EIGHTEEN

18 5 0
                                    

«يذهب الكل والجميع ،والذكريات تبقي»
_____________________________

اصابني حاله غريبة من الثبات ،جسدي تصنم مكانه حتي اصبحت غير قادرة علي تحريك انش به ،وجهي بارد التعبير وروحي خالية من المشاعر.

أليس من المفترض ان اذهب الان حيث تتواجد لاتفقد حالها؟ لما جسدي ساكن بشكل غريب وذهني صافي كأنني ولدتُ للتو؟

نبح بارس بصوته ليفيق جسدي من الخمول اللاارادي ،حولت نظري له لاجده يدقق النظر لملامح وجهي كمن يحاول قراءة أن كنت بخير ام لا.

نهضت بخطي ثقيلة اجر قدمي التي تسير علي الارض بصعوبة بدوتُ كطفل يخطو اولي خطواته ،لا اعلم لما نهضت والي اين سأذهب.

كأني عقلي توقف عن التفكير ورأسي الذي كان يضج بالافكار اصبح فارغ فجأة ليتركني في حالة من اللاوعي.

استندت علي جانب الخزانة ثم سحبت منها معطف بني طويل ارتديه فوق ملابسي ودون وجهه خرجت من باب المنزل بذات الخُطي الثقيلة.
_______________________________

حدقت بباب المستشفى الضخم الذي استقبل نظري حالما توقف امامه ،لا اعلم كيف اتيت ومتي ترجم عقلي العنوان الذي اخبرني به المتصل لينتهي بي المطاف هنا؟

فقط لا اعلم أي شئ كمن فقد القدرة علي التحكم بجسده وافكاره ،دلفت للداخل وكان المكان يعج بالناس رغم تأخر الوقت لدرجة ان ساحه الانتظار لم يبقي بها مكان فارغ.

لمحت عدد ليس بقليل ولا بكثير من افراد الشرطي ،اظنهم ثلاثه او اربعة كل منهم اتخذ جهه مختلفه يأخذون اقوال الناس علي ما يبدو.

أصوات كثيرة متداخله تسللت لاذني أناس تأتي وتذهب وأنا لازلت اقف في منتصف ردهه المستشفى ،احدق في اللاشئ.

__________________________

لمست يدي مقبض الباب البارد لتسري رعشة في جسدي ،ارتعشت يدي عليه بينما عقلي غير مستعد ابدا لحفر ما سأراه في الداخل بذاكرتي السوداء.

ادرتُ المقبض بهدوء لا يتناسب مع خفقان قلبي بعدة مشاعر غير مفهومة كان من بينهم التوتر.

تراءت لي صوره بعيدة لجسدها الذي يرقد اعلي الفراش الطبي تحيط به الاجهزة وصوت نبضات قلبها المنتظمة تسللت لاذني.

سارت نحوها قدمي وعيني تفترس كل جزء بوجهها الذي بدأ ان يكون واضحا اكثر.

توقفت امام الفراش مباشرة وهنا جالت عيني علي تفاصيل وجهها المشوه بالكدمات والجروح ،وعينها المغلقة بسلام فاصلة عقلها عن الواقع المر.

تألم قلبي لرؤيتها هكذا ،قلبي الذي تألم لسنوات وكانت هي السبب في ذلك ،لكن مهما فعلت بي يظل قلبي متعلقا بها كالطفل الصغير الذي وجد مأمنه.

وكم تمنيت ان اكون أنا من أرقد علي الفراش الان لا هي ! ،كم تمنيت ان ينفصل عقلي عن تلك الحياة ليتركني في حاله من السلام النفسي والجسدي.

احسدها علي ما تنعم به الان من هدوء غافلة عما بداخلي من نار مشتعلة تحرق احشائي وتأبي ان تخمد.
_______________________________

مررت بالردهه الخاصة بالمستشفي بنية الخروج لكن اوقفني قلبي لذلك المشهد عندما رأيت أبناء والدتي يجلسون علي احدي مقاعد الاستراحة.

وهنا وقع عقلي وقلبي في حاله من الصراع ليتركوني في حاله من الشتات وعدم معرفة بما سأفعله الان ؟

أاذهب واتركهم هنا بلا احد ؟ ام اصطحبهم معي؟،وهنا ظهر أمامي صور من حياتي البائسة وذكرياتي الشنعية.

ولوهله لم ارغب في أن يمروا بما مررتُ به من ماضي مؤلم واحداث بشعة ظلت محفوره بعقلي بشكل مؤلم.

انتصر قلبي في النهاية لاجدني اشق طريقي نحوهم بدلا من بوابة الخروج ،وبينما انا اتقدم تعلقت عين الصغير بي لاري سعادة فطرية تشكلت علي ملامحه.

كمن وجد ضالته بعد بحث دام لسنوات عديدة ،وعلي حين غرة اندفع الصغيرين نحوي يهتفان بأسمي.

  ووجدوا من حضني مأوي لهم ليعانقوني بقوة يشدون علي سترتي بينما بقت يدي معلقه في الهواء.

_______________________________

 FATE | KJ ✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن