🌹الفصل الثامن🌹

191 8 0
                                    

الفصل الثامن
اذن تقرر امر زواج نور وجاد بدون حفلة ،لم يرض احد بهذا الامر واظهروا انزاعجهم من العروسين المهملين جاد كان وحيد امه كانت امه تحلم بيوم زواجه رغم عدم رضاها التام بزوجته لكنها تمنت رؤيته عريسا ،وكذلك كان الامر بالنسبة لنور فهي وحيدة والديها وكلاهما حلما بهذا اليوم ،اعتبروا جميعا تصرفهما غير مسؤول وفيه عدم احترام لرغباتهم ،تجاهل جاد الامر ببرود اما نور فلم ترغب في احزان والدها لكنها لم تقل شيءا ففي النهاية الزواج كله تمثيلية ،في الصباح تم عقد قرانهما وعادوا للمنزل بعدها صعد جاد ليزل حقائبه وكذلك فعلت نور كان الجيمع في انتظارهما في الردهة ،فكر زهير وهو ينظر لابنته وهي تحمل حقائبها وقال لنفسه "كم هو غريب زواج نور لطالما اعتقدت انه سيكون الاكبر والاهم "نظرت خالدة لابنتها وقالت لنفسها "ابنتي رغم خطئك فانك كنت تستحقين حفل زواج وتستحقين فرحة ارتداء الثوب الابيض الذي ترتديه الفتاة مرة واحدة في حياتها "،بينما الخالة نور كانت تنظر لابنها بحزن وخوف شديدين في النهاية نفد ما اراده وهو العودة لطريقه الذي حاولت والدته اخراجه منه ،تكلم الجد "اذن ستغادران "قال جاد "اجل من اجل ان نصل للمنزل ابكر "رفعت نور راسها لترى نظرات والديها ،كادت الدموع تنهمر من عينيها شفقة عليهما انهما لا يعرفان حقيقة الامر ،ابتسم الجد وقال "كنت اتمنى ان تغادران مساءا لكن لا باس ستاتيان لزيارتي اليس كذلك ؟" تكلم جاد "طبعا سناتي لزيارتك ورؤية والدتي هي ستمكث عندك من اليوم فصاعدا " قالت والدته "احسنت التخلص مني " ضحك جاد وقال "لا ليس الامر هكذا " ابتسمت خالدة وقالت "نور واحدة تكفي ان اجتمعتا معا فستصاب بالجنون اكيد "ضحك جاد وقال "وانت خالة خالدة هل ستمكثين هنا ؟" قال زهير "سنغادر بعد اسبوعين "كانت نور صامتة بينما كان الجميع يتحدث ،بعدها ودعت الجيمع بحزن واضح واسرعت لسيارة جاد ،ودعهم جاد بهدوء ووضع الحقائب في السيارة وانطلق ،قاد جاد السيارة بسرعة ليبعتد من المنزل ،التفت اليها راها تضع يدها على خدها وتراقب الطريق ،فكر جاد هل ندمت ،تكلم قائلا " مابك لم تنطقي بكلمة واحدة اليوم "،ردت عليه من دون ان تلتفت "لا شيء "فكر جاد وقال "الانك لم ترتدي الثوب الابيض لا افهم لما هذا الامر مهم عند الفتيات "لم تجبه فتابع "هل تريدين السكوت طوال اليوم " ردت "انا حزينة لكن ليس بسبب الثوب الابيض انما حزنت لحزن والدي " لاحظ جاد ضعف صوتها فسال "هل تبكين ؟"ردت عليه "كبحت الدموع بصعوبة امام والدي انهما لا يستحقان ان اخدعهما هكذا "،قال جاد "الامور اتخدت مسارها الان لا وقت للندم والحزن ولا ضرورة لذلك بعد مدة سننفصل وتعودين اليهم وستحظين بفرصة اسعادهم " لم ترد عليه نور ،سكت جاد وتابع قيادته ،لم يتبادلا بعد ذلك كلمة واحدة الى ان وصلا الى المنزل ،اوقف سيارته امام منزل كبير ،نزلت من السيارة ورفعت راسها بدهشة وقالت "كم هو كبير منزلك لابد انه يساوي ثروة " ابتسم وقال "هل اعجبك ؟" ردت "انه رائع " اخرج حقائبه وحقائب نور ،اخذت نور حقائبها ،قادها جاد الى الباب فتحه دخلت نور اولا كانت الساعة الكبيرة المعلقة على الجدار تدق دقتها السادسة مساءا ،فزعت من صوتها فقال جاد "هل اخافك صوت الساعة ؟"ردت "لا ابدا "قال وهو يتقدم "لست قوية كما تبدين انت جبانة صغيرة "ردت بغضب "هاي انت لو كنت جبانة لما وافقت على مرافقتك في ظل هذه الظروف " قال لها وهو يلتفت " لاتقلقي هذا المنزل لا يعلم به ثالث انه سري الصغير لذا ستكونين هنا بامان تام "تقدمت ووقفت معه وقالت "لست خائفة من عصابتك ان امسكوا بي يوما فلن يحصلوا على شيء ابدا حتى نظرات خوف لن يروها "ابتسم وقال "هكذا "ردت "هكذا "لاحظ جاد بريق عينيها فقال "حسن لابد انك اقوى قليلا هل تحسن مزاجك"قالت وهي تتابع السير صاعدة الدرج "بالنسبة لمشاعري لا ازال حزينة على اهلي لكن سانتظر ذلك اليوم الذي تتحقق رغباتهما بفارغ الصبر"قال وهو يلحق بها "يوم زفافك الحقيقي "ردت "يوم زفافي الحقيقي الى ذلك اليوم ساعتاد على الامر ثم ان العيش في هذا المنزل ليس بالامر الذي يصعب اعتياده "ضحك وتابع تقدمه عليها ،وصل الى غرفة فقال وهو يقف عندها "هذه ستكون غرفتك لم اجهزها جيدا طبعا لاني لم اعلم اني ساعود متزوجا "قالت وهي تتقدم وتفتح الباب "اياك ان تعتقد اني متواضعة في هذا الامر فساحصل على افضل غرفة "دخلت كانت الغرفة واسعة وبها شرفة ،اسرعت وفتحتها وجدتها تطل على منظر خلاب اسر ،قالت وهي تلتفت له "انها تقريبا تشبه غرفتي في منزل جدي الا ان هذه اكبر والمنظر الذي تطل عليه رائع اما في ما يخص الاثاث "تحركت الى الداخل وقالت وهي تنتقل بنظراتها بين اثاث الغرفة "لا يعجبني "ضحك وقال "طبعا هذا متوقع منك نور لكني مفلس تقريبا لان المنزل اخد كل مدخراتي "قالت "هل تعني "قال "نور زهير انت لست في منزل جدك او والدك عليك الاعتياد على هذا الوضع "ردت عليه "هل تعني اني ساقيم هنا بهذا الاثاث المتواضع "رد عليها "ما اعنيه ايضا ان الطعام لن يكون فاخرا ودسما بل عاديا "ردت مقاطعة "هل تفكر في تجويعي ايضا"ضحك وقال "نور زهير تحملي قليلا فقد عشت حتى اليوم حياة البذخ لا باس ان تعيشي اياما في الفقر "جلست على الكرسي وقالت "لو اخبرتني مسبقا اظن اني سابدا البحث عن عمل من الغد "اخد جاد كرسي اخر ووضع مقابلا لكرسي نور وقال بجدية "نور هذا غير وارد بتاتا "فوجات وقالت "ماذا ...لماذا ؟"رد عليها "انت تحملين اسمي انت زوجتي العصابة لها نفوذ هنا لذا سيعثرون عليك سريعا " قالت "اذن "رد عليها "لن تتعاملي مع احد من الغرباء ستكونين حذرة ساتجنب الخروج معك في الغالب سيبدؤون بملاحقتي غدا عندما ازور المكتب لا اريد ان يراك احد معي "قالت له "هل تعتقد انهم قد "رد عليها "ان عرفوا بوجودك فسيضغطون علي بك لا يعرفون الرحمة ابدا "قالت بوهن"اذن انا هنا سجينة "قال "في الوقت الحاضر ، عندما تحل القضية ستعودين لحياتك الطبيعية " قالت وهي تقف "حسن لكن يمكنني الخروج احيانا للتبضع " قال لها وهو يقف "طبعا " فكرت فجاة وقالت "جاد ان امسكوا بي ماذا سيكون موقفك ؟" رد عليها بوجه عابس "لن ادع الامر للحظ او الصدفة بالتاكيد لن يمسكوا بك احسب حسابا لكل شيء "ردت عليه وهي تفكر لقد هرب من السؤال "لكن ان امسكوا بي افرض" قال لها "اظن الاجابة واضحة "قالت "ليست لي "فقال لها "انا لا ابتز "فهمت نور ما يقصده فقالت "تعني لك القضية الكثير لاستعدادك التضحية بي من اجلها، بالرغم من اني لست زوجتك الحقيقية الا اني ابنة خالتك الا يعني لك هذا شيءا ؟"قال "لذلك لن ادع الامر للحظ "قالت له "اطمئن فساحمي ايضا نفسي وساكون يقظة لاني لا اريد ان انتهي هنا في يد عصابتك هلا تركتني الان ارتب اغراضي ؟" تحرك جاد وقال "حسن لك ذلك مذا عن طعام العشاء "قالت له " لااعتقد انه يوجد شيء صالح للاكل في مطبخك هذا ان كان فيه الاواني "قال "انت محقة انه فارغ تماما لكن لا تقلقي ساملؤه لك غدا "ردت "جيد هذه الليلة ساتحمل النوم بدون طعام "وقالت لنفسها "اصلا لاتوجد لي قابلية للاكل لقد افقدني هذا المتبجح شهيتي "،تحرك جاد خارجا واقفل الباب وضعت نور امتعتها في زاوية في الغرفة واخرجت الكرسي للخارج وجلست في الشرفة تمتع عينيها بجمال الطبيعة ،منعت نفسها من التفكير في جاد وفي معنى ما قاله ،ظلت جالسة في كرسيها الى ان بدا النعاس يلاعبها ،عندما غلبها النعاس دخلت الغرفة واقفلت نافدة الشرقة وارتمت على السرير هناك وهي تتمتم "ساعتاد الامر انا اقوى ".......

رواية المخبأ خلف الايام لكاتبة مريم نجمةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن