🌹الفصل العاشر🌹

154 7 0
                                    


الفصل العاشر
في صباح اليوم التالي استيقظت نور بغير رغبة في النهوض ،ظلت في سريرها حتى دخل جاد الى غرفتها كان مرتديا ثيابه للخروج قال وهو يفتح ستائر الغرفة ليسمح لنور الشمس الشاحب بالدخول للغرفة "ما بالك اليوم ليس من عادتك التاخر في النوم "ردت وهي ترفع نظراتها ببطا اليه "صباح الخير تبدو قمة في النشاط "رد عليها وهو يلتفت اليها "مع امرا واحد فقط اني لم اتناول فطوري بعد "ابتسمت له وقالت "يمكنك الذهاب بدون افطار اليوم فقط، لا اجد رغبة في فعل شيء "سالها "مابك ؟ هل انت مريضة "ردت "لا لكن لا رغبة لي بالقيام بشيء"جلس على حافة سريرها وقال "انت متاكدة انك بخير هل احضر الطبيب ؟"ردت "لا الامر لا يحتاج الى ذلك كما اني لا اعتقد اني املك اي رغبة في الرسم اليوم "فكر وقال "لا تريدين النهوض من سريرك "قالت "اجل "كانت تريد التفكير التفكير فقط وفي امر واحد ظلت تفكر فيه كل ليلها ،فكر جاد في نور وقال "الطقس بارد جدا وحسب الارصاد هناك عاصفة قريبة ويبدو انها ستستمر لايام ربما سيؤجل لقاؤك بفهد "رفعت بصرها اليه وقالت "ليس من المفيد تاجيل المحتوم "قال "اذن تريدين لقاءه "قالت "اننا نعمل انسيت "وقف وقال "حسن اذن افعلي ما يحلو لك "وتركها وغادر غرفتها ،ظلت نور في سريرها تراقب ستائر الغرفة وهي تتتحرك مع الرياح الباردة ،بعدها بوقت نهضت من سريرها اخذ حماما لطيفا ونزلت للمطبخ اعدت شيءا لتاكله وجلست على الاريكة في غرفة المعيشة كان التلفاز مفتوحا لكن من دون ان تتابعه كانت تفكر في امر واحد "لماذا عانقها وقبلها وهل ما يحدث مشجع "اعترفت لنفسها وبعدم رضى انها تستلطف عناقه وان حاول مجددا فهي تعرف تماما انها لن تمنعه ،زواجها به مؤقت لا يمكنها ان تقبل هذا الميل من جانبها اليه ،نهضت سارت ووقفت امام النافدة تراقب انهمار المطر ،فكرت سيفترقان قريبا ان استمر الوضع على هذا الحال فهي ستتالم كثيرا لفراقه ،عقدت يديها ،فكرت لا خيار امامها عليها الاسراع في مهمتها لتنهي كل شيء وتعود لعائلتها ان طال الامر فان النتائج لن يمكنها تحملها لاحقا ،قالت بصوت مرتفع "لن ابكي من اجل احد ولن تكون من يبكيني "رد عليها جاد "من سيبكيك؟"جفلت والتفتت بسرعة لترى جاد يقف عن باب غرفة المعيشة قالت "سمعتني ؟"رد "لست اصما "اقترب من المدفاة ،سالته وهي تنظر للساعة الصغيرة المعلقة على الحائط "عدت مبكرا انها الواحدة زوالا "،كان جاد قلقا جدا على نور ومنذ خروجه من المنزل لم يتوقف عن التفكير فيما اصابها هذا الصباح ولذا فقد تركيزه بالكامل على عمله وعاد بسرعة لمنزله ،قال وهو يتصنع عدم الاكتراث "انهيت عملي باكرا والطقس لا يشجع على التجول خارجا "عادت نور تلتفت الى النافدة وقالت "انت محق الجو بارد والمطر منذ بدا هطوله لم يتوقف "اقترب جاد من النافدة وقال "والريح ستهب قريبا "التفتت اليه راته ينظرالى النافدة ،استغرقت في تامل وجهه وقتا الى ان قال جاد "انت مصرة على الذهاب غدا "ردت وهي تنتبه لنفسها "حسن لا املك رقم هاتفه في اي حال "عادت تنظر الى النافذة فقال "عليك اذن ان تبدئي بالرسم "قالت وهي تتنهد "ماذا سارسم؟ "قال وهو يلتفت اليها "افكر ماذا لو رسمت منزلنا "ردت وقد فاجاتها الكلمة "منزلنا ؟"فكرت لما لم يقل منزلي ، قال "اجل وسيكون سببا مقنعا لدعوته لزيارته مارايك؟ "قالت "لا زلت تريده ان يحضر لمنزلك "قال وهو يبتسم "منزلنا عزيزتي انه منزلنا "احمر وجهها و فقالت "انت مصر اذا "رد "لست العنيدة الوحيدة هنا"فقالت "حسن سارسمه وسنرى الى اين سنصل في هذا "ابتسم وقال "ماذا عن طعام العشاء انا لم اتناول غدائي بعد ولا اريد ان انام بدون عشاء "قالت "لا باس سانهي الرسم بسرعة "وسارت خارجة فاوقفها قائلا "لكنك لم تخبريني من الذي سيبكيك ؟" ردت وهي ترمقه بنظرات قوية "لا احد لن يبكيني احد "وغادرت غرفة المعيشة ،سار جاد مفكرا وجلس على الاريكة وقال "ما الذي اصابها اليوم تبدو غريبة، غريبة جدا "،بعد دقائق عادت نور حاملة اوراقها والالوان ،جلست غير بعيدة عن جاد سالها "هل سترسمينه من مخيلتك؟"ردت وهي تبتسم "لا احتاج لرؤيته فهو محفوظ هنا في عقلي "واشارت باصبعها الى جبهتها ،قال "هكذا "ردت "هكذا "،كان جاد يتابعها وهي ترسم ،بدت وكانها غادرت هذا العالم وغرقت في عالم اخر كانت غارقة تماما في رسمتها ،بعد وقت توقفت وابتسمت قائلة "انهيتها انظر "نهض جاد من مكانه واقترب من نور ،كانت جالسة رفعت له الورقة ،ابتسم لها ونزع الورقة من يدها وقال "جميل جدا انت مبدعة انه يشبهه تماما "ابتسمت وقالت "اخيرا وجدت من يقدر فني "ضحك وجلس الى جانبها وقال "مع انه لا يستحقها "فكرت هل يغار وقالت "حسن في النهاية انها مقابل تلك اللوحة "واشارت الى اللوحة المركونة في زاوية الغرفة ،قال "لم تغيري مكانها الا تريدين تعليقها؟ "قالت "المنزل منزلك انت واعتقد انك لن تقبل بتعليقها فيه "رد وهو يقف "سيزورنا قريبا من غير اللائق ان لا يجدها معلقة "دهشت من طريقة تفكيره قالت لنفسها "لا يفوته شيء "وقالت له "اهذا ما تفكر فيه ؟"التفت وقال "والمنزل منزلك ايضا لكن بعد زيارته لن تبقى اللوحة في هذا المنزل بتاتا "قالت "لا افهمك ابدا جاد "ابتسم وقال "يسعدني ذلك فلا اريد ان اكون واضحا لك ابدا "سالته "لماذا ؟"التفت اليها وقال "لا ادري "قالت "هكذا "رد "هكذا "،سكتت ،وضع الرسم على الاريكة و قال وهو يبتسم "ما رايك ان نعد طعام العشاء الان ساساعدك "ابتسمت وقالت "حسن موافقة ستكون من يقشر البصل "قال وهو يضحك "هذا ليس عدلا" "سحبته من يده بالفة وقالت "حسن حسن انه ليوم واحد فقط يا ابن خالتي "ابتسم لها وقال "لا باس اذن "ضحكت نور وهي تفكر ماذا في الامر ساستمتع بكل دقيقة لي هنا حتى لا اندم لاحقا لن اندم عندما تفوتني السعادة لاني اكون قد عشتها اليس كذلك جدي ،تذكرت وهي تسير مع جاد الى المطبخ ذلك الحوار الذي جمعها بجدها ،فكرت لست متاكدة ان كنت احببت جاد لكني سعيدة معه قد التقي برجل اخر واعيش معه بقية حياتي لكني لن انسى هذه الايام ابدا ،تغير مزاج نور هكذا فكر جاد وهو يقطع البصل تساءل ما السبب انه ايضا لا يفهمها ،انهمك بمساعدتها وظل صامتا لوقت الى ان سالته نور "جاد هند انت لم تكلمني عنها بتاتا "قال "هند؟"تساءل ماالذي دفعها للتفكير فيها الان قالت له "انت لم تتكلم عنها اماتزال تعمل معك كنت قد طلبت منها "قاطعها وقال "لقد تركت العمل عندي مؤقتا الى ان انهي القضية طلبت منها ان تبتعد وقد استمعت لكلامي وسافرت عند عمتها في الريف"قالت "جيد "رد "ليتك تصغين الي "التفتت اليه وقالت "انا افعل "رد "لا انت عنيدة جدا ولا تصغين الا لراسك "وضرب راسها بخفة فقالت " اذا كان بيتك من زجاج فلا ترمي الاخرين بالحجارة "قال باسما "هكذا "ردت "هكذا "،امتلا المطبخ برائحة الطعام شعر جاد ونور بدفء الجو ،قال جاد "حسن لا تطيلي الغياب غدا "قالت "لا تقلق لن يتمكن مني بتاتا "قال وهو يجلس الى الطاولة "الا يخيفك قليلا " ردت بعد تفكير "لا ما عدا نظرته الباردة لي عندما كلمته عن النساء التى جمدتني حتى الموت "جلست على الكرسي وتابعت "ربما لان الوجه الذي يظهره هو وجهه الدافئ "قال جاد "الدافئ يا له من وصف "ضحكت وقالت "هذا هو الوصف الصادق له "قال "حسنا واي وصف صادق تطلقينه على وجهي "ردت "البارد "قال "البارد ؟هل انت صادقة؟"قالت "هذا كان الوجه الذي عرفته منذ رايتك "قال وهو يتذكر لقاؤه معها في المكتبة "طبعا اتذكريوم التقيتك اول لقاء في المكتبة "نهضت لتضع الاطباق متجاهلة ما قاله جاد ضحك وقال "نعم انت ايضا تتذكرين "وضعت الاطباق وقالت "واحاول نسيانه "ابتسم لها وساعدها في ترتيب الطاولة ،بعدها استمتعا بتناول عشاء دافئ ،عندما انهيا تناول العشاء جلسا في غرفة المعيشة يحدقان في المدفاة بصمت لم يشعر احد منهما بحتمية الكلام ،كانا في غنى عن اي كلام ،فكر جاد وقال لنفسه "لقد اعتدت وجودها في هذا المنزل لكن ماذا بعد

رواية المخبأ خلف الايام لكاتبة مريم نجمةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن