TWO

72 7 0
                                    

«اصرخوا يا هذا ما حدث لنا مؤسف»
________________________________

ما هي السعادة ؟ اخر مره سألت ذاتها ذلك السؤال لم تستطع الاجابه ،ببساطة لانها لم تشعر بها سابقا

حدقت بالتراب التي ترقد اسفله جدتها ،همهمات من حولها بعضها بكاء والاخري مواساة لها لكنها لم تلتفت فقط تحدق بصمت دون بكاء

نظره تحمل بداخلها جميع معاني الحزن والألم ،تشعر كما لو انها فقدت جزء كبير من حياتها

جزء كان هو السبب في بقائها علي قيد الحياة لسنوات!
_______________

منذ أن عادت من المقابر وهي تستلقي علي فراشها تحدق بالسقف اعلاها

فقدت الرغبة في فعل أي شئ ،ساعتان مروا وهي مازالت علي حالها من الشرود والبهوت الذي سيطر علي ملامح وجهها

بجانب فراشها يجلس "بارس" كلبها ولو يمكننا قول صديقها الوحيد الذي كانت تشاركه آلامها عادة وهو لم يتأخر مره في تقديم المساعدة لها

لكن يبدو اننا نتحدث فقط عن الهموم الصغيرة وعند الكبيرة نصمت ،جلس يحدق في مالكته بحزن لاجلها يتألم فقط لرؤيتها تتألم !
______________

بعد مرور اسبوعان وقفت تحدق بذاتها في المرآه إستقبل بصرها عينها الباهتتان اثر عدم نومها الفتره الماضية.

اعادت خصلاتها السوداء الي الخلف ،تعدل ملابسها التي بدت كأنها تتسع لشخصين معها بعد أن فقدت الوزن.

سحبت حقيبتها المدرسية وفي اتجاهها الي الباب التقط نظرها "بارس" ذي يجلس في هدوء ليس من عاداته يحدق بها.

اتجهت إليه تنحني امامه ثم اخذت تداعب فروه قائلة

«اعتذر لجلعك تعيش حياة بائسة »

امال برأسه  بينما تداعب هي فروه كما لو انه يعلم ما تقول.
_______________

خطت قدمها الي المدرسة ،تتجاهل همهمات الطلاب حولها .

اتجهت الي الصف تجلس في مقعدها تحدق بالنافذة بهدوء.

هدأت الأصوات فجأة عندما دلف المعلم الي الصف،نهض له الطلاب في إحترام ليشير لهم بيده ليجلسوا.

«هناك طالبة جديدة انتقلت أريد منكم الترحيب بها »

فور انتهاء جملته دلفت فتاه ذات خصلات سوداء قصيرة

«أدعي مين ڤالين ،رجاء اعتنوا بي » 

نبست بلطافة ناسبت مظهرها الهادئ اللطيف ،علت الهمهمات حول تلك الفتاه الجديدة ،بعضها معجبة والاخري ناقضة مشمئزة.

اتجهت لتجلس بجانب جيسو بعد أن وجدت المقعد فارغ.

«مرحبا»

حدقت بها جيسو برهه قبل ان تشيح بنظرها الي النافذة مره اخري تتجاهل تحريبها.

__________

أتي وقت الاستراحة أخيرا ،لاتحرك من مقعدي نحو باب الصف اغادره.

أخذت حصتي من الطعام التي لا شهية لي بتناوله من الأساس ثم جلست علي احدي الطاولات الفارغة.

«هل يجلس احد هنا ؟»

رفعت رأسي احدق بمصدر الصوت الذي لم يكن سوي ڤالين التي تسأل بلطف.

حدقت بها قبل ان اعاود التحديق في طعامي بهدوء ،شعرت بها تجلس أمامي.

ما خطب تلك الفتاه؟  ألا تفهم أنني لا أريدها ان تجلس معي ؟

«هل يمكنك اخذي في جولة في المدرسة،فأنا جديدة هنا»

نبست مره اخري لاقلب عيني بملل ،ألا يمكنني الجلوس بمفردي قليلا؟ ،تجاهلتها  للمرة الثالثة مجددا أقلب في طعامي

«هل يمكننا أن نصبح اصدقا..»

ما كادت ان تكمل جملتها حتي خرجت عن صمتي احادثها بحدة

«ألا تفهمين يا فتاه ؟ ،اريد ان اجلس بمفردي هل هذا صعب ؟»

أخذت طعامي ثم القيت عليها نظره وذهبت
___________

دلفت الي المنزل بعد انتهاء اليوم الدراسي ،إستقبلها بارس الذي اندفع نحوها لتلاطفه قليلا قبل ان تذهب وتضع له القليل من الطعام.

دلفت الي غرفتها المظلمة تتسطح علي فراشها دون ان تغير ملابسها تحدق في السقف بهدوء.

سمعت صوت طرقات الباب لتتنهد ثم نهضت تتجه الي الخارج.

فتحت باب المنزل تحدق بتلك المرآة التي تبدو في الثلاثنيات من عمرها.

«ماذا اتي بك الي هنا ؟»

سألت بفظاظة وكادت ان تغلق الباب لكن يد الاخري منعت ذلك.

«اريد الحديث معك قليلا»

ابتسمت بسخرية وهي تتفدقها بنظرة تحمل كراهية وحقد دفينان.

«عما سنتحدث؟ عن كيف تركتيني وأنا في السابعة من عمري ؟ أم عن تذللي لك في ذلك اليوم ان لا تتركيني ؟ أنتحدث عن زوجك ؟ ام عن اولادك الذين فضلتيهم عني ؟ »

نبست تخرج ما في جعبتها أمام تلك التي تقف تحدق فيها فقط دون نبس شئ.

شعرت بصمت الاخري الذي زاد لتغلق الباب ،حالما اغلقت الباب انهارت قدمها لتسقط ارضا تضم ساقيها الي صدرها ودموعها تتساقط.

فهي مهما حاولت تصنع القوة يظل داخلها محطم

_____________

Published:30/11/2022 

 FATE | KJ ✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن