🌹الفصل السادس عشر🌹

123 6 0
                                    

الفصل السادس عشر

في صباح اليوم التالي استيقظ جاد نشيطا ،كانت الساعة تدق دقتها التاسعة صباحا ،عندما كان يتناول طعامه ،كانت والدته نور تراقبه وهو يتناول طعامه بشهية ،سالته عندما انهى الاكل "كنت جائعا جاد "ابتسم وقال "لم اشعر بالراحة كما اشعر بها الان منذ مدة "،ونهض واضاف "امي دوما يجب ان نشارك متاعبنا مع اشخاص يمكنهم مساعدتنا في ازالة هذه المتاعب "ردت والدته قائلة "لقد تغيرت كثيرا "،فكر جاد ان والدته ربما لن تحب تاثير نور عليه ،سالته عندما وجدته صامتا "هناك ما حيرني "سالها جاد "ماذا ؟"قالت له "لماذا اخترت غرفة نور بالذات ؟"ابتسم جاد انه الشوق لنور لكنه لم يقل هذا ولم يزد عن ابتسامة ،سالته والدته "هل تحبها حقا ؟"رد جاد "علي ان اعترف لم اكن اريد الزواج منها لكن الان لااريد ان انفصل عنها "ابتسمت والدته وقالت لنفسها "هذا يعني انك تحبها "،غادر جاد المطبخ واتجه لمكتب الجد ،عندما دخل عليه وجده جالسا على الكرسي ،ابتسم وقال "صباح الخير جدي "رد الجد "صباح الخير هل تناولت فطورك ؟"رد عليه "اجل "وجلس الى جانبه ،لاحظ جاد ان الجد كان تعبا ،كان وجهه شاحبا ساله "هل تناولت انت فطورك ؟"رد الجد "اجل "ساله جاد "هل نمت قليلا تبدو ...."قاطعه الجد "لم استطع النوم الى ان وجدت حلا لهذه المشكلة ؟"ساله جاد "على ماذا يعتمد الحل "رد الجد "على السيد بالدرجة الاولى "ساله جاد "ماذا ؟"رد الجد "اقدم وانفع طريقة فرق تسد "فكر جاد وقال "تريد ان ....."قاطعه الجد "اذا نجحت سيقضي السيد على شقيقه"قال جاد "لكن فهد هو الابن الروحي للسيد انه ...."قاطعه الجد مجددا وقال "اذا وجد السيد نفسه امام خيارين فانه سيختار مصلحته اولا تماما مثلما فعل شقيقه عندما اختار مصلحته وباع السيد "قال جاد "وماذا ان اكتشف السيد الخطة "قال الجد "انه ستاكد من امر واحد وهو صحة ما ستقوله له عن اخيه اما الباقي فلن يفكر فيه ابدا لانه لن يهتم بدوافعك بل بدوافع اخيه لخيانته "فكر جاد "انها خطة خطيرة اذا فشلنا "قال الجد "انا لا اراهن على شيء ولا اضع احتمالات لفشلها لان نور ستكون المتضررة هل تعتقد اني اغامر بنور للاشيء "ردد جاد في عقله كلام الجد وفجاة قام وقال "تريد ان تعيد نور الى اللعبة "قال الجد "اجل انها وسيلة الالهاء لفهد"تسمر جاد مكانه وقال "جدي انها نور "ابتسم الجد لاول مرة منذ دخول جاد عليه وقال "لانها نور ان واثق من نجاحها"جلس جاد وقال "ان السيد ان علم ان نور هي السبب سيحاول قتلها بكل تاكيد "قال الجد "ان كان حب فهد لنور صادق فانه سيمنع شقيقه من اذية نور حتى ان كانت حياته الثمن اخبرني الا تقدم حياتك لحماية من تحب ؟"قال جاد "افعل بكل تاكيد "قال الجد "وكذلك سيفعل فهد "سال جاد "هناك ثغرة في خطته ماذا ستكون حجتي التى ساقدمها للسيد لتقديمي هذه المعلومات "ابتسم الجد "لن تحتاج الى حجة ان احسنت التمثيل "ساله جاد "ما قصدك ؟"قال الجد "ستترك السيد يمسك بك ،سيمسك برجل غيور نادم لخسارته الفتاة التى يحب "فكر جاد وقال"ماذا ان قتلني؟ "قال الجد "عليك ان تكون مستعدا للفرار عندما يمسك بك ولن يخرج الامر عن ثلاث احتمالات اولها ان تهرب والثاني ان يستغلك والثالث ان تموت "قال جاد "اي الاحتمالات اقرب ؟"قال الجد "ان لم تهرب ستقتل لان غضبه سيكون جارفا "سال جاد "ونور ؟"قال الجد "هي ستحمي نفسها من فهد جيدا انها حفيدتي اثق بها كليا وفهد سيحميها من شقيقه "ساله جاد "وانا ؟"رد الجد "انت ان هربت ستراقب الوضع من بعيد "فكر جاد وقف وسار في الغرفة مجيئا وذهابا والجد يراقبه ساله بعد مدة "لا حل اخر "قال الجد "انه الافضل عندما تنتهي المرحلة الاولى الاصعب سيتولى الاخوان اتمام الامر لا تقلق " تنهد جاد وقال "انها خطة ذكية وخطيرة جدا ان فشلت انا ونور ......."قال الجد عندما سكت جاد "انا اثق بك وبنور كل ماعليك فعله هو الثقة بنفسك وبنور "جلس جاد وقال "اذن علي اعادة نور الى المنزل "قال الجد "خطتك كانت ساذجة هي ستمكنك من كسب القضية لكن لن يتخطى الامر هذا فالسيد سيفر بجلده وفهد سيظل حرا يبحث عنكما وستعيشان برعب دائم وانت لن تتمكن من مجابهة فهد"قال جاد "من المخزي هذا كانت فكرتي قبل يوم مبهرة ومضمونة "ابتسم الجد وقال "ليست مضمونة البتة " فكر جاد وقال "اذن اولا اعيد نور الى منزلي ثم اتصل بفهد واخبره بقرار نور بالموافقة واتجه للسيد لكن نور ستبقى بمفردها "قال الجد " لا لاني ساعود معك فالافضل ان يقيم معكما شخص لابعاد الشبهة عن علاقتكما "قال جاد بارتياح "هذا مريح حقا اقامتك مع نور فكرة سديدة "ضحك الجد وقال "رغم كل شيء انت لا تعرف نور "،قال جاد "اذن ساعود لنور ماذا عنك ؟"قال الجد "سانطلق لمنزلك عندما تعود بنور ستجدني في منزلك" قال جاد "حسن سانطلق قبلك شكرا لك جدي اعلم ان السفر بعد ليلة بيضاء مرهق "ابتسم الجد وقال "لا تقلق صديقي وخادمي هو من سيقود انا سانام فقط بالمناسبة لايمكننا ترك والدتك هنا ستسافر معنا وساتركها في منزل شقيقتهاخالدة "قال جاد "حسن فهي لن تفهم زيارة فهد لنور ابدا " قال الجد "هذا صحيح " فكر الجد وقال "فقط هل تعتقد ان نور ستبقى في المنزل سجينة لمدة غير محدودة؟" قال جاد "الن تفعل ؟" ضحك الجد عندما فكر في نور وقال "الم اخبرك انت لا تعرف نور لذلك خطتك غير مضمونة"قال جاد "لقد وعدتني انا اثق بها " قال الجد "وانا اثق في معرفتي لطباع نور ".
قام جاد بعد ان غادر مكتب الجد بنسخ الاوراق التى قدمها له فهد اخفى النسخ في غرفة نور ،واخذ الاصل معه فهو لم يكن مستعدا للمخاطرة بكشف السيد للعبتهم ،غادر بعدها جاد بعد ان ودع امه ،التى لم تستطع فهم ما يحصل ،لم تستطع ان تناقش الجد عندما امرها بالاستعداد للمغادرة والانتقال لمنزل خالدة ،لم تستطع الرفض او حتى الاستفسار ،كان امرا لا يناقش ،بعد ان غادر جاد بساعة انطلقت السيارة بالجد ونور والدة جاد ،بعدها بدقائق استسلم الجد للنوم ...
كانت نور في المنزل المستاجر قد بدات تشعر بالملل والضيق فلا الرسم ولا الاعمال المنزلية ولا التلفاز ابعدوا عنها الشعور بالوحدة والملل ،امضت ليلتها تتقلب على السرير ،لم تتمكن من النوم الا في ساعات الصباح الاولى ،لم يكن الامر سهلا لم يكن سهلا ابدا ،ولم تستطع التوقف عن التفكير في جاد حتى اعتقدت انها بدات تجن ....
عندما انهت نور اعمالها ،جلست على الاريكة ،كانت تصغي الى دقات الساعة الرتيبة المعلقة على الجدار ،اغمضت عينيها ،بقيت على هذا الوضع نصف ساعة كاملة ،فتحت عينيها ،نظرت للساعة وقالت "ان بقيت هكذا ساجن بالتاكيد "نهضت وسارت الى النافذة ،قالت تخاطب نفسها "ان جاد بعيد الان وكذلك عمر ،جاد يبالغ كثيرا في خوفه لن اصاب بمكروه ان خرجت قليلا "اسرعت الى غرفتها ،اخذت نظارتها وضعتها واضافت قبعة على راسها اخفت تحتها شعرها ،القت نظرة على نفسها في المراة وقالت بابتسامة "جاد و لن يعرفني "اتسعت ابتسامتها واضافت "كما ان جاد بعيد ولن يعرف اني خرجت "ضحكت لنفسها غيرت ثيابها واخذت احمر الشفاه ،وضعت المساحيق في وجهها بعناية فاختلف شكلها قليلا وبدت اكبر سنا ،اخذت معها حقيبة صغيرة وضعت فيها اوراق مالية ،وخرجت واقفلت باب المنزل ،سارت بضع خطوات لتلتقي وجها بوجه مع امراة طويلة القامة نحيلة الجسم كانت شاحبة بدت لنور وكانها مريضة،ابتسمت المراة لنور بادلتها نور بابتسامة خجولة مرتبكة،وحاولت متابعة السير الاان المراة استوقفتها قائلة "انت جارتي الجديدة اليس كذلك انا اسكن في ذاك المنزل "فكرت نور "انها الممرضة "،قالت نور "يسعدني ان نكون جيران علي المغادرة الان عذرا منك "وانسلت سريعا وهي ترسم ابتسامة على وجهها ،خفضت سرعتها عندما ابتعدت ،تساءلت كيف عرفت المراة انها جارتها مع انها لم تلتقي بها من قبل،التفتت لترى ان المراة اختفت نظرت للمنازل قالت لنفسها من الطبيعي ان يكون الغريب هو ساكن المنزل المؤجر ولعلها راتني اغادر المنزل،ضربت بيدها راسها بخفة وقالت "غبية "،كان الطريق محاطا بالاشجار ،تابعت سيرها عندما مرت سيارة اجرةعلى الطريق اوقفتها بيدها ،ارتاحت عندما راها السائق وتوقف ،دخلت السيارة ،سارت بها السيارة حتى وصلت الى قلب المدينة ،نزلت من السيارة شكرت السائق وتابعت السير تفرجت على المحال التجارية اشترت ثيابا لجاد وفكرت في شقيقها عدنان و امضت بقية اليوم تبحث عن خاتم مناسب يرضي سارة فنسيت الوقت ونسيت حتى ان تتناول غذاءها ابتسمت وهي تقف امام محل رات من خلال زجاجه خاتما فريدا انيقا ابتسمت ودخلت المحل ،واشترت الخاتم وخرجت ،عندما وقفت خارج المحل تسمرت ،لم تكن متاكدة ان كان ماتراه حقيقة ،كان جاد واقفا اماما رابطا ذراعيه على صدره وكان يرمقها بنظرة غضب ،بلعت نور ريقها واحتضنت الاكياس وقالت "جاد ...."قال جاد " ماذا تفعلين هنا ؟" قالت بصوت مرتعش "انا ....انا الواقع "قاطعها بنفاذ صبر وقال "فلنذهب للمنزل اولا "اسرعت الخطى وراءه تبعته لسيارة اجرة وركبت خلفه ،لم يقل لها شيءا ،كان جاد يفكر في كلام الجد لقد كان محقا تماما لقد عرف ان نور لن تفي بوعدها له ،انه لا يعرف نور بالرغم من كل شيء ،اسرعت نور تنزل من السيارة عندما توقفت فتحت باب المنزل سريعا ودخلته ،وضعت الاغراض في غرفة المعيشة ،كانت متوترة لقد عرفها حتى بتنكرها كيف هذا ؟،سمعت باب المنزل يغلق بعنف ،وفي ثواني كان جاد مجددا واقفا امامها يرمقها بذات النظرات كرر سؤاله "ماذا كنت تفعلين هناك ؟" قالت وهي تتحرك في الغرفة "كنت اتبضع "سالها بغضب "لقد اشتريت لك كل ما تحتاجينه لماذا خرجت من المنزل لقد وعدتني "قالت "لم استطع الحقيقة لم اتمكن من البقاء حبيسة المكان والافكار كنت قلقة و...."سالها جاد "ماذا لو لم اعد اتعتقدين ان ارتداء قبعة ونظرات قد ينفع "قال هذا ونزع قبعتها فانسدل شعرها على ظهرها ونزع نظاراتها واضاف "يمكنني معرفتك بسهولة حتى ولو وضعت شعرا مستعارا "قالت نور "انا ....انا ....انك تبالغ لن يعرفني احد لا يعرفني مسبقا وانا "قال جاد "انت عنيدة ومدللة ولا تسمعين لاحد و"قالت نور "توقف جاد اعرف لقد اخطات انا اسفة .....ارجوك لا تكلمني بهذه الطريقة "قال جاد "انا غاضب نور غاضب انك لاتعرفين الخطر المحدق بك انك مستهترة ولا تقدرين عواقب الامور "قالت نور " لست غبية "رفع جاد يده وقال "طبعا لست غبية انت حفيدة جدك هذا ماتريدين قوله انا تعبت منك نور بالرغم من حبي لك وقلقي عليك الا انك لا تقدرين شيءا "قالت نور "انا ايضا احبك وكنت قلقة عليك "قاطعها وقال "نور توقفي لاشيء سيعيد ثقتي بك لقد خدعتني ببساطة" قالت نور "جاد انا ..."جذبها من يدها بقسوة وقال "انا لن انسى انك خدعتني وعدتني ونكثت وعدك كثرة اخطائك قد تقضي عليك انك لا تدركين ان .."سكت عند هذه الكلمات وتركها وقال "جهزي نفسك سنغادر "قالت "نغادر الى اين ؟"قال جاد "الى المنزل لذلك عدت لاعيدك "سالت "والمخطط ؟"قال جاد "جدك في المنزل ينتظرك سيرحني ان تمكثي معه لعله يعيد تاديبك "سالت نور "انا لا افهم شيءا "قال جاد "ستفهمين عندما ترين جدك اسرعي "،تحركت نور حزمت امتعتها القليلة الى جانب الثياب التى اشترتها والخاتم ،وضعت الحقيبة على الارض وقالت لجاد "والمنزل والاغراض و..."قال جاد "انت تكثرين الكلام نور تصرفي بالامر "قالت نور بجراة "حسن جاد ساعطي كل ما الاغراض لجارتي الممرضة "قال جاد "جارتك الممرضة ؟" قالت "رايتها اليوم اعتقد انها تعاني من نقص تغذية كان وجهها شاحبا "قال لنفسه "ايتها الصغيرة " ،لما لم يتكلم جاد اسرعت نور للمطبخ واخرجت الاغراض وقالت "حسن هل ستساعدني في حملها ام تكتفي بالمراقبة "قال "حسن على كل حال يجب ان نسرع "وحمل معها الاغراض ،بعد دقائق كانت نور عند باب منزل الممرضة ،فتحت لها الباب ابتسمت لها نور وقالت "مرحبا هل تذكرينني ؟انا جارتك التى التقيتها صباحا "ردت المراة الابتسامة وقالت "نعم نعم اتذكرك "قالت نور " سنغادر انا وزوجي المنزل لقد الغي عقد زوجي في العمل هنا ولا ادري ما افعل بالاغراض فلا يمكننا السفر بها "وابتعدت عن الباب لترى المراة تلك الاغراض التى قصدتها نور ،دهشت المراة وقالت "كل هذا الم تسرفي في التبضع ؟ "ضحكت نور وقالت "حسن انها عادة سيئة فانا عندما اخرج للتبضع انسى نفسي تماما "ابتسمت الممرضة وقالت "ما المطلوب مني؟ "قالت نور "ان تتصرفي فيها كما ترغبين فانا لا اعرف احدا هنا غيرك ساكون مرتاحة البال ان قبلت "قالت الممرضة "حسن انا اوافق ساتصرف بها شكرا جزيلا لك "ابتسمت نور وقالت وهي تصافح الممرضة لتودعها "اسمي نور وسررت بمجاورتك وان لم تدم طويلا "ابتسمت الممرضة وقالت "شكرا لك نور لااظن اني سانسى اسمك انا اسمي صفية"قالت نور "ارجو ان اراك يوما صفية وداعا الان " وتحركت نور عائدة الى منزلها ،كان جاد في انتظارها قال بتهكم "طالت محادثتك مع جارتك الممرضة "قالت نور وهي تحمل الحقيبة "هل نغادر ؟" لم يرد جاد وخرج من المنزل عندما خرجت نور اقفل الباب واخذ المفتاح ،انطلقت بهم سيارة الاجرة اولا الى الوكالة حيث الغى عقد الايجار وسلمهم المفتاح ،ثم تابعوا الى المحطة وسط صمت مطبق ،لم يتبادلا كلمة واحدة ......

انتهى الفصل

رواية المخبأ خلف الايام لكاتبة مريم نجمةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن