chapter -5-

79 7 0
                                    

"حسنا كما سمعت قبل قليل، كنت أملك أبًا سيئاً حقا كان يخرج طوال النهار يحتسي الشراب ويقامر ثم يعود للبيت في الليل يفرغ جام غضبه على أمي وعندما تفقد الوعي يحين دوري كان يركض نحوي ببنيته الضخمة بينما يعتلي وجهه تعبير كالوحش ويشرع في ركلي ولكمي بينما أنا منزوية في الغرفة بجسدي الصغير ويواصل شتمي و نعتي بالمنحطة وأنني لا شيء وحينما أفقد وعيي ينتهي كل هذا وحين أستيقض يكون النهار قد حل ويبدأيوم جديد ويتكرر نفس الروتين تقريبا كل يوم،. كانت هناك أيام عندما أستيقض فيها أجد ضلعا أو إثنين مكسورين وكانت هناك أيام لا أستيقض فيها إلا بعد مرور يومين أو أكثر ولكن كل هذا كان يمكن تحمله أيضا بالمقارنة مع أحد الأيام إستيقضت وحدي بينما أمي لم تفعل فإستمررت بمحاولت إيقاضها.. كنت صغيرة آن ذاك لم أعرف أن الإنسان يموت بعد أن ينزف كثيرا .
كنت أمسكها بينما رأسها ينزف كالشلال وعندما توقفت عن الحركة نضفتها من الدم و غيرت ثيابها في إنتضار أن تفتح عينيها لم يكن هناك أحد حولي يخبرني أنها ميتة وليست سوى جثة غادرتها روحها وبعد ثلاث أيام عاد ذالك السكير ،لم يكن كما عهدته كان يبتسم طوال النهار وإشترى لي أول حلوى ذقتها في حياتي في ذلك اليوم إعتبرته حقا أبي ورأيت الحياة تبتسم لي.. لقد كان اليوم الوحيد الذي عشت فيه كطفلة طبيعية وفي نهاية ذاك اليوم حزم أبي أمتعته وأخبرني أنه سيعود .. لكن مرت الأيام ولم يعد حينها أدركت أنه هجرنا وذالك اليوم السعيد كان فقط يوم مزيفا بمال مسروق .
وبعد مرور الأيام التي جلست فيها بجانب جثة والدتي بدأت أشتم رائحة كريهة تنبعث منها وعندما غسلتها لم تزل الرائحة فقمت بحكها بقوة وعندها تفتت القليل من لحمها و خشيتا من أن يتفتت لحمها مجددا ذهبت لأبحث عن عمل كنت أنضف الأرضية بجد من أجل الحصول على بضع سنتات عند تراكم تلك الأموال قمت بشراء عطر كان عطر ذو رائحا جميلة وقوية حتى يكفي لتغطية رائحة العفن وكنت أرش البعض منه على أمي كلما شممت الرائحة النتنة حتى أتى يوم عرفت فيه معنى الموت وأدركت أن أمي لن تستيقض أبدا عندها قمت بتغطيتها حتى وجهها ووضع زهرة عليها ومرت الأيام حتى أتيت أنت ووالدتك وبعدها أنت تعرف الباقي"
ألكس ياس :" نعم، لا أزال أتذكر ذالك المشهد ولا أضن أنني سأستطيع نسيانه بما أنني رأيته وأنا طفل.. عندما كانت الرائحة كافية لجعل أي شخص يفقد حاسة شمه كان الجو عاصف والسماء تمطر إهتز الغطاء من وجه الجثة كانت متحللة ومليئة بالكدمات .. كافية لجعلي لاأعرف إن كانت مرأة أو رجل، لم أكن أعرف أنها كانت والدتك  ٫آسف لتصرفي في ذالك الوقت بتلك الطريقة "
تييرو:"لابأس ،لقد كنت طفلا حيانها لقد كان من المتوقع أن تبكي بذلك الشكل،، كما أنني لم أكن أبالي بأي شيء يحدث حولي لم أكن أهتم حتى إذا مت في ذالك الوقت"
ألكس ياس :"لازلتي كذالك حتى الأن أليس كذلك؟ أنت تحملين نفس التعبير من ذالك اليوم عيناكِ الزرقاء الداكنة التي سرقت الحياة لمعتها وتعبير وجهك الذي لا يحمل أي رغبة بالعيش"
تييرو:"مالذي تتحدث عنه أنا بالتأكيد تغيرت ألا ترى أنني كبرت الآن"
ألكس ياس:" لا،لم نسمح لكي بالتغير معاملتنا لك لم تكن مختلفة من حياتك في الشارع كل هذا خطئي لأنني لم أملك الجرئة لإخبار أبي بالحقيقة "
قاطعته مسرعة:"لا,ليس الآن "
فرد:" إذامتى؟ ،إلى متى تخططين للعيش بهذا الإذلال.. حتى أنت لا تريدين العيش هكذا أليس كذالك ألا تستمرين في البكاء طوال الليل مسببة جروح على كلتى يديك بالسكين الخاص بفتح الرسائل"
بينما أستشيط غضبا قلت:"ماذا كيف تعرف ذالك "
أجابني بينما يصرخ :"وهل هذا ما يهم الآن"
فصرخت أيضا قائلة:"نعم إنه ما يهم الآ..."
لم أستطع إكمال كلامي وقاطعتني سلسلة من السعال بينما تناثر الدم، وبدون وعي سقطت على الأرض..

تغيير مصير الشريرة البائسةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن