امسك هو بالهاتف ليهاتف والدته وحاول اخفاء صوته المتعب
" الو "
" زين انت صوتك مش طبيعي قولي فيه ايه بقى ومتكدبش عليا زي اخوك "
ضحك ثم تألم " كل ده غرفتيه من الو؟!.. مفيش يا حبيبتي ده وانا في الموقع الصبح فيه سيخ دخل في رجلي بس فا تعبان شوية انما انا قاعد هنا مع كله في المستشفى عشان نايل " حاول الكذب لكي لا يقلقها
" يا حبيبي..طب هترجع امتى؟..روحت للدكتور؟ "
" اه اه متخافيش حاجة بسيطة..انا هجيلك بس متستنينيش نامي عشان هتأخر شوية"
" ماشي يا حبيبي "
اغلق الهاتف وحاول النهوض فأرجعته وعد للخلف مجددا وربتت على كتفه ليهدأ بينما تحدث نايل بحدة
" تروح فين ان شاء الله؟..هو انا لقيت اخ من الشارع يعني"ابتسمت وعد ونظرت للفتيان اما زين فنظر اليه بسعادة
ابتسم " يعني..كان نفسي في اخ وانا صغير..لما الاقيه افرط فيه؟ " وعانقه ثم تابع " انا اسف "
" انا بحبك على فكرة..كان نفسي نبقى اخوات فعلا "
ابتسم " وانا كمان "
اما وعد فكانت تنظر اليهما برضا وابتسمت
" حاسب بقى يا نايل خليه يرتاح وخليني أأكله "نظر اليها وابتسم بامتنان " انا بحب حضرتك اوي "
" يا حبيبي وانا كمان بحبك "
وباليوم التالي استعد لعبور الشارع ليذهب لوالدته وكانت تنتظره هى وتشير له وتبتسم كعادتها نظرت اليه وهو يعبر الشارع بينما كان ينتظر قاسم اللحظة المناسبة لقتله لمحت سيارته قادمة بسرعة نحو فتاها فهرولت اليه وهى تصرخ بأسمه
" حاسب يا زين!! " وتلقت الصدمة بدلا عنه سقط على الارض وهو ينظر لوالدته بصدمة اصبح جسده بأكمله يرتجف نسي تماما امر مرضه وهرول اليها وضمها لصدره وهو يبكي
" ماما..ماما قومي..متسيبينيش..ارجوكي متسيبينيش " بكي بقوة ودفن رأسه فيها وتابع " ماما انا بحبك متسيبينيش انا مش زعلان منك ارجوكي لا "
ابتسمت بضعف " انا بحبك يا زين " واغمضت عيناها
صرخ من قلبه الذي يتألم على فراق والدته وعانقها بقوة وهو يستشعر دفأ جسدها للمرة الاخيرة
" متسيبينيش " تحدث بضعف ثم نظر حوله وجد الناس يمسكون بقاسم الذي كان يرمقهم ببرود نظر اليه بأعين مليئة بالكره وامسكه من ملابسه عندما استعاب انه والده
نظر اليه بصدمة وفرت الدموع من عيناه
" ليه؟!..ليه يا بابا..ليه خدت مني اجمل حاجة في حياتي..ليه؟ " كان يتحدث بخفوت ثم صرخ بوجهه
" ليه!!..انت ايه شيطان!!..مبتموتش ليه!!..كان نفسي طول عمري اشوفك..كان نفسي يكون عندي اب..حتى لما مشيت وماما قالتلي انك ابويا كان نفسي اشوفك واتكلم معاك ليه عملت فيا كدة "