الفصل الخامس
هل اصابها خطب ،هذا ما فكرت به خالدة وهي تتابع خطوات ابنتها المسرعة وهي تصعد الدرج ،دخلت غرفتها واقفلت على نفسها ،جلست الى المراة ،سالت صورتها المنعكسة على المراة "ماذا اصابك نور كيف اخرسك ذاك الغريب هكذا "وقفت وخطت في غرفتها ذهابا وايابا كانت متوترة الاصح كانت مصدومة من نفسها ،فكرت بانها تصرفت كالغبية الساذجة عديمة الخبرة رددت بصوت عال مغفلة مغفلة ،فكرت لا باس ان اعترف بسلبياتي لا باس،بعدها اخدت ورقة بيضاء وحركت قلمها بغير انتظام على الورقة بعد دقائق امتلات الورقة بخربشاتها القت نظرة عليها وعلقتها على المراة وقالت "حتى تتذكري اسوء موقف تعرضت له في حياتك و فقط من اجل ان لا تكرريه "القت نفسها على الفراش وهي تشعر بالفراغ وكانها افرغت كل توترها ذاك في تلك الورقة البيضاء او التى كانت بيضاء ،رفعت الوسادة تغطي وجهها ،في هذه الدقيقة طرق بابها ،قالت "ادخل "كان عدنان راها تغطي وجهها بالوسادة سالها "ما الخطب؟ "ردت دون ان ترفع وسادتها "لاشيء "قال وهو يجلس على سريرها "عادة انت لا تغطين وجهك بالوسادة دون سبب "قالت "انت مخطا "رفع راسه فراى ورقتها المعلقة في المراة فقال "تلك الورقة المعلقة هل ابدعتها الان؟ "ردت "اجل "فقال "من تلك الفوضى في الورقة التى تعكس الفوضى داخلك استطيع ان اقول ان مزاجك سيء "رفعت الوسادة وقالت "انت مخطئ"ضحك وقال "غيري قليلا من ردودك فانا اكيد اني لست مخطئا"قالت "انت لم تات الى هنا للسؤال عن مزاجي "قال "تهرب ذكي "قالت وهي تجلس واضعة الوسادة في بين يديها "كيف كان تجوالك مع سارة "رد "لا باس به "ابتسمت وقالت "تريد القول انه ممتاز "لم يرد اتسعت ابتسامتها وقالت "والهدية "رد "انا من اختارها البوم صور وسارة من ستلتقط صور الحفلة وتجمعها فيه ستكون هدية مشتركة "تساءلت نور هل ستكون بقية الهدايا البوم صور ،انتبهت لاخيها كان يبدو متوترا فقالت "ماذا يزعجك ؟"رد عليها "لاادري حقا "ابتسمت وقالت "اظنني افهم لا تقلق تصرف على سجيتك واترك كل شيء لي "قال "هل ستساعديني ؟"ردت "طبعا عدنان لن تكون الا راضي استطيع فهم ما تريده وما لا تريده وعلى هذا الاساس ساتصرف"ابتسم عدنان وشكر اخته وتركها ،وقفت بحماس وقالت حسن اولا ذلك الغريب لن اراه ثانية لان الحفلة مقتصرة على الاقارب اكيد انه ليس من المدعوين وقد لا اراه مجددا وثانيا علي التركيز على اخي وسارة ،لكنها عادت تنظر الى المراة قائلة "هذا لايعني ان تصرفك كان مقبولا بتاتا "،اسرعت للحمام استحمت وجففت شعرها ورتدت الفستان الذي اشترته هذا اليوم ،ووضعت المساحيق وتركت شعرها ينسدل على ظهرها كالحرير،عندما انهت كل ذلك وقفت تنظر الى نفسها باعجاب ،ابتسمت لنفسها وقالت وهي تنظر الى ورقتها "من الذي سيصدق ان غريبا غبيا اخرسني" ،خرجت من غرفتها وجدت سارة تقفل باب غرفتها ،ابتسمت لها نور وقالت "تبدين جميلة بل فاتنة "ضحكت سارة وقالت "لا اظنني اضاهيك "ارضى رد سارة غرور نور وكان هذا ما كانت بحاجة اليه لتعود الى طبعها فقالت "عزيزتي ارجو ان يملك الجميع في الاسفل نظرتك المنصفة "ضحكت سارة وقالت "نور انت هي انت نور "فهمت نور تلميحها فقالت ضاحكة "مع انك تبدلين جهدك حتى لا تكوني سارة "سالتها سارة"هل سانجح؟ "قالت لها نور واضعة يدها على كتفها "انت تفكرين جيدا وانا واثقة انك ستنجحين لكن سارة لولا انك انت سارة لما عرفت خطو الخطوة الاولى "سالتها "ماذا تقصدين ؟"ردت "اقصد ان ذكاءك هو ما مكنك من معرفة الطريق الصحيح "سارتا ببطا ونزلتا الدرج كانت سارة تفكر في كلام نور وما تقصده وكانت نور تفكر في افضل طريقة لتقنع الجد بوجهة نظرها وغرق كل منهما في صمت يخفي الكثير ،عندما وصلتا وجدتا الجميع في الاسفل كل في شان ،تركت نورسارة وذهبت للمكتبة في طريقها رات جهينة كانت متالقة اعترفت نور لنفسها وهي تلج باب المكتبة انها لا تضاهي جهينة جمالا ابدا ،كان جدها جالسا جامعا يديه على الطاولة ،كان يفكر عرفت نور انه غارق في امر ما حتى انه لم يسمعها عندما دخلت ،وقفت امامه ونادته "جدي عذرا هل ازعجك ؟"رفع راسه ليرى حفيدته تتالق جمالا في ثوبها ،ابتسم وفكر "ستعجبه ستعجب ايا كان "نادته "جدي "رد عليها "اهلا بحفيدتي المدللة "جلست على الكرسي وقالت "هل انت مشغول ؟"رد "كنت مشغولا ،ماذا تريدين ؟"قالت "محادثتك بصراحة تامة "قال وهو يتكا على كرسيه "طبعا تكلمي "قالت" بخصوص عدنان اظن انك بعد ان تفرغ مني ستتجه له اليس كذلك "ضحك الجد من صراحة نور وقال "انا لم ابدا بعد لكن لا باس تفضلي وتابعي "قالت "اعتقد ان سارة هي اختيارك له اليس كذلك "رد "طبعا انها الافضل "قالت "يمكنك ان تطمئن يوجد ميل بينهما لكن يوجد مشكلة "قال "والمشكلة هي التى دفعتك للتدخل "ردت "اجل الواقع عدنان يحبها وهي كذلك اظنها تحبه "قال لها "اعرف ذلك "قالت "جدي اريدك ان لا تتدخل في امرهما اريد... "قاطعها قائلا "تريدين ان يكون عدنان هو من يتخد الخطة الاولى "قالت "صحيح اريده ان يشعر بجمال تلك اللحظة وان لا يشعر ان الامر فرض عليه فرضا "قاطعها "اعرف كيف يفكر عدنان وتريدين ان يشعر انه هو من اختار سارة "قالت "اجل جدي انه لايثق كثيرا في نفسه اتركه لبعض الوقت وتاكد انه سياتيك بنفسه ليطلبها منك اريد ان يشعر بحبه لها وان يدفعه حبه ليخطو خطوته الاولى بكل ثقة وبدون ضغوط او خوف او شك "فكر الجد وقال لنور "حسن عزيزتي لن اتدخل ابدا ساترك الامر وساجعله يعتقد انه خارج مخططاتي بالكامل هل يرضيك هذا ؟"نهضت واسرعت لجدها وقبلت خده قائلة "يرضيني "ابتسم وقال "جيد هناك امر اريدك ان تفهميه كل ما فعلته هو لاضمن سعادة عائلتي احيانا قد تفوتنا فرصة عيش السعادة من دون ان ندرك وعندما ندركها نكون قد فقدناها اردت فقط تجنيب عائلتي هذا الامر لذا كنت ابحث عن اسباب سعادتهم حتى من دون ان يؤمنوا هم بها لاني كنت مقتنعا انهم سيؤمنون بها يوما ما وعندها لا تكون قد ضاعت من بين ايديهم بل يكونون فقط عميانا لا يروها وان تعتقد ان الامر غير موجود افضل من ان يكون حقا غير موجود اليس كذلك "ابتسمت نور وقالت "طبعا اذ يبقى دوما هناك امل "ابتسم الجد وقال "صحيح "وقف الجد فقالت نور "لا اظنني عمياء هلا تركتني ابحث عن سعادتي بنفسي "نظر اليها وقال "ماذا لم فقدتها ؟"ردت "لن افعل ؟"سالها "ماذا لو اخطات في معرفتها ؟"ردت "عندها ساستحق كل ما سيصيبني "قال الجد "حتى لو كانت عندها التعاسة ما ستصيبك "ردت "اعتقد انك فقدتها اليس كذلك ؟"لم يجبها الجد فقالت "لكنك سعيد نوعا ما معنا "قال "ماذا تحاولين ان تقولي ؟"ردت "جدي ربما كان ما فقدته سببا فقط ربما كان ذلك لانك سبب في سعادة اخرين وما كنت لتعيش معهم لو لم تفقد فرصتك الاولى "فكر الجد في كلامها فقالت "ربما لا تكون السعادة محصورة في شخص الا تعتقد انها اكبر من ان تحصر في شخص واحد وفي فرصة واحدة "ابتسم وقال "ربما فقدت فرصتي الاولى في العيش مع من احببت لامنح فرصة اخرى في ان اعيش مع من يحبونني ربما هذا صحيح لكن ما لا تعرفينه ان السعادة قد تحصر في شخص واحد يكون هو كل شيء وفي فقده لايملا غيابه شيء "قالت وهي تسير مع جدها "اظن اني اتمنى ان لا التق بمثل هذا الشخص"وخرجت من المكتبة مع جدها الذي ابتسم لكلامها قائلا "الامنيات لا تتحق غالبا "......
أنت تقرأ
رواية المخبأ خلف الايام لكاتبة مريم نجمة
Roman d'amour"ردت الام "ان جدك انسان طيب "قالت نور ترد على امهما "يمكنني تقبل كرمه وعناده وغروره وحسناته القليلة وسيئاته الكثيرة لكني ارفض فكرة تدخله في زواجي رفضا قاطعا ،لذا وحتى اجنبك واجنب والدي الاحراج لن احضر "تنهدت الام وقالت "على كل حال لقد بلغت الرابعة و...