القسم الثالث

17 3 2
                                    

فنيس ........
في تلك الليلة العاصفة توجهنا الى الكوخ الرئيسي للعشاء
" هذه يوم اول مثمر الا تظنون ؟" قالت راما ساخرة
كان المكان هادىء بالرغم من بعض العاملين بالمطبخ , والاستاذ علي وعمر يجلسان بجانب بعضهم عند البار
الاستاذ علي مختلف جدا عن عمر تستطيع رؤية ذلك
الاستاذ علي قصير القامة وممتلىء قليلا , ولايملك الكثير من الشعر
يملك عينان ملونة كبيرة ونظراته حول رقبته ودوما ما يرتدي بدلاته الثمينة , كان في منتصف عقده الرابع
من لحظة دخولنا صمتو .
" استاذ علي " قال كريم ولكن الاستاذ علي مازال متيبس , مازال غاضب
اشار له الاستاذ علي ونهض خلف البار ليسكب له بعض الشراب
جلست سارة على الطاولة بكل رقي " الم يجهز العشاء بعد ؟" قالت
" سيتأخر العشاء قليلا اليوم لكن اذا اردتم شيء تفضلو " قال عمر وهو ينظر لنا
لا ارى سيدة الكوخ بأي مكان , الجو متوتر اشعر بذلك وغضب الاستاذ علي واضح
" كريم هل تجلب لي كأس ماء دافىء مع يعض الليمون بداخله اذا سمحت ؟" طلبت سارة مع ابتسامة , واقسم اني رأيت كريم يحمر خجل
جلب كأس الماء فورا " تفضلي ايتها الاميرة " احمرت خجل بدورها سارة , توجهت الى خلف البار الى الاستاذ علي , حاول جاهد تجاهل وجودي كنت استطيع الشعور بتوتره , خطرت لي فكرة وانا اعد كوب القهوة
" لن يفيدك المشروب الان " قلت للاستاذ علي وانا على دراية بنظرات عمر لي لكني تجاهلتهم
" ماذا؟" سأل الاستاذ علي
" المشروب اقول لن يهدأ من غضبك وتوترك " قلت له
" لا اظن اي شيء سوف يهدأني الان " قال وهو يشرب كأس
" بلا هناك شيء " قلت له
" ما هو ؟" قال
" من بين الامور التي تخفف عنك الضغط والتوتر العصبي هي ان تقوم بغسيل الاطباق و الاواني المنزلية , بحيث اثبتت دراسة في جامعة فلوريدا ان غسيل الاواني من حين الى اخر يصفى الذهن ويهدأ الاعصاب ويخلق حالة من الراحة خصوصا للذكور " قلت وانا ارتشف القهوة
نظر الاستاذ علي للحظة كما لو فقدت عقلي
" فنيس تملكين هذه الدراسات الغريبة احيانا " قالت سارة من الطاولة
ضحك كريم واضاف وهو يجلس بجانب سارة " نعم اعترف فنيس انها غريبة " قال
نظرت للاستاذ علي " جربها لن تخسر شيء " قلت بتحدي
ابتسم الاستاذ علي " بشرط " قال
" ماهو ؟" سألت
" اريد كوب قهوة عندما انتهى " قال
" حسنا " اجبته وانا اتخذ مكاني على المنضدة بجانب راما وعمر
" ستفعلها ؟" سأل عمر متشكك
" سأفعل اي شيء ليصرف تفكري الان " قال وهو يخلع جاكيته ويكف اكمام قميصه
" وانا .؟ الا احصل على كوب قهوة ايضا ؟ " سأل عمر مازحأ
" اله لقهوة هناك اخدم نفسك " قلت وانا ابقى نظراتي على الاستاذ علي
سمعت ضحكات كريم و وسارة خلفي , اذا كان عمر خجل من نفسه فأنه لم يظهر ذلك
لا بل ابتسم
" غير محبة للمساعدة ها ؟" قال عمر
" اووه نعم دور الطبيب مرة اخرى " قلت بسخرية
" من دون ذكر هجومية " قال عمر
" املك صفات اخرى لا تود رؤيتها " قلت له وخرج صوتي كتهديد
يبتسم بشكل اكبر
بعد خمس عشر دقيقة , انتهى الاستاذ علي من غسيل الاواني
" اذا ؟" سأل عمر
" بتاكيد نجحت " قلت بثقة
" اظن انه عليكي ان تدعيه يجاوب عن نفسه " قال عمر
" أضيف ثقة عمياء بالنفس لدرجة الغرور " قالت سارة من خلفي
ضحك كريم
" اهدأو جميعا انها ذات نفع , اشعر براحة من ناحية ما " قال الاستاذ علي
" قلت لكم " قلت بثقة وانا اقدم كوب قهوة للاستاذ علي
" انت تستحق الان القهوة بل الافضل منها " قلت وهو يأخذ الكوب مني
" وائحتها تبدو رائعة حقا لنرى مذاقها " قال الاستاذ علي
فتحت فمي حتى اقول لكن سارة سبقتني " بالبطع لذيذة اليس كذلك ؟" قالت سارة
" ليس تماما لكن سأدعها تمر هذه المرة " قلت وانا انظر لها
" متنافستان بشدة ها ؟" اضاف عمر بتعليق اخر
" لا تملك فكرة " قال راما وهي تنهض " عندما يجهز العشاء ليخبرني احد " قالت وهي تخرج وارى عمر يراقبها قبل ان تخرج .
" بالحق اين سيدة الكوخ اشعر بالجوع " يتذمر كريم
" لماذا لا تعدي له بعض الطعام سارة " قلت بسخرية
التي يتحول وجهها الى غضب ساحق
" اذهبي الى الجحيم " قالت بغضب وهي تنهض وارى الخجل يحترق بوجهها , وشعرت بالسوء للحظة , لكنها خرجت قبل ان اقول شيء اخر, تلحق براما الى الخارج
" تحبين استفزازها اليس كدلك ؟" قال عمر
" تتعود عليهم بعد فترة صدقني " قال كريم
" ليس بالقدر الدي تحب تعطي رأيك بكل مكان واتجاه اي شخص كما يبدو " قلت بحدة
" ها , لا تحبين الانتقاد لقد صدمت " قال بشكل ساخر
" ليس بشخصيتي , لا "قلت
" انتي من تأخديه شخصي " قال عمر
اردت ان اقول شيء لكني الاستاذ علي اوقفني
" فنيس فلتأخدي نفس " قال الاستاد " وانت توقف عن اغضابها "قال لعمر
" ساحاول " قال عمر بمرح وهده مايغضبني , مرحه المستفز
" اظن اني افضل الشراب , طعم هذه القهوة غريب " قال الاستاد علي
" غريب ؟" قال كريم
اشر الاستاد علي برأسه
" بعض المقالات تصر الى اضافة الملح الابيض الى قهوتك هو افضل اظافة لتحسين و زيادة طعم القهوة وتغنيك عن السكر " قلت
" انظرو لها , عندما تتحدث عن الدراسات يكاد يضىء وجهها " قال كريم وهو يلمس وجهي
" ادا اردت الاحتفاظ بيدك ابقيها لك , لا اريد نوبة غيرة الان " قلت له
امسك عمر علبة الملح ومررها الى لاستاد علي
"هيا جربيها " قال عمر مستمتع
" رائع , الان انا حقل تجارب " قال الاستاد علي
" لقد جربتها بنفسي انها صحيحة " قلت له
" لا يجب شرب القهوة بهده الوقت المتأخر وقبل الطعام خصيصا " جاء صوت سيدة الكوخ وهي تظهر من العدم
" نعم العشاء اني اتضور جوع " قال كريم متدمر
" سيكون جاهو خلال دقائق ادهب واحضر الفتايات " قالت لكريم
خرج كريم بسرعة
" هل كل شيء على مايرام ؟" سأل الاستاد علي
" نعم " اجابت وهي تدخل المطبخ لكن الاتزعاج واضح على وجهها , الذي انسحب بخفة وتوجه الى السرداب وعيناي تلحقه وعينان سيدة الكوخ تلاحقني
" ماذا هناك على العشاء ايتها الجدة ؟" سأل عمر
دار حيث بينهم لكني تركيزي كان منصب على باب السرداب
________
فنيس ..
بعد الانتهاء من طعام العشاء
حول المائدة نجلس نحن الاربعة مجتمعين رغم أن الطعام شهي الا اني بالكاد لمست طبقي , لا اعلم السبب لكن شهيتي هربت مع افكاري له , لا اريد ان افكر به ابدا لسبب ما اجده ذو تاثر علي بشكل لم اتوقعه .
" حسنآ كانت هذه وجبة طعام شهية تستحق الانتظار " قال كريم
" انها كذلك " وافقت راما كلامه
" نعم لكن بها دهنيات عديدة , سأعد لكم وجبة بدهنيات اقل ولذيذة " قالت سارة
دار حديثهم حولي لثانية لكني لم استطيع سماع شيء ابقيت نظراتي الثابتة على باب السراب وكأنه سيظهر خلال ثانية .
بقيت افكاري تعود عما حدث اليوم ولا اساعد نفسي الا ان افكر انه ربما فقط ربما ماحدث اليوم كان بسببي , ربما قليلا
افكاري تقتلني .
" ماذا برأيكم سيحدث بالغد .؟ هل نملك استاذ ام لا " تسألت راما ولا اعلم حقيقة ماذا سأقول
" نعم هذه يغضبني قليلا " قالت سارة
" حسنا انه يوم واحد لا ارى داعي للتفكير به , بتاكيد سيكون لدينا استاذ " قال كريم
" الفكرة ليست باليوم قد ذهب , بل افكر نحن بين الافضل في دفعتنا , والجامعة هي الافضل للفنون وليست متساهلة بما يخص التعليم , هذه مستقبلي واريد الافضل وانا هنا لاجل المعرض واريد ان املك استاذ يكون الافضل كما اعتدت لكن لا استطيع الا ان افكر انه ربما هذه الاستاذ ليس الافضل والا لم يكن ليتخلى عنا من اول يوم اليس كذلك! لم يترك انطباع جيد , حتى اسمه لا اعرفه " قالت سارة متذمرة
" سند " قلت واتجهت جميع الانظار لي
" نعم الاستاذ سند " قالت بسخرية سارة
واعترتني موجة دفاع عنه لا اعلم مصدرها , اردت ان اقول انه ليس كذلك وانه بالطبع جيد لكني الكلمات فقط لم تخرج مني
" الجامعة دوما ما اهتمت بالمعرض بشكل مختلف , ولما ستعين استاذ اذا لم يكن الافضل اليس كذلك ؟" قالت راما واردت ان اقبلها بقوة لكلامها
" وهل ماحصل اليوم يدل على انه الافضل ؟ لا لا , اظن ذلك " قالت سارة
" وماذا اذا ؟" قال كريم
" نطالب باحد اخر , اذا فكرتي قليلا ثلاث اشهر ليست بالمدة الطويلة حقا سيكون لدينا الكثير لفعله وانا لا انوي ان اضيع مزيد من الايام بسبب تهرب استاذ ما عن المسؤولية , انا ارفض هذه حقا " قال سارة
حسنا نعم ربما لديها وجه نظر لكن كلامها عنه يغضبني , بطريقة ما لا اعتقد ان سند شخص ما يتهرب من مسؤوليته
" ما الذي نستطيع فعله ؟" سألت راما
ينظر لي كريم ويراني مشتتة الانتباه " فنيس ؟؟ تبدين هادئة على غير عادة بماذا تفكرين ؟"
" اني افكر ان سارة لديها وجهة نظر وانا اعترض عليه " قلت وانا انهض
" هذه سابقة من نوعها فنيس تقول انه معي حق " قالت سارة بتسلية
" قلت لديكي وجة نظر دعينا لا ننجرف قليلا " قلت وانا اذهب الى سيدة الكوخ مريم خلف البار
وانا اسمع ضحك راما خلفي
استقبلتني سيدة الكوخ وهي تمسح بعض الكأوس
" فنيس هل تحتاجين شيء ؟" سألت بابتسامة كبيرة
" اريد ان اعرف من هو حقأ " قلت لها
كدت اترجاها فقط واقول خلصيني من بأسي
" غدا سيكون يوم حافل ارجح ان ترتاحي بملحقك فنيس " قالت وبالطبع لم تجاوبني
" حافل ؟" قلت بسخرية " اذا بقينا على هذه الحال لا اظن ان ايامي ستكون حافلة بشيء " قلت ثم اظفت " لقد اتينا لاجل المعرض لكن لا نملك استاذ " قلت لها بحدة اعلم اني غاضبة لكن بتأكيد سيدة الكوخ لا تستحق غضبي
" تملكون استاذ لكن لم تتعرفو عليه بعد " قالت سيدة الكوخ
" الم تعرفي ؟" لقد تخلى عنا اليوم , لقد تركنا منذو البداية " قلت لها بانزعاج
" غدا سيكون مختلف , سيكون لديكم الافضل حبيبتي " قالت مع ابتسامة كبيرة وادخلت الدفىء لقلبي انها تمتص غضبي بمجرد ابتسامة , لقد احببتتها
" اشك بذلك " قلت لها بانزعاج
قاطعتنا الفتيات " فنيس سنذهب للنوم هل ستأتين ؟" قالت راما
لكني ابقيت نظراتي على سيدة الكوخ
" فتأخذي القليل من الراحة غدا يوم جديد " قالت سيدة الكوخ وامسكت بمجموعة من الكأوس وذهبت للمطبخ
انظر الى باب السرداب , انه فرصتي , ام الان او ابدا
" سأتي خلفكم " قلت لهم
" حسنآ " قالت راما وسارة التفتت الى كريم الذي استلقى بجانب النافذة
لم يكن هناك احد ينظر لي لذا ....
اخذت فرصتي وذهبت الى قدري بقدماي او هو اتي الي لا اعلم حقا لكني ذهبت الى السرداب
_______
فنيس ...
لا اعلم ان كانت نبضاتي ام صوت خلخالي اعلى , اخطو ببطىء شديد , التفت للوراء , تنفسي سريع
خلعت خلخالي لار ايد ان ينبهه على وجودي امسكته بقوة بيدي
واكملت طريقي الذي يكاد لا ينتهى
وها انا اقف مجددآ امام الباب الحديدي الكبير البارد مواري , مجددآ
لم اجد صعوبة حتى سمع , فصوت الاستاذ علي الغاضب يتردد اصداءه , استرقت النظر
كان الاستاذ علي يجلس على المنضدة وسند يعد القهوة ا, يتجاهل حديث الاستاذ علي كليآ
جيد ليس ففط انا
" سند صديقي انت تعلم اني افعل لك كل شيء , لكن هذه لا استطيع فعله , لدي جامعة والتزماتي , كيف تتوقع مني ان اترك كل شيء وارحل فقط , انا لست انت ؟" قال محبط , يبدو ان الموضوع اثار اهتمام سندي الذي واضح عليه الغضب من عيناها
" تفعل اي اشيء لي , نعم واضح " قال بأستخفاف
" انت تعلم اني افعل وفعلت , لكن ليس هذه , لقد تركت كل شيء خلفك مستقبلك واصدقائك وعائلتك وكل شيء وانت هنا , انا لست انت " قال الاستاذ علي محبط
" تعلم ليس لدي حل اخر " قال سند بحدة
" هذه ليس حقيقي تملك خيار دوما هناك خيار ياصديقي , يا اللهي سند لاتجعلني اقولها " يقول الاستاذ علي بغضب
لا املك فكرة واحدة عما يقولوه , لكن هل بالفعل سند ترك كل شيء وراءه , .؟ لكن لماذا ؟؟
اسمع صوت من السرداب خلفي , سوف اقع بمشكلة كبيرة اذا اتى احد و وجدني هنا , لن استطيع تبرير موقفي ابدا
انظر حولي بحث عن سبيل للخروج , اشعر بجفاف فمي والادرنالين يضخ بعروقي بقوة
نظرت الى الداخل وكان الاستاذ علي مازال جالس على المنضدة وسند مشغول بتحصير القهوة او فعل شيء , لكنه يعطي ظهره للمدخل نظرت الى الغرفة , استطيع الذهاب اليها
مرة اخرى اضع نفسي بموقف رائع , احسنتي فنيس
استطيع سماع احد قادم بأتجاهي علي فعلها الان , مع اقتراب الصوت لي احاول ان لا اصدر صوت استطعت الذهاب الى الغرفة من دون ان يراني احد , اعني اتمنى اني فعلت ذلك لكن , سقط خلخالي , يا الهي اظن ان قلبي توقف للحظة
التقطته بسرعة ولاحظت باب داخلي ذهبت له من دون تفكير دفعت جسدي اليه قبل ان يأتي احد
اسمع صوت سيدة الكوخ " لقد جلبت لكم العشاء "
كانت على وشك رؤيتي لا اصدق
اسند بجسدي الذي يرتجف بقوة الى الباب واغمض عيناي وامسك الخلخالي بيداي بقوة كما لوكان احد سوف ينتزعه مني
فتحت عيناي بعد ان التقطت انفاسي
حمام غريب لشخص اغرب اظن
خوض الاستحمام يبدو من العصور الوسطى من الفضى وبعض النحاس الملون كبير جدا
اراهن ان سند يستطيع ان يمتد به , اراهن ان جسده الكبير يبدو رائع مع قطرات الماء عليه بتاكيد بتملك بعض العظلات .
والان انا اتخيله عاري , لا توقفي , لا افكار من هذه مسموحة
هناك بعض ادوات الاستحمام , امسكت احدهم واستطيع ان اشم رائحته عليها انها رائعة ربما خزامى , لا لا اهز رأسي فكرة سيئة فنيس
هناك مرأة محطمة معلقة فوق المغسلة , ها غريب الا يحب رؤية انعكاسه ؟ .
وهناك عطر اعرفه جيدا
عطر كلايف كرستيان
انه من اغلى العطور بالعالم يمتاز بمكوناته الفريدة , ربما هذه يفسر رائحته , يتكون من التوابل واخشاب الصندل كما يحوي على البرغوت اليوسفي و الليمون والحماض والهيل كما به ازهار الياسمين و الزنبق الوادي والانليخ والارز ورائحته تدوم لايام وايام
امسكت العلبة التي تحوي على ذهب حقيقي لاعجب انه يساوي ثروة , نظرت للعلبة يبدو انه لا يستخدمه , وضعت رشة خفيفة على يدي مكان شرياني انه من الاماكن المفضلة للعطور واستنشقته كاملآ
يا الهي انه لا يصدق رائحته سماوية ,ضربتني رائحته وتذكرت نفسي وانا اقف قريبة منه بين يداه وعيناه تحرقني , اشتعل جسدي لتذكره فقط وكأنه جسدي استحضر وجوده يجعلني اقف على اطراف قلبي , فتحت عينان ووجدته امامي
كما امامي حرفيا
يا اللهي
اسقطت العلبة من يدي لكنه التقطه بسرعة
جيد, حبست انفاسي لا اظن اني استطيع جلب واحدة اخرى له
فنيس انه امامك
جسدي ينتفض بقوة , ما الذي تهذي به فنيس اترك العطر انه امامك , فعلا هنا ينظر لي وارى الغضب يتدفع كمساء غاضبة , غضب السماء فعلا
" ما الذي تفعليه هنا بحق الحجيم " قال ولم يخفى صوته الغضب
اعاد علبة العطر الى مكانها ونظر لي
" هل هي هواية , ان تكوني بمكان لا تنتمى له " قال غاضب
ثم اضاف " اخرجي بسرعة خيال لا اريد رؤيتك "
خيال ...؟ هل قالها فعلا .؟ خيال ... خيال .. تردد صوته برأسي
لم يناديني احد من قبل بمعنى اسمي ابدا
لقد ... اعجبني ذلك
لفت نظري يده , مازال يضع قطعة القماش الخاصة بي , مازال يحتفظ بها مازالت معه , اتسعت عيناه غضب " ما الذي تنتظريه للخارج " قال وهو يفسح المجال لي للخروج
لم اتحرك للحظة , ثم شعرت بيده تمسكني بقوة وسحبني للخارج مرة اخرى
لم يكن هناك احد لا بد انهم خرجوا
" فلتقل لي هل يو هواية ان تسحبني من يدي بكل مرة " قلت بحدة وانا اشير الى يده "سعيدة لعودة القوة لك مرة اخرى " قلت وانا اشير الى يده المصابة
فقط اعطاني نظرة غاضبة مرة اخرى
" لا شكر على واجب " قلت بغضب
" على ماذا ؟" قال بحدة
" على الاهتمام بيدك " قلت له وانا انسحب من قضبته واعيد خلخالي لا اريد ان اضيعه مرة اخرى
اراه يستدير , وكأنه لا يتحمل ان ينظر لي لثانية
" شكر ؟ هل كنتي تنتظرين شكر, انا بهذه الحالة بسببك " قال بحدة وارى الغضب من جسده
" حسنا ان لم تسحبني بذلك الشكل لما حصل ماحصل " اقول وانا انهض من جديد واقف امامه وانظر له
" اذا هو خطأي " قال بحدة وهوينظر لي
اللعنه عيناه جميلتنان ومعبرتان للغاية
فنيس ما الذي تهذيه بحق الجحيم ركزي
" لم اتى الى هنا حتى الوم احد " قلت له وانا اعيد لنفسي تركيزي وانشل نفسي من تحت تعوذيته
" اذا لماذا انتي هنا .؟ لماذا تستمري بالقوم ... هنا " قال كما لوكان سيقول شيء اخر
" اردت ان ارى بنفسي فقط " قلت
" ماذا ؟" قال
" اظن انهم على حق , انت فعلا غير مسؤول تركتنا , تخليت عن مسؤوليتنا من اليوم الاول لكن كما يبدو هذه من طباعك اليس كذلك ؟" قلت له وانا اتخذ وضعية ادفاع واضع يداي امامي
ارى عيناه الغاضبة امامي تزاد سواد أن امكن ذلك
" كيف تجرأين على التحدث معي بهذه الطريقة ؟ لايحق لك ابدا " قال وهو يقلص المسافة بيننا بخطوة واحدة , تهبط و ترتفع صدورنا بقوة ولم نكسر التواصل بالعين ابدا
" لا علاقة للحق بكلامي , كما اني اتحدث بالطريقة التي اريد " قلت له
" اخرجي " قال بحدة ويقترب اخر كما لو كان يتحداني
اشعر بالادرنالين بكامل جسدي وانا ارى ملامح الغضب تتشكل بين عيناه كعاصفة , يبدو اني ضربت وتر حساس
" هل انا السبب الذي جعلك تتخلى عنا ؟" قلت له
" اظن انك تعطين لنفسك قيمة كبيرة الا تظنين ؟" قال بسخرية و اتى دوري حتى يتجمع الغضب بداخلي
" اذا ما السبب ؟" قلت له متحدية
" لا علاقة لك ولست ملزم على تبرير موقفي لك خيال " قال بعضب
خيال مرة خرى ., تتسارع نبضي مرة اخرى لكني اتجاهل الفرحة الصغيرة بمعدتي
يتفاداني كما لو اصبح الموقف اكثر مما يتحمل , يذهب الى المدفأة ويضع الكثير والكثير من الحطب بغضب لكني لم اتخلى على الموضوع ذهبت خلفه
" بالطبع لي علاقة عل فقدت عقلك ؟ انا طالبة هنا , لست هنا للعب , كما يبدو لا نية لك لتعليمنا انا فقط متفاجأة كيف لهم ان يحملوك مسؤولية كما يبدو انك لست على قدرها " قلت وانا الحق انفاسي ثم اضفت عندما تجاهلني " فقط اتيت حتى ارى اي نوع من الجبناء انت , لكني رأيت بما فيه الكفاية انت لست على قدر اي شيء وانا لن اضع مستقبلي بين يداك " قلت وانا اذهب الى الباب حتى اخرج , لكنه امسكني بقوة من يدي واعادني الى صدره مرة اخرى , اشعر بحرارة جسده ورائحته ضربتي بقوة وضعت يدي على يداه واصبعي على شريانة حتى شعرت بنبضاته السريعة وانفاسه تضرب وجهي ارسل قشعريرة الى جسدي
" انتي لا تعلمين عما تتحدثي عنه , ما هذه الجرأة للحديث مع استاذك بهذه الشكل الا تملكين الاحترام ؟" قال بغضب شديد لكنه جعل قدماي ترتجفان
" استاذي ؟" قلت بسخرية ثم اضفت " لا اظن ذلك , لقد تخليت عن الحق بذلك عندما تخلين عنا اليوم " قلت ثم دفعت نفسي من تعوذيته بقوة وابتعدت عنه لكن بالطبع لم يكن ليتركني بهذه السهولة امسكني بقوة , حتى اشتعلت نظراته بقوة وللحظة كما لو استدعى الرعد معه , رعدت السماء حتى اضاءت الملحق بالكامل " انك تؤلمني " قلت وانا احاول ان احرر يدي منه
لكنه نظر لي مطولة , حتى غرقت داخل عواصفه . نظر لي حتى ارتجفت كما لو نظر الى داخل روحي . كما لو كنت شيء يريد حله بسرعة
ثم قال من العدم " من انتي فعلا " قال
" انت قل من انا .. الا تعرف ؟" قلت له , واللعنه صوتي يرتجف
" لست متأكد " قال ثم ابتعد عني كما لو كان يحارب نفسه , لم يستطيع ان ينظر لي لثانية واحدة اكثر
سقط قلبي وانا ارى اكتافه تتدلى بحزن اشعر وكأن الغضب تمثيل فقط وقف امامي ينظر لي ثم اقترب مني ولامس خصلة من شعري من العدم , كتمت انفاسي و لم اجرأ على الحراك
تركزت حواسي على لمسته واشعر بيده . تلمسني
انه يلمسني
شعرت بوجهي يحمر لا اعلم لماذا واشتعل جسدي لقربه ورائحته , تسافر يداه على وجهي كما لو كان يحفظ تفاصيلي تركته يرسمني باصابعه على بشرتي واقف امامه بلا حول ولا قوة
" انتي خيال " ثم قال بعد صمت شعرته كما لوكان سنوات
قال اسمي لكن لا اعلم ان كان سؤال ام بيان لي
رفعت نظراتي له واشعر بيده تتلمس شفتاي وتوقف قلبي مع انفاسي
ثم ابتسم ببطى وقال " تنفسي " الان اشعر بالخجل هل يعلم تأثيره علي , لم اعرفه من قبل لكن قلبي يعرفه
استطعت ان اخذ انفاس متقطعة سريعة , كل مافعله هو لمس شفتاي
رفعت يدي من غير وعي ولامست شريانه حتى اشعر بنبضه
اردت ان اقول له كف عن لمسي , لكن بنفس اللحظة اعترتني حاجة لاحضنه
شعرت ان وجهي يلائم يداه
استطيع الشعور برائحة الالوان منبعثة من يداه لا بل من جسده كامل وكأنها له , هل يعقل ذلك ؟ اغلقت عينان للحظة استجمع ما تبقى مني من قوة لكني لا اتحرك قدماي لا تقويان على الحركة
تحركي اقول لنفسي وكان الشيء الاصعب الذي فعلته الى حد الان
نزعت نفسي من جاذبيته وخرجت مسرعة من الملحق ولم انظر للخلف ولو لمرة واحدة
ركضت وركضت حتى وجدت نفسي تحت المطر لكني لم اشعرحقا ببرده , تركت نفسي للسماء المظلمة وكأن قلبي ارد بعض الهواء ليعيد توازني , تجرأت والتفت الى لخلف بعد مدة لا اعلم بها ووجدته كما تركته يقف في منتصف ملحقه لكنه لا يتحرك فقط ينظر لي
لماذا يملك هذه التاثير علي وانا لم التقي به الا حديثآ ؟ لماذا انا منجذبة له بهذه الطريقة ؟ كيف له ان يسرق انفاسي ؟
التفت بعد دهر ودخلت الى المحلق الخاص بي
______________________
فنيس ...
لم استطع النوم كثيرآ بتلك الليلة , ذكرياتي كمدينة ملاهي تلعب داخل عقلي
لمسته
قربه
كلامه
عيناه
رائحته , جميعا اشياء ضربتني بشكل غير متوقع .
ارى الصباح ينهض امامي شيء فشيء
انظر الى سارة و راما نائمتان بعمق , واشعر بالقليل من الحسد اتجاههم , هل يعقل ذلك ,؟ ان احسدهم فقط لانهم يستطيعون النوم؟
لم اعده النوم الهنأ منذو فترة طويلة , نهضت اخذت حمام بارد لاعيد اتزان جسدي , ارتديت ملابسي
فستان شتوي من القطن الاحمر القصير و ارتديت جواربي السوداء الطويلة ووضعت خلخالي وخذائي الرياضي الملون
تركت شعري ليأخذ القليل من الهواء ووضعت عطري والقليل من احمر الشفاه
ونظرت الى اثاره تحت عيناه , تجاهلت صورتي بالمرأة وخرجت مع معطفى الاحمر
اجلس قليلا على صخرة التقبيل واترك نفسي للهواء البارد
شتت انتباهي اصوات الخيول من الاسطبل
لم اكن دوما فتاة تحب الخيول بشكل خاص , لقد اخذت دروس وانا صغيرة لكني لم اركبها منذو الطفولة
عمر يقف ويهتم باحد الاحصنة
خرجت راما والقت التحية عليه , لا اظنهم يلاحظون وجودي بعد , اراهم يتحدثون عن شيء ربما الاحصنة لا اعلم
قررت ان اتجه لهم
" صباح الخير " قلت وانا ارسم الابتسامة على وجهي
" صباح الخير فنيس " قالت راما
" صباح الخير " قال عمر ثم اضاف " هل ترغبين بركوب الخيل ؟"
"نعم اود جدآ" قالت راما بحماس كبير
" حسنا راما متحمسة " قلت بمرح
" لدي بعض الاحصنة المميزة " قال عمر وهو يختفى داخل الاسطبل ويعود مع اجمل حصان قد رأته عيناي ابيض , لا بل يملك شعر لامع , ارى الحماس بعينان راما بسرعة دخلت الاسطبل
" هذه جميل جدآ " قلت
" بل انه رائع " قالت راما ولم تستطع ان تحتوي حماسها اكثر لامست شعر الحصان
" ببطىء , دعيه يتعود عليكي ,لا اريد ان يفزع ويؤذيكي " قال عمر وهو يلامس شعر الحصان
" لا تقلق اعلم , علي ان ابني علاقة معه اولا دعه يتعود على رئحتي " قالت وهي تدع الحصان يشم راحة يدها
" يبدو انك خبيرة " قال عمر بمرح
" نملك مزرعة احصنة " قالت راما وهي تداعب الحصان بمهارة
" فنيس هل تريدين ان تقتربي و تداعبيه قليلا؟ ؟" سأل عمر
" نعم اود ذلك " قلت وانا اقترب ببطى لهم لا اريد ان يفعل الحصان اي حركة فجائية
" انه أكحل تركي " قال عمر لراما لانها متحمسة وتستطيع رؤية ذلك من بريق عيناها
" انه من سلالة الخيول التركمانية وانه احد اندر السلالات الخيول في العالم " قالت
" تحبين الاحصنة فعلا " قال عمر وهو ينظر لها بابتسامة لم اراها من قبل , ليس كما لو كنت اراقبه لكن كانت جديدة
" لا تملك فكرة " قالت " هل استطيع ركوبه قليلا ؟" سألت راما عمر
" حسنا يبدو انك تستطيع السيطرة عليه " قال عمر ثم اضاف " ساجلب اللجان " قال وهو يختفى ويعود مع اللجان بعد ثانية
" لم اراكي متحمسة من قبل " قلت لراما
" انها احد الاشياء التي تذكرني بطفولتي " قالت ولمحة من الحنين تنفجر داخل عيناها
" حسنا انه جاهز الان" قال عمر وهو يمد يده لراما حتى يساعدها على الركوب
" استطيع فعلها بنفسي " قالت بثقة وكانت على ظهر الحصان خلال لحظة , ارى ابتسامتها الكبيرة ونظرات عمر لها
وللحظة ابتسمت لهم ونسيت من انا وماذا افعل ونسيت كل شيء عن غضب السماء وودت ان انعم بذلك الشعور , السعادة اردت ان اشعر بها لقد افتقدتها
كنت سعيدة تحديدا لراما لا تبتسم كثيرا تختبىء دائما خلف تعليقاتها الساخرة والعمل بالجامعة , لم تتحدث ابدا اكثر مما يجب
دائما كانت راما شخص خاص , انا سعيدة لابتسامتها يبدو ان المكان هنا يغيرنا قليلا .
" ساعود " قال عمر وهو يختفى داخل ملحقه و يعود مع كميرا صور فورية
" الم يكن التقاط الصور ممنوع " قلت بمرح
" لستي الشخص الوحيد الذي يحب كسر القواعد احيانا " قال بمرح وهو يلتقط صور عديدة لراما
للحظة خطرت لي فكرة لم يكن عمر مزعج بعد كل شيء ربما نستطيع ان نتعايش قليلا معآ خلال الثلاث اشهر
خرجت سارة " صباح الخير جميعا "
"صباح الخير " قلت
" ماذا تفعلون ؟" قالت والفزع واضح علي وجهها
واخذت ثانية حتى افهم , انها خائفة .. من الاحصنة ؟ حسنا هذه مثير للاهتمام
" سارة اقتربي وداعبيه , انها الاجمل " قلت لها
وارى الهلع يكبر داخل عيناها
" ارى ذلك " قالت لكنها بقيت متجذرة مكانها لم تقترب
" سارة هل تخافين من الاحصنة ؟" سألتها
" نعم ,, لا لا اخافهم انا فقط لا احبهم " قالت بتوتر
ضحكت وانا ارى راما برشاقة كاملة على الحصان
اعدت نظري الى سارة التي ترتدي بنطال من الكتان مع حذاء ابيض يصل الى فخدها وجاكيت ابيض مع مضلية , انها كأميرة فعلا
" لا تخافي لن يؤذيكي اقتربي " قلت لها
" لا " قالت وهي تهز رأسها بقوة
" انظري كم هو رائع " قلت لها احاول ان اطمئنها
لكنها استمرت بهز رأسها بقوة
" سارة هل تعلمين , يولد الانسان في تركيبته الجينية نوعين من الخوف فقط , وهما الخوف من السقوط و الخوف من الاصوات المرتفعة , بينما باقي الانواع مكتسبة فقط , تدريجيا يتم تعلمها خلال احداث معينة يمر بها الانساان في حياته " قلت لها
" انا خوفي حقيقي لاتقلقي " قالت بسخرية
" عندما تكسرين قدمك من السقوط اراكي حينها " اظافت
" كسرتي قدمك ؟" قلت متفاجأة من شيء لم تنجح به سارة
" نعم لقد تم تدربي منذو الصغر على بعض الهوايات . لكن بعد الحادثة اخذت البيانو بدل منه " قالت
" بالبطع " قلت , سلوك الاميرة المثالي
" صباح الخير سارة " قال عمر كما لو تدارك وجودها الان
" صباح الخير" قالت ملوحة له
" هل تحبين ان تجربي ؟" قل لها
لكنها هزت رأسها " لا شكرا انا جيدة هنا " قالت
" انها خائفة " قلت له
" اووه حادثة اليس كذلك ؟" قال عمر
هزت سارة برأسها لكن نظراتي بقت على سارة , وارى الخوف
الحمدلله الذي جاء كريم لترسم سارة ابتسامة على شفتاها
يعتريني الغضب احيانا من الوقت الذي يتم هدره بينهم , لا يعلمون كم هما محظوظان لديهم بعضهم لكن لا احد منهم يفعل شيء لذلك انا اضايقها احيانا
انهم يخسرون وقت لايعود ابدا
" كريم اقترب ام تخاف انت ايضا ؟" قلت بسخرية
" ماذا ؟" بالطبع لا انا احبهم " قال كريم
ارى سارة تتقدم ببطىء بجانب كريم ربما هو يعطيها الشجاعة بعد كل شيء
" صباح الخير كريم " قلت سارة بأبتسامة لا تعطيها سوى له
" صباح الخير ايتها الاميرة " قال بابتسامة كبيرة ويغمز لها
محتل يعلم تماما ماذا يفعل
" مارأيك سارة هل تجربين الان ؟" قلت لها بمكر
" لا شكرا " قالت بغضب
" كريم ساعدها , ام ترفضين مساعدته ؟" قلت لها
" فنيس " صرخت غضب سارة
التفت كريم لها
" هل ترفضيني ايتها الاميرة ؟" قال كريم
لكن حديثنا قطع عندما سمعنا شيء يكسر و وبقوة قادم من ملحق سند , التفتنا جميعا احدهم غاضب يبدو
" ماهذه الصوت ؟" قالت سارة بقلق
" كريم ساعد الفتايات " قال عمر وهو يركض الى ملحق سند
" لم احبه كثير هذه الاستاذ " قالت سارة وهي تقصد سند
" يبدو انه يعاني من مشاكل هذه واضح " اظافت
" هل تريدين مساعدتي او ترفضيني انتي ايضا ؟" قال كريم لراما
" كريم لم اقصد ذلك " قلت سارة بتذمر
" سأتدبر امري " قالت راما
" يبدو ان المطر على وشك الهطول لندخل " قال كريم
اخذ كريم يد سارة ليساعدها , الاحمق يعلم كيف يغازلها بطريقته , اعلم ان كريم منجذب لها اعرف كيف ينظر لها عندما لا تنظر, اعلم كيف يهتم بتفاصيلها لكنه لا يتقدم خطوة واحدة لا اعلم لماذا , يمكن ان يكون احمق فعلا
عادت نظراتي الى ملحق سند اريد ان اذهب ,اريد ان ارى
" فنيس " اخرجني صوت كريم كم افكاري
" هيا فنيس لا تشغلي بالك لا شيء يخصنا " قال كريم
حسنا هذه صعب " حسنا " قلت ولحقت بهم الى الكوخ
_________
فنيس ...
كان طعام الافطار هادىء
لم تكن سيدة الكوخ لها وجود مع فقدان عمر ايضا , هناك شيء حدث , استطيع الشعور به بعظامي .
شققت طريقي الى السرداب لكن كان هناك احد العاملين يمنعني من الدخول , حسنا هذه جديد كما لو اتفق الجميع على ان يمنعني للذهاب اليه , اشعر كأنه طريق محرم علي
جلست على البار اتناول قهوتي وانا انتظر احدهم للظهور , اريد ان يخبرني احد ماذا يحدث
بعد ماشعرت كما لو انه دهر كامل ,ظهرت سيدة الكوخ تحمل صينية مليئة بالاطباق المحطمة والحزن على وجهها كسر قلبي
استطعت سماع اصوات غاضبة تأتي من السرداب
" هل هو بخير ؟" خرج السؤال حتى قبل ان افكر به
نعم فاجأها سؤالي لكن التوتر على وجهها اقلقني , وضعت الاطباق واخذهم احد العالمين
" سيدة مريم " قلت بحدة استدعيت انتباهها
حاولت ان تعطيني احد ابتسامها لكني لم اقتنع كانت قلقة " فنيس دعي هذه الموضوع " قالت
ثم اشارت الينا للاقتراب " تعالو للحظة " قالت
انضمو الينا
" لقد استدعت لانتباهي بعض الاحداث اليوم ولن تكون هناك محاضرة , لذا تصرفو بحرية بالمعرض لاستخدامكم وغدا سيكون هناك استاذ بانتظاركم "
" متأكدة ؟" قلت وانا انظر لها لكنها تجاهلتني
" تستطيعون الذهاب الان " قالت
نظر الطلاب الى بعضهم بتوتر
لم يتفوه احد بكلمة وامتثلو لما قالته توجهو الى المعرض لكني نظرت لها , لست مستعدة للتراجع " اذهبي مع اصدقائك فنيس " قالت
" حسنا " قلت لن استطيع معرفة شيء منهم لا بأس سأعرف بطريقتي
قبل ان اخرج اخذت معطفي الاحمر عندها سمعتها تتحدث على الهاتف بجانب المطيخ على الهاتف الارضي
" نعم , لا اعلم عليكي القدوم , انه ... " لكنها لاحظت وجودي
لذا خرجت .
___________
فنيس ...
اللعنة اللعنه عليكم جميعا , اللعنه على تفكيري اللعنه عليه
لم استطع ان اركز على شيء لعين , لم يساعد الرسم
لا اعلم كم من الوقت وانا احدق بالوحة الفارغة
خرجت مسرعة لم احتمل ان ابقى ثانية واحدة علي ان اعرف , اريد ان اتجاهله لكني لا استطيع
رأيت عمر يخرج من ملحق سند وهو يحمل مجموعة من اللوحات المحطمة , هناك شيء يحدث اريد ان اعلم
" فنيس " جاء صوت كريم
" انك مشتتة ماذا يحدث معك ؟" لا اعلم ماذا اقول له , لا اعلم ماذا يحدث معي انا نفسي لا اعلم , انه يأخذ تفكيري ولا اعلم كيف واوقفه , لم اتوقع ذلك عندما اتيت الى هنا , لم اتوقعه ابدا
" لا اعلم " قلت وانا انظر الى كريم , لم يكن هاك حاجة لانكار ما يراه , كريم يعرفني جيدا
" تفكرين به " قال لم يكن سؤال , كان اشارة للحقائق
الم اقل يعرفني
" الاستاذ سند تفكرين به " قال
حسنا نعم افكر به كثيرا
" لا اعلم بماذا افكر كريم " قلت له وانا اضع رأسي على كتفه
صمت لثانية " اعلم ما الذي يمكن ان يغير مزاجك " قال بابتسامة كبيرة
لم احظى بفرصة ان اقول شيء . سحب يدي معه
________
فنيس ...
" احسنتم كان اليوم موفق " قالت سارة بسخرية ونحن نتجه الى الكوخ
" نعم انه كذلك " قالت راما متذمرة
وقف كريم امامنا جميعا " هيا اياها الاصدقاء تعاهدنا ان نجعل هذه الثلاث اشهر الافضل هل نسيتم ؟ لا اريد ان ارى هذه الحزن والتذمر " قال كريم
" لم ننسى لكن هذه صعب الى متى سنستمر هكذه الايام تمضى " قالت سارة
" اعلم لكن نحن الافضل لا نحتاج احد " قال يغمز بوجه سارة
" مازلنا بحاجة الى استاذ كريم " قالت راما
نظر كريم لي وكأنه يقول , ساعديني
" لاتنظر لي كهذه انا معهم لا نستطيع الاستمرار كهذه " قلت متذمرة
" شكرا فنيس لمساندتي " قال كريم
" لنذهب انا اتضور جوع " قالت راما
" ما رأيكم ان نشوي البطاطا ؟" قال كريم بمرح
" مع الزبدة " قالت سارة قلقة
سحب كريم سارة وراما " لا اريد اعتراض , ستبقين جميلة بنظري ايتها الاميرة القليل من الزيدة لن يغير ذلك " قال كريم لسارة وابتسمت بخجل
" لا اعلم كيف مزاجك مرح كهذه " قالت راما متذمرة
" على احدهم ان يخرجكم من الكأبة التي انتم بها " قال كريم
" وهذه مهمتك ؟" قالت راما بسخرية
" بالطبع , فنان ماهر ذو مستقبل كبير وسيم وذكي وفكاهي ماذا تريدين بعد " قال كريم بكل ثقة وابتسامة كبيرة
نظرت راما بانزعاج " انا لست سارة ايها الاحمق " قالت راما بعضب وهي تتحرر من قبضته
" هاااي ماذا تقصدين ؟" قالت سارة بخجل
" لا تهتمي انها تغار منك فقط " قال كريم وهو يمل الى سارة
توقفت قليلا وانا اسمع الى حديثهم لم يتغيرو منذو ان تعرفنا على بعضنا في الجامعة , كانت مجموعتنا هكذه مجنونة مرحة ذكية نظرت حولي الى المكان الذي حلمت بالقدوم اليه منذو سنوات عديدة , اشعر بالفخر لوجودي على ان اشعر بالسعادة لكن كل ما اشعر به هو تعاسته وكأنه لا يسمح لي ان اكون سعيدة من دونه
اشعر بالحاجة لرؤيته مساعدته لم اتاخر على مساعدة احد ليس مرة اخرى ليس ان استطعت
ثم سمعناه , صوت احد مايصرخ , الصوت قوي لدرجة ان جسدي انتفض بقوة
ركضت بسرعة
وصوت صرخته جعلت قلبي يهتز , كما لو خرجت مني كما لو كان المي
و وجدت نفسي امام باب ملحقه
فتحت الباب وتوقف قلبي لمنتظره
يبدو فزع يمسك رأسه بشدة لدرجة اني خشيت ان يقطع شعره , ووجه شاحب ويتنفس بقوة والعرق واضح على ملابسه ,غير متزن .
انه يعاني من نوبة فزع ارى عرقه يلمع على جبهته وحالته الهستيرية
وللحظة كان الجميع خلفي اسمع صوت عمر وسيدة الكوخ واسمع شهقة سارة
" فنيس اخرجي " قال عمر , لكني اتجاهله لا فرصة لعينة لخروجي
" اتركها " جاء صوت سيدة الكوخ
اقترب من سند ببطىء " سند سند " انادي عليه
ثم التفت لي وصدره يرتفع وينخفظ بقوة وغضب السماء مشتعل داخل عيناه
اقترب مني سند وانا اقف مكاني , اعلم انه لا يعلم ماذا يحدث ليس حقا , انها فقط حالة هستيرية لذا سادعه
احاول ان اتنفس لكني متأكدة اني فقدت القدرة على معرفة كيف بهذه اللحظة
" انتي , انتي ماذا تريدين مني ؟ من ارسلك ؟ قولي لي " صرخ سند اهز رأسي بقوة " ماذا ؟ لا لم يرسلني احد " قلت وانا اشعر كما لو اني على وشك فقدان وعيي لكن تمالكت نفسي بصعوبة
اقترب منه ببطىء " سند , ركز على صوتي تستطيع فعلها فقط ركز على صوتي " قلت له وانا اقترب
لكنه يتارجع " لا لا اريد ابتعدي عني , ابتعدو جميعا ابتعدو " يصرخ سند بقوة
" لا بأس لا بأس سند " اقترب منه احاول ان المسه
لكنه يبتعد , وارى العرق يلمع على جسده ويتنفس بقوة , سيكون هذه صعب لكني استطيع فعلها
ذهبت خلفه واحاول ان اضمه بقوة لكنه يقاوم , احكمت قبضتي عليه بقوة لم اتوقع اني استطيع لانه يقاوم بقوة لكني احكمت قبضي اكثر
" حسنا حسنا انا اضع بعض الضغط على جهاز العصبي لتسترخي ستفزع بالبداية وتحاول ان تقاوم , تنفسك متسارع لكن لا بأس بذلك لا بأس , هذه طبيعي ستقاوم ستحاول دفعي ولابأس بذلك ايضا , بعد وقت ستشعر بالراحة ونبضك سيهدأ مع نفسك لا بأس لا بأس سند انت معي انت معي . ركز على فقط " قلت وانا احضنه بقوة
" لا اريد لا اريد ابتعدي " حاول مقاومتي لكنه هدأ بالنهاية تحت انظار الجميع التي لم اشعر بها حتى
سقط سند بحضني على الارض يأخذني معه , احكمت قبضتي اكثر عليه كطفل صغير
المس يده , اشعر بنبضاته اصبحت ابطىء اشعر بهدو نفسه , شيء فشيء
امسكته بكل ما اتيت من قوة امسكه كأني امسك قطعة مني , لم استطع محاربة دموعي تختلط بجسده امامي
انهرنا على الارض معا كجسد واحد يضع رأسه على كتفي
اشعر بتعبه بتسرب ببطىء منه
خرجت طفلة صغيرة من العدم , لحظة انا اعرفها انها .... لارا
اسرعت وحضنته بقوة " خالي " قالت جلستنا ثلاثتنا معا التفت للخلف ووجدت شخص لا اعلم كيف غاب عن تفكيري طريقة عمل الذاكرة شيء غريب كيف لي ان انساها تملك نفس النظرة نفس العيون , انها ...
" ماذا يحدث هنا " قال الانسة امل من خلف سارة وراما وركريم
استطيع ان ارى نظراتها.
تتجمع القطع معا لكن عقلي يحاول ان يبطىء العملية , لكنها كثيرة تكاد تكون غير محتملة

اللوحة الثالثة ..
فنيس تجلس على صخرة التقبيل تغلق عيناها بملامحها الملائكية والهواء يداعب شعرها المجعد القصير .

١٢ لوحة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن