الفصل العشرون والاخير

312 9 0
                                    

الفصل العشرون والاخير

في صباح اليوم الثالث لدفن المرحوم سليم غادر جاد المنزل ،كان عليه متابعة القضية ووضع نهاية لها ،لذا قصد منزله تاركا نور في البيت الكبير مع عائلتها ،بينما كان قد غادر شقيقها سليم بعد عصر اليوم السابق،رغم الحاح والده عليه للبقاء ...
مضى اليوم ثقيلا ،كثر المعزين وامتلا المنزل مجددا بهم ،لم تغادر نور غرفتها وقد لزمتها سارة ، قصت عليها ما دار بينها وبين عدنان من كلام ،ابتسمت نور وقالت "انا ايضا سعيدة لانه لم يطل الامر اكثر "وضحكت واضافت "سارة الا تعتقدين معي انه مغفل كبير "ضحكت سارة وقالت "حسن لايمكنني قول ذات الكلام عن خطيبي "قالت نور " انك تحبينه بالفعل كنت لاتالم كثيرا لو لم يقم بالخطوة الاولى ، تعلمين سرا كنت لاتدخل بهذا كما كان يتدخل جدي في الزيجات "ابتسمت سارة وقالت "بطريقة ما لقد تدخلت تلك الصورة التى التقطتها اعادت لي الامل فقد تعبت من ملاحقته بلا جدوى "قالت نور وهي تقف "انك اذكى من هذا الم تعرفي انه يحبك ؟"خفضت سارة بصرها وقالت "المشاعر لايمكن التكهن بها "سارت نور الى الشرفة ووقفت تراقب المعزين المنصرفين وقالت "يحتاج الامر الى بصoيرة ثاقبة "وتذكرت جدها في تلك اللحظة وكاد يلفها الحزن لولا تدخل سارة قائلة "حسن ماذا عنك سمعت انك حامل "التفتت اليها نور وقالت "اتمنى ان تكون انثى "سالتها سارة "ماذا ستسمينها ؟"ابتسمت وقالت "امل " فكرت سارة وقالت "اسم رائع " عادت نور تجلس الى جانب قريبتها وقالت وهي تضع يدها على يديها "اذن بعد شهر"قالت سارة "بعد شهر "قالت نور "لكن هذا ..."وتوقفت وهي تفكر في زواجها الذي لم ترتدي فيه الثوب الابيض ،رغم ان جاد وعدها بحفل لكن الامر الان بعد حملها لم يعد له معنى ،لاحظت سارة شرودها سالتها "ما الامر ؟"ردت نور "لن تتمكني من ارتداء الثوب الابيض بسبب الحداد "قالت سارة "لاباس هذا لايهم كثيرا " ردت نور "لا ابدا لن اسمح بذلك ستحظين بحفل زفاف فخم وراق "نظرت اليها سارة وقالت "لكن "قالت نور "سيتاجل شهرين اخرين وهكذا نكون قد تخطينا اربعين جدي بوقت عرسك سيكون بعد ثلاث شهور "لم ترد سارة وانزعجت من تدخل نور، التى تابعت قائلة "اعرف انك منزعجة الان لكن تاكدي انك لن تندمي "لم ترد سارة وتفهمت الامر فقد بدات تعتاد تدخلات نور المزعجة وتوافقها مادامت ستكون نتائجها مرضية ،ظلت نور تنظر الى سارة التى زمت شفتاها واخيرا تنهدت وقالت "سيكون الامر مثل التقاطك للصورة وساشكرك لاحقا اليس كذلك " ضغطت نور بيديها على يدي نور وقالت "تماما ".......

شعرت نور وهي تنزل في المساء مع سارة للانضمام للعائلة انها بدات تشبه جدها كثيرا ،هل كانت تحب ذلك لم تعلم ،لكن كان الاهم عندها ان لا تدع فرصة السعادة تفوت على احد من احبائها طالما كان بامكانها ذلك ..

في اليوم التالي غادرت العمتان واولادهما ،بقيت فقط عائلة زهير والخالة نور ،اثناء اجتماعهم على طاولة العشاء ،تكلم زهير قائلا "مادمت ستتزوج عدنان فقد حان الوقت لتحمل مسؤولية العمل "سالت خالدة "ما قصدك ؟" رد زهير "حسن فكرت كثيرا وقررت ان اترك عملي لعدنان سيمسك ادارة اعمالي وسابقى هنا في منزل والدي رحمه الله وكذلك انت خالدة لن نعود الى منزلنا "ونظر لعدنان الذي كان يصغي لقرار والده بهدوء "منزلنا سيكون لك يمكنك تغيير اثاثه وتجديده وستستقر هناك " لم يرد عدنان وادار الامر في عقله ،سالته نور " الفكرة جيدة وسترتاح اخيرا ابي ولن يقفل منزل جدي "فكرت خالدة وقالت "انا لست معارضة "والتفت الجميع لعدنان الذي قال "حسن لاداعي لتجديد المنزل سارة لن تكره العيش في منزلنا ولن تعترض على اثاثه احب الابقاء على المنزل كما هو "ردت نور "سارة تحب ما تحبه اكيد " ،نظر الجميع اليها شعرت بالخجل وقالت "حسن هل قلت ما يعيب ؟"سكتت وتابعت "حفل زواجك عدنان سيكون بعد ثلاث اشهر لقد اتفقت مع سارة "بلع عدنان ريقه وكاد ينفجر في شقيقته لتدخلها قالت نور مبتسمة لانها فهمت ما يجول في فكر عدنان "لان سارة تستحق حفل زفاف ضخم وقد وعدتها بذلك "سكتت وسالته "ما رايك عدنان الا تريد رؤيتها بثوب الزفاف ؟"رد عدنان بين اسنانه "طبعا اريد "قالت نور "اذن اتفقنا "وتابعت اكل طعامها ،قالت نور والدة جاد "ارى انك تتحولين الى المرحوم سليم يا نور " رفعت راسها نظرت لخالتها ثم اجالت نظرها لباقي افراد عائلتها الذين كانوا يحدقون بها ،وقالت "جدي كان رائعا لن يشبهه احد " وعادت لطبقها ،سكت الجميع وتابعوا طعامهم بهدوء ....

رواية المخبأ خلف الايام لكاتبة مريم نجمةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن