SIXTEEN

21 4 0
                                    

«هذا هو الطريق الوحيد للسعادة! »
________________________

لم اوُلد لاصبح سعيدة ادرك ذلك ،فأنا منذ أن فتحت عيني علي الدنيا وانا اعاني.

كنت لازال في عمر الثالثة وأنا اشاهد خناقات والدايّ المستمرة كنت طفلة حينها لا تعي شيئا.

حتي تمامي الخامسة من عمري لم احظي قبل بجو اسري دافئ كغيري من الأطفال ،لم استشعر حنان والدتي ولا عطاء ابي.

بيتنا الذي من المفترض ان يكون أكثر دفئاً كان بارد للغاية كأحدي ليالي الشتاء القارص ، لم اتذكر قط خروجنا للتنزه في مرة.

كل ما كانا يجيدانه هو الخناق علي ابسط الأشياء دون مراعاة لحالتي النفسية او تكفير فيما سأشعر به وانا اراهم يتعاركون كأنهم اعداء!.


الي ذلك اليوم الذي لم يعد فيه أبي الي المنزل ووصل لوالدتي ورقة طلاقها بعد اختفائه بيومين تقريباً وقد اتضح انه غادر البلاد بالفعل.

منذ ذلك اليوم  ويمكنني قول ان والدتي تغيرت تماماً اصبحت اكثر استهتاراً ولا تهتم بشئوني.

أتذكر بعد تلك الواقعة بأقل من أسبوع اخبرتني والدتي اننا سنذهب في نزهة الي مدينة الملاهي وكأي طفلة تحمست لذلك اليوم كثيراً حتي بتُ أحلم به ولم اكن ادري ان ذلك اليوم لم يكن سوي بداية لمعاناتي التي لا تنتهي.

نعم لقد تركتني هناك وذهبت دون ان تدير وجهها لي حتي كما لو اني قمامة تسعي للتخلص منها لما تسببه من روائح كريهة.

بكيت وتوسلت لها لكي لا تتركني لكنها ببساطة ذهبت دون التفات لي.

بحق الجحيم ان كانوا لا يعلمون كيف يهتمون بأطفالهم فلما ينجبوهم ؟
_________________________

وقفت احدق بإنعاكسي بإستغراب اصحبت لا أستطيع التعرف علي نفسي.

من أنا ؟ لما اعيش ؟ ما هدفي ؟ ،اسئلة سألتها لذاتي ولم اجد إجابة قط ،انا فقط اعيش كالدمية التي تحركها متاعب الحياة.

نظرت إلي وجهي الذي شحب بشدة  وعيناي التي بالكاد تُري نظرا لما يحيط بها من سواد ،اثار كدمات تُركت علي وجهي وجزء من عنقي لتذكرني بما عانيته اليومين الماضيين.

جسدي نحف بشدة فلم تعد أي من ملابسي السابقة تناسبه ،تُري كم اهملت نفسي لاصل لتلك الحالة من البؤس؟ 

__________________________

انزلت رأسها تحدق بما يحمله مكتبها الصغير من اشياء ولم تعي علي نفسها الا وهي تلقي بكل شئ ارضا بقوة مُخلفة ضجة.

ثم بخطواتٍ سريعة اتجهت الي خزانتها وكان مصير كل ما تحمله بداخلها هي الأرض.

هوت قدمها ارضا ليستقر ظهرها امام حافة فراشها ثم بيد مرتعشة ازاحت خصلات شعرها ودموعها اخذت من وجنتيها مكاناً لتنهمر.

بكت بصوت مرتفع كما لو انها لم تبكي من قبل كأن كل دَعمةٍ تَهبطُ تَمحي معها كل ذكريٍ سيئة مرت بها.

__________________________

لامست احدي خصلات شعرها قدمها لتسري رعشة في جسدها،رفعت عينها تحدق بمظهر شعرها الذي اضحي قصيراً بعدما قامت بقصه بطريقة هيستيرية غير مستوية.

تأملت مظهرها الجديد دون شعرها الذي كانت تحبه كثيرا ،لم يخيل لها يوماً انها ستفعل ذلك به فطالما كان اكثر ما يميزها بطوله الذي يتخطي خصرها ببعض السنتيمترات.

لم يكن ذلك تغيريا اكثر من كونه اثباتا انها ستطيع التخلص من اكثر شئ مهم  في حياتها وتمضي قدما بدونه دون ان يشكل ذلك فارقاً في حياتها !!
__________________________

وقفت امام تلك النيران التي تحرق ماضيها بنفس راضية وعين تشع مويضاً دالا علي مدي اقتناعها بما تفعله.

ها هي تتخلص من كل شئ قد يُذكرها بما عانته طيلة سنوات حياتها ، ها هي تترك كل شئ خلفها ببساطة وتبدأ من جديد كما لو ان شيئا لم يكن.

حدقت بتلك الادخنة التي تتصاعد من النيران ثم تتلاشي كما تلاشي معها شعورها بالضعف والذل وشخصيتها المهزوزة وافكارها السوداوية.

ستخلع عنها رداء القوة المزيف التي كانت ترتديه دائماً متظاهره انها لا تعاني ،تستدبله بأخر حقيقي صنعته هي بنفسها.

لتفتح صفحةٌ جديدة في حياتها لا يوجد شئ بها سوي السعادة !!

________________________







 FATE | KJ ✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن