TEN

31 6 0
                                    

«لقد اصُبتُ بمرضٍ مميت،إسمهُ العيش !!»
____________________________

كنتُ علي دراية ان والدتي لن تتراجع عن قرار نقلي من الثانوية والذهاب للعيش معها.

وقد تأكد ظني عندما علمتُ انها قامت بسحب ملفي من المدرسة بالفعل.

استسلمتُ للامر حتي دون مقاومة فلا طاقة لي بها من الأساس،جمعتُ ملابسي في حقيبة واحدة كونها لم تكن كثيرة.

اغلقت الحقيبة وعندما كنتُ علي وشك مغادرة الغرفة التقطت عيني ذلك الدفتر الأسود ،مذكراتي مجددا.

نظرت لها برهه قبل ان امد يدي لاخذها ،ربما احتاجها من يعلم ؟

خرجت من الغرفة لأجد بارس في إستقبالي ،لا استطع تركه لذا كان شرطي الوحيد هو اخذه معي.

_______________________

ألقيتُ نظره أخيرة علي ارجاء ذلك المنزل الذي عشتُ فيه سنين حياتي ،استعدتُ العديد من الذكريات مرت لي مع جدتي الراحلة.

وعلي ذِكرها فقد اشتقت لها كثيراً

اغلقت باب المنزل ثم وضعت المفتاح في جيب بنطالي الأسود،نظرت أمامي لاجد والدتي تقف امام سيارة تتحدث عبر الهاتف.

اتجهت لها في مشهد خلي تماما من مشاعر الحزن والاشتياق ليحل محله البرود واللامبالاة ،وضعت حقيبتي في المقعد الخلفي تزامنا مع انهائها اتصالها الهاتفي.

هل سيكون من عيباً لو جلستُ بالخلف؟ 

فكرت بذلك برهه قبل ان احزم قراري بالجلوس بالامام بجانبها.

الجمود!

كل ما كان يصف حاله وجهي انذاك ،صمتٌ خيم علي المكان فمنذ دلوفنا السيارة لم يتحدث أي منها ولو بحرفٍ.

وضعت السماعات في اذني  استند علي زجاج النافذة سامحة الهواء المنعش بالتخلل بين خصلات شعري ليمنحني شعورا جيدا.
_______________________

المنزل كان قريباً علي عكس توقعاتي فقد استغرقنا ساعة واحدة للذهاب له.

هبطت من السيارة ليستقبل نظري ذلك المنزل المصمم بطريقة معمارية حديثة ذو طابقين ومحاط بسور كبير.

سحبت حقيبتي من الخلف ثم وقفت حالما انتهت هي من صف السيارة لنتوجه الي الداخل.

فتحت باب المنزل الكبير لابصر ذلك الاساس العصري الحديث الذي زين المكان ،تلك الباحة الواسعة التي تستقبلك حالما تدلف من الباب.

لم أشعر بطول تحديقي بما حولي غير علي صوت والدتي المتحدث.

«امتلك ثلاث أبناء صغار ،هم في المدرسة الان ،زوجي أيضا يعيش معنا هنا»

نظرت لها مطولا لاجدها تشيح بنظرها عني تناظر ما حولها دون هدف.

«كلير ،فلتصحبي جيسو الي غرفتها»

أتت إحدي الخادمات مسرعة تحمل مني الحقيبة تدلني علي مكان غرفتي.
___________________

حدقت بالغرفة بتفحص بعد خروج الخادمة ،تبدو كبيرة بعض الشئ ،أثاثها راقي ومبهج عكس غرفتها السابقه المظلمة والكئيبة.

نظرت إلي ذلك الفراش الوردي الكبير الذي يتوسط الغرفة قبل ان تُلقي بجسدها المرهق عليه.

حدقت بالسقف تفكر في شكل حياتها الفترة القادمة في ذلك المنزل في جو أُسري حرمت منه طيلة حياتها.

هل ستخطي أخيرا بالسعادة وبشكل الحياة التي طالما تمنتها؟

_________________________

Published:21/12/2022

 FATE | KJ ✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن