طوال طريق العودة كانت هدى تبكى في صمت وهى تفكر في كلام أهلها لماذا دائما يلقى الناس بذنب الطلاق على المرأة وتحمل هي عار الطلاق؟ كانت تظن بأن أخيها على الأقل سيثور ويغضب من أجلها ولكنه في النهاية رجل يفكر بنفس الطريقة ونفس العقلية , في البيت أغلقت عليها حجرتها وجلست تفكر ماذا سيحدث بعد الطلاق ؟ هل ستتغير حياتها فعلا وتصبح العيون عليها؟ رن هاتفها وأخرجها من أفكارها كانت لبنى وتحدثت معها لمدة طويلة جدا وعرفت منها ماقاله لها إبن خالتها المحامى.
في الصباح إتصل سامى بهدى فأجابته بضيق: إيه ياسامى مش قلت لك هاتصل بيك.
أنا عارف انا بس عايز أقولك إن عمر اخوكى إتصل بى وإتكلم معايا وطلب يقابلنى.
قال لك إيه؟
أخبرها سامى بما قاله له عمر فإحمر وجهها من الغضب وقالت: هو قال كده !! طيب قابلنى بعد العصر عند المأذون إبعت لى العنوان وهاتلاقينى في إنتظارك.
وقفت هدى ترتجف من الغضب , كيف يفعل عمر هذا وهى طلبت منه عدم التدخل , كانت تعلم بأن عمر سيأخذ زوجته للغذاء في بيت أهلها فارتدت ملابسها وحملت حقيبتها وخرجت بسرعة وتوجهت لشقة والديها وهناك دخلت كالعاصفة وقالت: هو فين؟ عمر ... إنت يا عمر....
فيه إيه ياهدى؟
إستنى ياماما وشوفى إبنك عمل إيه؟
خرج لها عمر من الحجرة وقال: مالك ياهدى؟ داخلة كده ليه؟
يعنى مش عارف ؟
نظر لها في صمت فأكملت بغضب: إنت إزاى تعمل كده؟ إزاى تطلب سامى أنا قايلة لك متدخلش.
مادخلش إزاى أنا أخوكى الكبير ومن واجبى إنى أصلح لك حياتك.
أخويا الكبير تعمل لى قيمة مش تحسسنى إنى رخيصة.
حكيم : فهمينا بالراحة ياهدى إيه اللى حصل؟
عمر يابابا كلم سامى وإتحايل عليه إنه ميطلقنيش.
أيوه طلبته وفيها إيه إحنا معندناش بنات إتطلقت في العايلة دى عيبة في حقنا.
عيبة!! إنت متعلم إنت!! إنت بتتكلم زى الناس الجاهلة , الطلاق شرع ربنا زى الجواز بالظبط ومفيش فيه أي عيبة.
بس الناس كلها بتبص للمطلقة بصة قليلة
أنا عايز أحميكى من الناس ياهدى ومن نظراتهم وكلامهم.
لما تبقى تعرف تحمينى فعلا إبقى إتكلم.
حكيم: ملكش حق ياعمر مكانش لازم تتصل بيه يابنى تستنى لما هو اللى يتكلم الأول.
هدى: أنا قلت لكم إنه خلاص بايع ليه ترخصونى ؟ ليه تحسسونى إنى صغيرة وماليش كرامة؟ إنت عارف قاله إيه كمان يا بابا؟