NINETEEN

24 5 0
                                    

«لم ننهار ،كنا في الصيانة»
________________________________

ضاقت علي الحياة حتي بتُ لا اجد مهربا من آلامي ،كل مكان اصبح خانقاً كأن العالم الذي يسع لملايين الاشخاص لا يستطيع أن يسعني.

اردتُ لو ان الزمن يتوقف لدقائق ارتاح فيها من آلامي واستوعب ندوبي التي حفُرت بشكل مؤلم،

رغبت في الاختفاء لفترة اخلو فيها بنفسي اجلس وسط احزاني ووحدتي المحببة لدي.

لا ارغب في رؤية احد ولا الحديث مع احد فقط ارغب في الجلوس بمفردي بعيداً عن كل شئ ،رغبتي في فعل أي شئ انعدمت فجأة.

وأصابني حالة غريبة من الفتور والبرود سيطر علي جسدي ،ومشاعري تبخرت لاضحي كالدمية التي تحركها الحياة كما تشاء.
_______________________________

اندفع أبناء والدتي الي غرفة والدتي بالمشفي بفرح بينما أنا ظللت اقف امام الباب بجسد متخشب وروح فارغة.

مرت عشرة اسابيع اهتممت فيها بهم علي قدر المستطاع وعوضتهم عن غياب والدتهم وامددتهم بالحنان الذي افتقره أنا من الأساس.

نظرت من خلف الباب لاجدها تحتضنهم بقوة ،لوهله انتابني شعور اني دخلية ولا فائده لي هنا وما كدت ان اتخطي باب غرفتها حتي وجدتها تهتف يإسمي بصوت خافت.

وقفت لا اعلم ماذا افعل،هل اذهب ام اتجاهل كما لو انني لم اسمع ،وفي النهاية وجدت نفسي ادلف للغرفة بإستسلام.

«شكرا لكِ علي اعتنائك بهم طوال تلك المدة»

نفيت برأسي بهدوء بمعني لا بأس ، بطريقة احسستها رسمية للغاية ليس وكأنها طريقة تعامل ام وابنتها.


«انتظرا في الخارج »

نبست لاطفالها تطبع قبلة اعلي رأس كل منهما ليمتثل الصغار لها تاركين الغرفة.

عم الصمت فجأة علي تلك الغرفة الي كانت تملأها الضحكات والفرح منذ سويعات قليلة ،حدقنا ببعض دون نبس اي حرف وبوضوح قرأت الندم في عينها.

«أنا آسفة عما حدث لقد كنت أعلم بما يفعله من قذارة من خلفي لكني فقط كنت اتغاضي عن ذلك لاجل ابنائي»

لم تتغير نظراتي عن الجمود والفتور بينما هي تهاوت دمعات من عينها تكمل حديثها الذي لا يمكنه اصلاح شئ مما حدث.

«لم اكذبك ولو لثانيه ، لقد كنت خائفة من مواجهة نفسي حتي ،اعلم انكي لن تسامحيني ابدا لكن أنا حقا ارغب في رؤيتك سعيدة»

سعيدة ؟ يالها من كلمة صعبة المنال، بحق الجحيم عن أي سعادة تتحدث ؟

«هل انهيتي حديثك؟ »

سألت بنبرة باردة كالثلج لاجدها تومأ برأسها في تردد تنظر لي بقلق.

«يمكنك الان العودة الي ابنائك واكمال دور الام والزوجة المثالية، ولا تقلقي عليّ أنا سأتخطي الأمر كما فعلت سابقا ،لابأس »

نبست وادرت ظهري غير راغبة في سماع المزيد من الكلمات التي لا فائدة منها
________________________________

وضعت الزهور بجانب قبر جدتي ثم جلست امامها احدق في اسم جدتي الذي حُفر علي لوح رخامي.

«اشتقتُ لكِ كثيرا »

جاهدت حتي لا تسقط الدموع من عيني وأنا اعيد العديد من الذكريات لنا معا علي ذاكرتي.

«الحياة من دونك صعبة للغاية ، فقط لما لا اعيش مثل باقي البشر ؟ هل قدري ان اوُلد بائسة واموت مهزومة؟»

«لقد تعبت للغاية ،ارغب في الذهاب اليكِ ،لقد مللت من تلك الحياة التي لا تعطيني فرصة للسعادة»

انتحبتُ كطفل صغير بصوت عالي اخرج جميع مشاعري التي تخنقني ، ارغب في أن افارق الحياة علي اجد راحتي في الموت.

كل شئ بات يرهقني ويستنزف من روحي ببطئ ،انتهي بي الأمر انام بجانبها قبرها اعلي التراب اضم ساقي لصدري واغلقت عيني بسلام ودموعي لازلت لم تتوقف.
__________________________

 FATE | KJ ✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن