلي يسبح في دمائه "تكلم الجد "لكنك لست مجرما انت انسان حول الى اداة قتل لكنك لم تفقد انسانيتك "تكلم فهد بصوت ارعد المكان "اصمت ايها العجوز سانهي ما جئت لفعله "واطلق رصاصة ليصيب نور ،لكن الجد صدها واصابته الرصاصة فاضاف فهد الثانية ،فسقط العجوز ارضا ،صرخت نور "جدي ....جدي .."وارتمت عليه "جدي تماسك ارجوك "رفع الجد يده لنور وقال "لاتقلقي انه يحبك تذكري حبه سيحميك "وسقطت يده ،اجهشت نور بالبكاء ،فقال فهد "توقفي عن البكاء فاكهتي المحرمة "وقفت نور وقالت "لقد مات جدي بسببي هل تعتقد اني قد اهتم ان كنت ستقتلني ام لا هيا افرغ طلقاتك "كانت تبكي كانت عيناها غارقتان بالدموع وهي تفكر "جدي انهى حياته لينقذ حياتي " كانت عيناها تدمعان لدرجة لم تتمكن من الرؤية بوضوح،كان فهد ينظر الى نور الكسيرة الباكية وهي تتجلد بقوة لا تملكها ،نبض قلبه لهذا الوجه البرئ الجميل ،ابتسم برفق وقال "لا تعلمين كم احببتك ،لقد احببتك نور كنت المراة الوحيدة التى سكنت قلبي البارد وادخلت له النور والدفء كل ما اردته هو الزواج بك كل ما اردته هو انجاب اطفال منك كل ما اردته هو ان ترافقيني بقية حياتي "بكت نور وبكت لكلام فهد لاتزال تشفق عليه فقالت "عمر انا ايضا احببتك "قال فهد " هل احببت عمر ولو قليلا؟ "لم تتكلم كان شيءا يقف في حنجرتها ،لاتملك معه الا البكاء ،نطق فهد "ماكانت الامور لتؤول لهذا فاكهتي المحرمة "واطلق رصاصة "اغمضت عينيها ،فتحت بعدها لترى نفسها لاتزال تتنفس وبدون ان تصاب باذى ،نظرت لفهد وجدته ساقطا على الارض ،صرخت عمر واسرعت اليه لكنه كان قد فارق الحياة ،كان قد انتحر مصوبا مسدسه الى راسه ،كانت عيناه مفتوحتان ،كانت نور تكاد تنهار ،اغمضت عينيه بلعت ريقها وبصعوبة قالت "سامحني ارجوك"والتفت لجدها واسرعت اليه ،كانت عيناه هو الاخر مفتوحتان ،اغمضتهما واستلقت عليه تبكي ....

رواية المخبأ خلف الايام لكاتبة مريم نجمةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن