بعد تفكيراً طويل .. تراجعت فردوس عن قرارها وقررت ان تبتعد للأبد عنهم جميعاً . عادت فردوس الى صحتها لم يبقى سوا الآثار على وجهها ، لم تعد حقاً تخرج كالسابق لكنها لم تحبس نفسها ايضاً كالسابق كانت تقضي وقتها مع عائلتها لكي تنسى ماحدث لها.
فردوس انتي لم تنسي (نجم) ...أجل
أصحبت تخرج من المنزل تتسوق تحتفل مثل السابق واكثر حتى ، عادت الى ربها بعد تقصيرها لم تكن تريد ان تكون كالسابق عندما شد عليها الحزن فنسيت كل شي ، عاشت لأسبوع حتى شعرت بالأمان والراحه ،في ليلة لم يأتيها النوم تقلب في هاتفها لم تجد
ما يسليها التفتت نحو النافذة المفتوح نصفها يخرج منها نسيم الهواء البارد مع رائحة المطر ليلة الشتاء الجميله الهادئة ، تتنهد فردوس في تلك اللحظه رامية يداها على السرير وشعرها يمينها وشمالها
طرق احدهم اليها وقالت : ادخلي
لم تدخل من كانت تقصد ، استمر الطرق حتى رفعت جسدها الهزيل تنظر نحو الباب لدقائق ثم عادت استلقت ، عاد الطق مجدداً وعندما ركزت على الطق كان من النافذه لم يكن من الباب ، نظرت فردوس الى النافذة تريد التأكد فقط من حدسها .. هناك احداً يطرق النافذة
علمت فردوس من هو ، التفتت على اليمين وهي تقول "بسم الله "لكي لا تبين لهُ انها خائفة وانها علمت بوجوده ،ثم بقيت قليلاً وهي متوتره وفي الوقت ذاته تشعر بانها منتصره فهي لم تخضع له وايضاً لم تهمل علاقتها بربها لذا فهي تشعر بانها قويه اكثر من قبل ولم تهتم لوجوده .
نامت فردوس عند الثالثه فجراً واستيقظت بعد صلاة الفجر بنصف ساعه ذهبت لتصلي وعادت لتكمل نومها فتذكرت النافذه .. ذهبت لها واغلقتها بعد ان اشرقت الشمس ونامت.
توقعت فردوس ان النافذه هي حدهُ الاخير لكن لم يكن مثل ما توقعت ..لاحظت ان بعضاً من الاشياء التي تضعها تتغير مكانها ظنت فردوس انه بسبب النسيان الذي تعاني منه لكن الأمر زاد اكثر ، عندما كانت مع ولدتها واختها يتحدثون مع بعضهم البعض رأت احدهم في المطبخ ، تمعنت النظر جيداً ثم ذهبت اليه ولم تجد احد ! عادت وهي تفكر هل رأت احد حقاً ام لا ؟؟ لكن لم تهتم فعادت لتجلس تعتقد انه وهم لانها تتوهم كثيراً بوجود ثاري .
عند صلاة المغرب ذهبت لتصلي في غرفتها وحدها ، ارتدت رداء الصلاه ووقفت على السجادة تريد البدء بالصلاه رفعت يداها لتكبر فسقط كتاباً من رف الكتب ! تصلبت على وضعها بضع ثواني ثم قالت ( الله اكبر ) وبدأت الصلاه ، فسقط الكتاب الاخر .. اكملت صلاتها وهي تحاول ان تسيطر على الخوف والقلق حتى انتهت . استغفر الله استغفر الله... فردوس تحاول
فتحت الباب وخرجت وكأنها كادت ان تقتل !
عادت الى ولدتها واختها وفي وجهها الرهبه
آيه: مابالك ؟
قالت: لا شي ؟
لاشي ؟ حقاً فردوس لم بكن بها شي ! ما بال اختها ؟؟ جلست فردوس تفكر بما كان ذلك هل هو الهواء ؟ لكن كيف يسقط كتابين ؟ أمراً غريب ، تحركت مزهرية الورد رفعت راسها لتتأكد ان انه ايضاً وهم ؟ لم تتحرك مجدداً
قالت : انا بحاجه الى النوم حقاً !!
ذهبت لغرفتها ولم تنظر لشي استلقت بسرعه دون اغلاق النور حتى ، حاولت حاولت لم تنم والتفتت نحو رف الكتب ووجدتها بمكانها مسحت على وجهها ! - الكتاب !
نهضت بسرعه لتنظر جيداً ، الكتاب لم يتحرك ؟ لم يسقط ! كيف ؟؟؟ أنا متأكده بانني سمعته يسقط ! مسكت خدها وبدات تمسح به حتى احمر تشعر وكأنها اصبحت مجنونه
خرجت وقالت : هل دخل احداً غرفتي ؟؟
-لا ؟ لما
فردوس: لا اعلم انا .. لا اعلم الكتاب ...النافذه انا ! لا شي !! لا شي !
عادت فردوس للغرفه واغلقت الباب بكل قوتها واغلقت الأنوار ونامت ، استيقظت ليلاً على صوت ضجيج بالخارج ، كان عالي جداً اصوات ضحك واطفال وصياح ، فتحت الباب
"غرفة فردوس بالطابق الاول امام صاله الجلوس مباشره " صرخت فردوس بأعلى صوتها واغلقت الباب بقوة وهي تبكي ، وتصرخ بكل قوتها ، أمي!! !!! أبي!!!!!!!!!
لم يسمعاها والداها ...
" غرفة والداها واختها واخيها بالطابق الثاني "
أمي !!!! ارجوك امي ، فردوس تعيش داخل كابوس لا تعلم كيف دخلت فيه وكيف تخرج
لم تنام تلك الليله كلها لم يتجرأ النوم على القدوم لها ، وكانت بمكانها لم تتحرك خلف الباب جالسه وهي تقلب رأسها تنوح بإسم ولدتها حتى سمعت اذان الفجر! شعرت وكأنها متعطشه فرويت من الماء ، وقفت امام الباب تريد فتحه-واحد اثن.. بسم الله الرحم الرحيم
فتحت الباب وهي تسمع صوت الأذان وفي مذكرتها الذي رأته ، فتحت الباب بسرعه وهي حابسه انفاسها ..لا احد ! اخرجت ماكان محبوساً وذهبت مسرعه نحو غرفه والداها تطرق الباب بقوة أمي أبي!!! فتح لها ولدها ورأها وهي خائفه ولونها مخطوف وترتجف
ولدها: مابك !! بسم الله اخبريني !
تتنفس فردوس بسرعه بسرعه وتشتت يداها تريد البدء من أين تبدأ ، وبعد ان هدأت قليلاً مسكت خدها وبدات تمسح به
وقالت : الفجر لنصلي الفجر ؟
مسح ولدها على وجهه وتنهد وقال : هكذا ؟
فردوس: اسفه كنت اجري لذا .. هيا الصلاه؟
نظر اليها قليلاً وقال : هيا لصلاه
اقامو الصلاه جميعهم بالمسجد شعرت وقتها فردوس بالراحه والهدوء ودعت ربها ان يكون كل ماحدث مجرد حلم ، قالت فردوس لأمها واختها : ليتني انام هنا
آيه: وانا ايضاً ان في المساجد راحه وروح
ولدتها : هيا لنعد للمنزل انا متعبه قليلاً لم أنام جيداً بالأمس ، نظرت فردوس لها وهي تفكر هل ياترى سمعت الضجيج الغريب بالأمس ؟
ذهبو نحو البيت سيراً على الأقدام اقتربت فردوس من ولدتها وقالت لها : امي هل معانات النسيان التي فيني هي وراثه ؟
ولدتها : لا اظن ذلك
فردوس : هل تزداد بكثره ؟ هل تجلعنا نهلوس
ولدتها : لا اعلم حقاً لكن لا اظن ذلك عندما تكبرين اكثر تكثر الاعراض لكن اتمنى ان تشفين منها ، فقط حافظي على صحتك ونفسيتك انتي بمنتصف الأربعينات الان
فردوس : حقاً يا أمي يبدو علي عمر ال 21
ولدتها بضحك: ليس كثيراً لا تقلقي
فردوس: وايه 24 وكانها اصغر مني ويوسف ؟ انه حقاً اصبح رجلاً سيتخرج من المدرسة هذا العام ..
ولدتها بعاطفية: لقد كبرتم يا أبنائي .
حقاً ، لقد كبرو أبنائك يا " روح " اصبحتي روحهم بأسمك ، ربيتي ثلاث أطفال وكبروا بلمح البصر هل ستبقين وحدك عندما يكبرون اكثر وتشغلهم الحياه ، هل " فردوس و أيه ويوسف " سيضلون معك طوال السنين ..
تلك أفكارك يا "روح" لا تجعليها تسيطر عليك أنتي فعلتي كل ما عليك المتبقي عليهم .......
كانت " روح " ولدت فردوس تعاني من تلك النقطه ، كل ما فعلت لاتستطيع ان تخرج شعور رحيل ابنائها من حياتها بالمستقبل ولانها كانت تعاني من النسيان بمثل عمر فردوس اسمت ابناءها على الاسماء المذكوره بالقران لكي لا تنسى احداً منهم عندما يتغلبها الكبر
الفردوس الاعلى .. يوسف عليه السلام .. أيه من القران الكريم .. . •
أنت تقرأ
رواية شتاء جلنار
Fantastikفي أحد اليالي بوسط الصحراء تجد فتاة رجلاً يدعي أنهُ نجم ،نجم الرجل الذي لاطالما حلمت به ولأنها لم تراه بعد ذلك القاء ذهبت بحثاً عنه الى ان وجدت نفسها وسط معاشر الجن ، كيف ستخرج بسلام من الجن ، هل ستجد نجم ؟